عين أمريكا على جيران أفغانستان
تقرير إخباري
مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، يسعى مسؤولو البنتاغون لاستضافة جيران أفغانستان قواعد عسكرية تحسباً لأي عمليات مستقبلية. وحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، تواصل واشنطن التركيز على باكستان لإقامة قاعدة عسكرية في المنطقة على الرغم من حقيقة أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في الوقت الحالي.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية: “نحن نعلم أن جيران أفغانستان يشاركوننا رغبتنا في مكافحة الإرهاب العالمي، وستواصل واشنطن متابعة الخيارات مع الشركاء والحلفاء في المنطقة”.
لقد اتخذت الولايات المتحدة أخيراً قراراً بسحب قواتها بعد أن ظلّت عالقة في مستنقع أفغانستان لما يقرب من 20 عاماً، لكنها الآن في حالة نفسية معقدة ومحبطة، فهي من ناحية تشعر بالعجز عن استقرار الوضع الأفغاني، ومن ناحية أخرى لا ترغب في رؤية نفسها تفقد السيطرة على أفغانستان بعد انسحاب قواتها. لذلك أصبح تأمين قاعدة عسكرية عند جيران أفغانستان خياراً لضمان استمرار قدرات واشنطن على تشكيل رادع عسكري في الوقت المناسب ضد أفغانستان، حتى لو تمّ سحب قواتها من تلك الدولة التي مزقتها الحرب.
والخيار الأفضل للولايات المتحدة هو تشغيل قاعدة باكستان، ولهذا السبب تبذل واشنطن جهوداً كبيرة لإقناع إسلام أباد بالسماح لها القيام بذلك، على الرغم من أن باكستان لا ترغب بالانجرار للشؤون الأفغانية، وإشعال النار على نفسها. وبهذا الشأن أكد شاه محمود قريشي وزير الخارجية الباكستاني رفض بلاده إعطاء أي قاعدة عسكرية على أراضيها للولايات المتحدة لمراقبة أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية من كابول، لكن الولايات المتحدة لا تزال تحاول إقناعها.
وبصرف النظر عن باكستان فإن الخيار الواضح الآخر لواشنطن سيكون آسيا الوسطى، فالقوات الأمريكية متمركزة في المنطقة من 2001 إلى 2014. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية يتطلع البنتاغون إلى طاجيكستان وأوزبكستان كمرشحين محتملين لقواعد جديدة، ولكن من الصعب تخيل أن دول آسيا الوسطى ستسمح بسهولة بفتح قواعدها لواشنطن.
وبدورها تبذل الصين جهوداً حثيثة لتعزيز عملية السلام الأفغانية ضمن أطر متعدّدة الأطراف، بما في ذلك منظمة شنغهاي والتعاون بين الصين وآسيا الوسطى وآلية التعاون الثلاثي بين الصين وباكستان وأفغانستان، بحيث تتمكّن الأطراف المعنية من المشاركة على أساس المساواة ودمج الجهود المتعدّدة الأطراف والثنائية، وتعزيز محادثات السلام بشكل استباقي بدلاً من الإصرار على الحلول العسكرية، وتبدو هذه الدبلوماسية أكثر قوة وانسجاماً مع واقع واحتياجات أفغانستان.
عائدة أسعد