دراساتصحيفة البعث

ليبيا في معادلة ماكرون

تقرير إخباري

بعد انتقادات وهجمات حادة، وقطيعة دامت عاماً، التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في ختام قمة الناتو الأخيرة في بروكسل متجاوزاً التوتر الذي حصل في العلاقات بين البلدين بسبب قضايا خلافية عدة بينها ليبيا، والأوضاع في شرق البحر الأبيض المتوسط.

ادعى ماكرون أن أردوغان وافق على مغادرة المرتزقة الأجانب والمسلحين الأجانب الناشطين في الأرض الليبية من البلاد في أسرع وقت ممكن، وأنه موافق على العمل مع فرنسا على سحبهم من البلاد. لكن في الواقع فإن ماكرون المأزوم داخلياً يسعى لتبييض صفحته من أجل الانتخابات القادمة، وإعادة السمعة إلى باريس التي تفنن في إيصالها إلى أدنى مستوى لها منذ الثورة الفرنسية، والعودة إلى مناطق نفوذه السابقة في القارة الإفريقية التي أدارت ظهرها إلى فرنسا لأنها لم تقدم شيئاً لها على مر التاريخ.

وفي مقلب آخر، يسعى ماكرون الذي كثر صراخه عن “الموت الدماغي” لحلف شمال الأطلسي في قمة الناتو في كانون الثاني 2019، وقيم الاتحاد الأوروبي، وضرورة تشكيل قوة أوروبية لمواجهة الصين وروسيا، أن يظهر للعالم أن بلاده ما زالت قوة مؤثرة في صنع القرارات، لكن دعواته  للالتزام بقيم الحلف وقواعده، وأن التضامن بين الحلفاء ينطوي على واجبات ومسؤولية تجاه بعضهم البعض، تدل على أن الرجل يبحث عن طوق نجاة، وليس إيجاد حلاً للأزمة الليبية، ولكنه اختار ليبيا منطلقاً للعودة إلى مستعمرات بلاده السابقة.