الفنون الجميلة في السويداء تحيي ذكرى صاحب “الفن أزلي وأبدي ولن يموت”
السويداء – رفعت الديك
مسيرة وإنجازات الفنان الراحل عبد الكريم فرج كانت أساس المعرض الفني والفعالية الثقافية التي أقامها قصر الثقافة في السويداء بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة الثانية بالمحافظة.
الفعالية التي جاءت ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لفرع جامعة دمشق اختارت عبارة “الفن أزلي وأبدي ولن يموت” عنواناً لها، وهي عبارة مشهورة للفنان الراحل الذي كانت الفنية والعلمية وأسلوبه المتفرد ومراحل نتاجه الفني حاضرة في الفعالية بكل تفاصيلها عبر اللوحات الفنية التي تضمّنها المعرض، أو من خلال المحاضرات التي ألقيت، فالراحل فرج قدّم العديد من الأعمال الفنية والغرافيكية المطبوعة والتشكيلية التصويرية، وخلق أسلوباً خاصاً به في الأعمال والتجارب الفنية ذات التقانات المختلفة والإخراج المتفرد، حتى غدا أحد رواد الفن التشكيلي السوري الحديث، وفق الدكتورة زينة أبو الفضل عضو الهيئة التدريسية في كلية الفنون الجميلة.
ولفتت أبو الفضل إلى الأثر المحلي والشعبي القوي الذي يلاحظه الناظر في أعمال الفنان الراحل، لأنه ابن بيئته ومجتمعه والمعبّر الأمثل عن الموروث الفكري المتمثل بكل ما هو من صلب الطبيعة، وهو ما يبرز في العناصر المستخدمة في تكوين لوحاته وصولاً إلى الانطباعات اللونية المستمدة من البيئة المحلية التي خرجت في أعماله على شكل خامات متنوعة وتداخلات فريدة في التشكيل الفني.
الدكتور فرج الذي غيّبه الموت في شباط الماضي عن عمر 78 عاماً من مواليد السويداء، عام 1943، خريج كلية الفنون الجميلة، قسم الحفر من جامعة دمشق، نال درجة الدكتوراه في التخصّص ذاته من بولندا، وشغل العديد من المناصب العلمية، منها عميد كليتي الفنون الجميلة بدمشق والسويداء وحصل على عدة جوائز محلية وعالمية إلى جانب مشاركاته بفعاليات ومعارض فنية محلية وعالمية. وهو قامة من القامات العلمية والفنية المشهود لها محلياً وعربياً وعالمياً وأعماله منتشرة في دول ومتاحف عدة، وسُجّل اسمه بسجل الخالدين من خلال أعماله ومؤلفاته وأبحاثه وأثره الباقي في جيل الطلبة، حسب رئيس فرع جامعة دمشق بالسويداء الدكتور خالد كيوان.