تظاهرات في الضفة دعماً للأقصى وتنديداً بجرائم الاحتلال
في إطار مسلسل الاقتحامات الممنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال لفرض أمر واقع على المقدسيين وإجبارهم على التخلي عن ديارهم ومقدساتهم تمهيداً لتهجيرهم، جدّد مستوطنون إسرائيليون صباح اليوم اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.
وذكرت وكالة وفا أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي الضفة الغربية، أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال غرب رام الله.
واقتحمت قوات الاحتلال منطقة الواد بين بلدتي نعلين وقبيا غرب رام الله وأطلقت وابلاً من الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين ما أدّى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
وأصيب عدد من الفلسطينيين صباح اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة الخليل في الضفة الغربية، حيث اقتحمت بلدة بيت أمّر واعتدت على الفلسطينيين وسط إطلاق قنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، كما اعتقلت فتى وأربعة أسرى محررين من أحياء عصيدة وخلة العين وسط البلدة.
وكان 21 فلسطينياً أصيبوا الليلة الماضية بسبب قمع قوات الاحتلال مظاهرة ضد الاستيطان في بلدة بيتا جنوب نابلس في الضفة الغربية، حيث اعتدت على المشاركين في المظاهرة الليلية وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام عليهم ما أدّى إلى إصابة 21 منهم بجروح وحالات اختناق.
واستشهد خمسة فلسطينيين بينهم طفلان وأصيب المئات في اعتداء قوات الاحتلال على المظاهرات اليومية التي تشهدها البلدة منذ الشهر الماضي رفضاً لمخططات الاحتلال وإقامة بؤرة استيطانية جديدة فوق قمة جبل صبيح التابع لأراضي بلدات بيتا وقبلان ويتما جنوب نابلس.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم 14 فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وذلك بعدما اقتحمت جنوب نابلس وبلدات بيتا وعصيرة القبلية وعوريف وضاحية شويكه بطولكرم ومخيم عايدة شمال بيت لحم وبلدة الزبابدة جنوب شرق جنين وبلدة بيت لقيا غرب رام الله وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 12 منهم.
واعتقلت قوات الاحتلال أيضاً فلسطينيين اثنين عند حاجز على مدخل قرية بيتللو شمال غرب رام الله.
وفي السياق، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم فلسطينياً على هدم منشأته التجارية في حي الصلعة ببلدة المكبّر بمدينة القدس المحتلة.
وردّاً على الممارسات الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني الصامد ومقدّساته، من اقتحام الأقصى والمدن والبلدات الفلسطينية، إلى اعتقال العشرات من الفلسطينيين يومياً، وتجريف الأراضي وهدم المنازل والممتلكات والاستيلاء عليها بالقوة، دعت القوى والفعاليات الوطنية الفلسطينية إلى مظاهرات في أنحاء الضفة الغربية اليوم، مؤكدة أن القدس وفي القلب منها الأقصى خط أحمر وهي قلب فلسطين ولن يُسمح لأحد المساس بها.
وشدّدت القوى والفعاليات الفلسطينية على أن اعتداءات المستوطنين المتواصلة ستواجه بصمود ومقاومة من الشعب الفلسطيني الذي يستمر في هبته الجماهيرية للدفاع عن مقدساته وأرضه حتى إحباط كل مخططات الاستيطان والتهويد.
مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مراد اشتيوي أوضح أن المظاهرات ستعمّ كل أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس بمشاركة اللجان الشعبية لمقاومة الاستيطان وجماهير حاشدة من أبناء الشعب الفلسطيني للتصدي للمستوطنين وعدوانهم على المقدسات الإسلامية والمسيحية واستمرارهم في الاستيلاء على قمم الجبال والمناطق الاستراتيجية لتوسيع الاستيطان في محاولة لفصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها.
من جانبه قال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر: إن ما يحدث في الأقصى من اعتداءات واعتقالات واستيلاء على المنازل في البلدة القديمة بالقدس هو انتقام لهزيمة الاحتلال أمام إرادة الصمود والثبات وخاصة في ظل الهبة الجماهيرية المستمرة نصرة للأقصى، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيسقط مخططات الاستيطان والتهويد الهادفة لتغيير معالم القدس ومقدساتها وتاريخها وحضارتها.
المختص بشؤون القدس فخري أبو ذياب أوضح أنه سيتم تشكيل سلسلة بشرية للتصدي للمستوطنين وتنظيم مظاهرات في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح وكل أحياء البلدة القديمة بالقدس رفضاً لإجراءات الاحتلال العنصرية والعدوانية، مشيراً إلى أن الرد على جرائم الاحتلال وانتهاكاته يكون بالاستمرار في النضال والمقاومة.
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أكد أن الشعب الفلسطيني في كل القرى والبلدات والمدن الفلسطينية سينتفض اليوم دفاعاً عن الأقصى الذي يتعرّض لاقتحامات يومية من المستوطنين وقوات الاحتلال في ظل صمت المجتمع الدولي.
وفي غزة، توغّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم في أراضي الفلسطينيين جنوب القطاع المحاصر.
وذكرت وكالة وفا أن ثماني آليات للاحتلال توغلت في أراضي الفلسطينيين الزراعية شرق بلدة الفخاري شرق خان يونس جنوب القطاع وجرّفت مساحات منها.
وتتوغل قوات الاحتلال يومياً في أراضي الفلسطينيين على أطراف قطاع غزة المحاصر وتقوم بتجريفها لحرمانهم من زراعتها والاستفادة منها في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم منذ أعوام.