الوضع كارثي.. “تسونامي كورونا” يضرب تونس
تشهد تونس موجة وبائية “خامسة” تسببت في شلل شبه كامل للقطاع الصحي، في وضع يرجّح خبراء أن يسوء، وترافق مع موجة هجرة قياسية لأطباء الاختصاص الذين تفتقر لهم المستشفيات أصلاً، فيما قال عضو باللجنة العلمية في تونس، اليوم الخميس، إن الوضع الوبائي في البلاد أصبح كارثياً، وإن موجة تسونامي كورونا تضرب تونس، مع ارتفاع كبير للإصابات واقتراب أقسام الإنعاش من الامتلاء.
وأضاف الدكتور، أمان الله المسعدي، في تصريح لوكالة “رويترز”: “موجة تسونامي كورونا تضرب البلاد… إنها موجة رهيبة، فعدد التحاليل الإيجابية (الإصابات) مرتفع للغاية، وعدد الوفيات يتجاوز أحيانا مئة حالة يومياً، وأقسام الإنعاش اقتربت من الامتلاء”.
وتونس -التي ألغت غالبية القيود مع اقتراب الموسم السياحي الصيفي تحت ضغط انهيار اقتصادي غير مسبوق، باستثناء حظر التجول من العاشرة ليلاً إلى الخامسة فجراً- تسجّل حالياً عشرات الوفيات وأكثر من ألفي إصابة يومياً بالفيروس في صفوف سكانها.
وكانت وزارة الصحة التونسية أعلنت أمس الأربعاء رصد 6 إصابات بمتحور “دلتا” من فيروس كورونا، المكتشف للمرة الأولى في الهند.
وتشهد محافظة القيروان منذ نحو أسبوعين تصاعداً في عدد الوفيات اليومية بسبب مرض كوفيد-19 ونسب إصابة مرتفعة ببلوغ نسب التحاليل الايجابية يومياً نحو ستين بالمئة، ما اجبر أطباء وسكان المنطقة لإطلاق نداءات استغاثة من أجل تدخل أكثر فعالية من الحكومة والسلطات الصحية.
وهذا التطوّر الدراماتيكي في أعداد الوفيات والإصابات يعزوه الخبراء إلى عدد من العوامل أبزرها التراخي في تطبيق الإجراءات الصحية وبطؤ حملة التلقيح، كما يرجّح خبراء دخول سلاسة وافدة على الخط أو ظهور أخرى محلية بسبب نسق العدوى السريع ووصوله لفئات صحية وشرائح عمرية كانت نسبياً منيعة في الموجات السابقة.
وفي بلدان الجوار، قالت وزارة الصحة المصرية الخميس إن مصر ستسمح للمسافرين الذين تلقوا جرعات كاملة من لقاحات فيروس كورونا المعتمدة بالدخول دون إجراء اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل “بي.سي.آر”.
ويجب على المسافرين تقديم شهادات تتضمن رمز الاستجابة السريعة “كيو.آر كود” تفيد بأنهم تلقوا جرعات كاملة من أحد لقاحات كوفيد-19 الستة المعتمدة لدى مصر ومنظمة الصحة العالمية قبل أسبوعين على الأقل من وصولهم.
وسيخضع الوافدون من البلدان المتأثرة بسلالات متحورة من فيروس كورونا لاختبار سريع عند الوصول، بينما يجب على جميع المسافرين الذين لم يحصلوا على اللقاح تقديم نتيجة اختبار “بي.سي.آر”.
وسجلت مصر الأربعاء 466 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 278761 حالة. غير أن المسؤولين والخبراء يقولون إن عدد الإصابات الحقيقي أعلى بكثير، لكنه لا ينعكس في الأرقام الحكومية بسبب معدلات الاختبار المنخفضة واستبعاد نتائج الاختبارات الخاصة.
ورفعت مصر العديد من القيود في بداية الشهر وتأمل في جذب الزوار هذا العام، إذ تمثل السياحة عادة 15 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.