الكرملين: لا سببَ حالياً لشطب الولايات المتحدة من “الدول غير الصديقة”
في إشارة إلى أن الجانب الروسي لم يكن يعوّل منذ البداية على أي قرارات ملموسة يمكن أن تنتج عن قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اليوم أنه لا يوجد حالياً أي سبب لروسيا لشطب الولايات المتحدة من قائمتها للدول غير الصديقة قبل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة جنيف الروسية الأمريكية مؤخراً.
ونقلت وكالة “تاس” عن بيسكوف قوله ردّاً على سؤال حول احتمال شطب الولايات المتحدة من قائمة الدول غير الصديقة بعد الاجتماع بين بوتين وبايدن في جنيف يوم الأربعاء الماضي: إن “هذا الأمر لا يدخل حيّز التنفيذ حتى نرى نتائج الاتفاقات قيد التنفيذ ولا توجد حالياً أي أسباب لإدخال أي تغييرات”.
وأشار بيسكوف إلى أن “الاجتماعات على أعلى مستوى تؤدّي إلى تفاهمات، ولكن تبقى تفاهمات معلقة في الهواء دون تنفيذ وإنشاء آليات العمل ذات الصلة ودون اتفاقات موضوعية”.
وكانت روسيا نشرت في الـ14 من أيار الماضي قائمتها الرسمية المعتمدة من الحكومة للدول الأجنبية التي تعتبرها غير ودية وهي تشمل فقط الولايات المتحدة وجمهورية التشيك.
تجدر الإشارة إلى أن بيسكوف أوضح إثر اجتماع القمة في جنيف في الـ16 من الشهر الجاري أن الاجتماع منح الرئيسين بوتين وبايدن فرصة لإطلاع أحدهما الآخر على مواقفهما وإدراك ماهية المجالات التي يمكن التعاون فيها.
وفي سياق متصل، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الولايات المتحدة بتحمّل مسؤولية ضحاياها الذين قتلتهم وشوّهتهم في جميع أنحاء العالم.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها اليوم: “منذ متى بدأت الولايات المتحدة الالتزام بالقوانين.. الطريقة التي تعمل بها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا تخضع لأي قانون أي هناك خروج كامل عن القانون”، مضيفة: “ليقم الأمريكان بمعاقبة أنفسهم على ما اقترفوه في يوغوسلافيا والعراق وعلى الملايين من القتلى والمشوّهين، وبعد ذلك سيكون من الممكن نطق كلمة قانون”.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي قالت في وقت سابق: إن لقاء جنيف بين بوتين وبايدن لم يجلب “أي تغيير في سياسة العقوبات الأمريكية ضد روسيا ويقضي القانون بأن نستمر في النظر في أهداف العقوبات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية”.
وفي تعليق لها على تمديد العقوبات الأوروبية ضدّ شبه جزيرة القرم، قالت زاخاروفا: إن الاتحاد يعرف كل شيء لكنه مع ذلك يفتش عن “أمشاط الأرض المحببة”.
ورأت زاخاروفا أن ممثلي الاتحاد الأوروبي يعرفون أن شبه جزيرة القرم دستورياً تعدّ جزءاً من روسيا، ويعرفون طبيعة الردّ على تمديد العقوبات، لكنهم مع ذلك يفتشون عن “أمشاط الأرض المحببة”، في إشارة إلى مثل شعبي روسي يدلّ على تكرارهم الأخطاء نفسها.
وكتبت زاخاروفا على قناتها في موقع “تلغرام” بهذا الشأن: “الاتحاد الأوروبي مدّد العقوبات ضد شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول لمدة عام. يعرفون ما سيكون الجواب، وهم يعرفون أن القرم بموجب الدستور هو جزء من الاتحاد الروسي، يعرفون أن القرار اتخذ على أساس استفتاء القرم، ونتائجه أعيد تأكيدها حياتياً، ولا يستطيع الاتحاد الأوروبي تجاهلها. هم يعرفون لكنهم مع ذلك يفتشون عن أمشاط الأرض المحببة”.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن في بيان تمديد العقوبات لمدة عام، وحتى 23 حزيران 2022 “على ضم شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول”.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم: إن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تملك إمكانات كبيرة للحوار وحل المشكلات الأوروبية الأطلسية المشتركة واتخاذ قرارات إيجابية جماعية لحلها.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن لافروف قوله في مستهل محادثاته في موسكو مع هيلغا شميد الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: “آمل أن تتمكّن روسيا والمنظمة من تبادل وجهات النظر بالتفصيل حول الوضع في النشاط الجاري في المجالات السياسية والاقتصادية والبيئية وحقوق الإنسان”.
بدورها وعدت شميد بالالتزام بالحوار الموثوق به وكذلك بالتنفيذ الصارم للالتزامات.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ السفن المقاتلة في أسطول المحيط الهادي إضافة إلى الطيران البحري تدريبات في المنطقة الوسطى من المحيط الهادي.
ونقلت وكالة نوفوستي عن الوزارة قولها في بيان: إن “ما يصل إلى عشرين سفينة وغواصة وسفن دعم تشارك في التدريبات التي تجري في منطقة بعيدة داخل المحيط على بعد 2500 ميل جنوب شرق جزر الكوريل، وذلك للمرة الأولى في التاريخ الحديث لأسطول المحيط الهادي”.
ووفقاً للوزارة فإن مجموعتين من سفن الأسطول قامتا بتنفيذ مهام الرصد والتعقب وتنفيذ إطلاقات صاروخية على حاملة طائرات ضاربة لعدو وهمي خلال التدريبات، بينما قامت طائرات حربية مضادة للغواصات من طراز إليوشن إل38 بمهمة البحث عن غواصات وهمية للعدو في المحيط الهادي.
وتابعت الوزارة: إن طيران البحرية التابع للأسطول نفذ مهمة البحث وتعقب غواصات العدو وتمّ لتحقيق هذه الغاية نشر ست طائرات من طراز (ال38) و(ال 38 إن) المضادة للغواصات في مجموعات ثنائية فوق مياه بحر اوخوتسك والمحيط الهادي، كما قامت المجموعة البحرية في الأسطول بالتعاون مع طيرانه بتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ كروز متزامنة على بنى تحتية حساسة للعدو المفترض، حيث تمت الإطلاقات من على السفن والطائرات.