صحيفة البعثمحليات

الجلمة والجبين في ريف محردة المحرر.. خدمات معدومة ووعود لم تنفذ!

حماة- ذكاء أسعد

يعاني أهالي بلدة الجلمة وقرى “الجبين، والعصمان” والمزارع التابعة لها، نقصاً شديداً في الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء واتصالات، إلى جانب الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية بسبب ممارسات المجموعات الإرهابية والذي تجاوز 90%.

وعبّر الأهالي عن تذمرهم من الوعود التي لم تنفذ بعد تحرير المنطقة على يد الجيش العربي السوري عام ٢٠١٩ وخاصة بعد مناشدة المعنيين مراراً ودون جدوى، وطالبوا بتأمين مياه الشرب وعودة الاتصالات والكهرباء وترميم وتعبيد الطرقات، إضافة إلى العديد من المطالب التي تعيد عجلة الحياة إلى المنطقة وتسهم في عودة سريعة للأهالي، وأهم هذه المطالب صيانة قناة طار العلا الشمالية الممتدة من شيزر حتى كرناز وتروي أكثر من 90 ألف دونم ولم يتمّ العمل والصيانة لها.

علي داهوك عضو مجلس بلدة الجلمة أشار إلى ضرورة تزويد قرية (الجبين- أبو رعيدة) بالكهرباء مؤكداً قيام عمال شركة كهرباء محردة بفك أسلاك الكهرباء بحجة أن المنطقة غير مأهولة وهذا الأمر ينافي الواقع، إذ يوجد عشرات العائلات تقطن قرى الجبين، حصرايا، وأبو رعيدة، وهي حريصة على عدم سرقة هذه الكابلات، وطالب بضرورة تحسين واقع المياه، مؤكداً إهمال مؤسّسة المياه لهذه المناطق رغم المطالبات الكثيرة والتي لم تؤدِ إلى أية مبادرة أو اهتمام ولو بجزء بسيط كصيانة الخزان، وطالب أيضاً بإزالة السواتر الترابية من قبل الخدمات الفنية، مؤكداً إهمالها أيضاً لهذه المنطقة.

يحيى الأحمد نائب رئيس مجلس بلدة الجلمة بيّن أن الجلمة قرية زراعية بامتياز، وتعتبر عقدة مواصلات تربط عدة قرى والريف الشمالي لمحردة وخصوصاً أثناء المواسم الزراعية كونها تصل إلى معمل سكر سلحب ومراكز الحبوب في محردة والسقيلبية، ورغم أهميتها لم تخدم بشكل مناسب ويتبعها ثلاث قرى وهي الجبين والشيخ حديد والعصمان وعدد من المزارع، وبعد تحريرها عام 2019 وعودة ما يزيد عن 32 عائلة ما زالت تعاني من نقص شديد، وهذا ما أدّى إلى عزوف الأهالي عن العودة إلى هذه القرى، وعرض الأحمد العديد من المطالب وهي تأمين مياه الشرب، مشيراً إلى أنه وبعد زيارة المحافظ وتوجيه مديرية المياه لتزويد البلدة ببئر لمياه الشرب مع المساعدة بالعمل الشعبي، لم يتمّ العمل عليه، خاصة وأن الأهالي قاموا بتعزيل البئر وتجهيز البناء وبعد مدة بسيطة تمّ وضع غاطسة 3 انش فقط بدون مجموعة توليد للبئر حتى تاريخه، وأكد أن هذا المنهل للشرب فقط لا يصلح للضخ على الشبكة، مع العلم أنه تم مخاطبة محافظ حماة عدة مرات ليتمّ إجراء اللازم من قبل مديرية المياه ولم ينفذ!!.

وطالب الأحمد أيضاً بتوفير الكهرباء مؤكداً شراء الكابلات من “العمل الشعبي” من قبل الأهالي منذ أكثر من ٣ أشهر، ووضع أعمدة التوتر العالي منذ أكثر من شهرين ولم تتمّ المتابعة، وشدّد على المدارس فهي مدمرة بسبب الأعمال الإرهابية ولا يوجد في القرية سوى صفين في الحي الشمالي، ففي قرية العصمان مدرسة ابتدائية مدمرة بالكامل، وفي قرية الجبين مدرسة الجبين حلقة أولى مدمرة أيضاً بشكل كامل، وإعدادية الجبين تحتاج لترميم ومدرسة أبو رعيدة حلقة أولى مدمرة بشكل كامل وتحتاج هذه المدارس إلى صيانة وترميم.

أما خالد الصطيف رئيس بلدة الجلمة فقد أكد أنه بعد عودة ما يزيد عن 32 عائلة إلى الجلمة تمّ فتح الطرقات وترحيل جزء من الأنقاض، وتم تركيب غاطس وبانتظار تركيب مجموعة توليد وتركيب منهل مياه، وتم إنارة الحي الشمالي من قرية الجلمة القريب من قرية الشيخ حديد، وحالياً العمل جارٍ لتركيب التوتر المتوسط، لكن ببطء وقال إنه وعد بتركيب محولتي كهرباء من قبل شركة الكهرباء، وبالنسبة للمركز الصحي فقد قامت المسكونية في محردة بالكشف عن البناء وبانتظار الموافقة على الترميم.

وأشار الصطيف إلى بعض المطالب، ومنها ضرورة ترميم المدارس وبناء مبنى جديد للبلدية فهو مدمر بالكامل، مؤكداً مراسلة المعنيين ولا إجابة، وبيّن الصطيف أن الجبين تتبع لها نحو 6 مزارع وبعد تحريرها عام 2019 تشهد القرية عودة متسارعة للأهالي والذي يزيد عددهم الآن على 33 عائلة وهذه القرية مدمرة، تم فيها تركيب محولة كهربائية وإنارة بعض المناطق المأهولة فقط، أما مزرعة أبو رعيدة الغربية فلم يتم تخديمها بالكهرباء رغم المراسلات العديدة، وطالب بتخديم المنطقة بالاتصالات بعد تدمير مبنى الاتصالات بالكامل وسرقة محتواه، كما طالب بترحيل الأنقاض وتجهيز بئر مياه، وأكد زيارة عدة منظمات لمجلس البلدة، حيث قامت هذه المنظمات بمسح لكافة القرى التابعة لها ولم يتم العمل حتى تاريخه، ومنها الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة الإسعاف الأولى ومنظمة انترسوس.

متابعة للموضوع أكد المهندس أوفى وسوف مدير عام هيئة تطوير الغاب على صيانة جزء من قناة دار العلا الشمالية، وتمت دراسة القسم الثاني منها وهناك وعود بتدخل منظمة دولية لصيانة الجزء المتبقي، علماً أن  هيئة تطوير الغاب لم تدخر -حسب قوله- أي جهد لصيانة القسم الأكبر من الشبكة رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بآليات الهيئة كتفجير ثلاثة بواكر بالألغام.

وبالنسبة للاتصالات بيّن المهندس منيب الأصفر مدير السورية للاتصالات في حماة أن وحدة الجلمة تعرّضت للتدمير والتخريب والسرقة من قبل المجموعات الإرهابية، حيث كانت مزودة بالكبل الضوئي وشبكة فرعية، ومع قلة الاعتمادات وندرة المواد والتجهيزات، سواء لإعادة الإعمار أو الخطة الإسعافية لإصلاح الأضرار، تبدأ الشركة السورية للاتصالات بالمناطق التي تشهد عودة كبيرة للأهالي.

من جهته المهندس محمد مشعل مدير الخدمات الفنية في حماة بيّن لـ”البعث” أنه يستوجب على رؤساء الوحدات الإدارية تأمين موافقات الجهات المختصة بخصوص وضع السواتر الترابية ليتمّ إحالتها إلى مديرية الخدمات الفنية عن طريق المحافظة لإعداد برنامج لتنفيذ إزالة هذه السواتر بعد التأكد من عدم وجود أية عوائق تعطل عمل الآليات.

يحيى منجد مدير التربية في حماة أشار إلى أن تأهيل المدارس في منطقة ما، يتمّ عبر تقديم طلب من رئيس البلدية يبيّن فيه عدد العائلات الموجودة وعدد الطلاب ومراحلهم الدراسية، وأكد منجد استعداد التربية لترميم المدارس وفق عودة الأهالي إليها.

وبالنسبة للكهرباء، أوضح المهندس أحمد اليوسف مدير الشركة العامة لكهرباء حماة أنه تمّ العمل على إعادة تأهيل مركزي تحويل المركز الأول جوار الجسر، حيث تمّ شد خط التوتر المتوسط 20kva أربعة مسافات وأصبح جاهزاً لتركيب المحولة، والثاني جوار المقبرة إذ تمّ إعادة تأهيل برج مركز التحويل القائم وأصبح جاهزاً لإعادة زرعه من جديد لتركيب محولة عليه، وتمّ تخصيص 500 كغ أمراس ألمنيوم توتر متوسط ويتمّ العمل على شدها على الأعمدة والأبراج لاستثمارها بعد توفر المحولات اللازمة وتم تركيب مركز تحويل في الجبين ومركز تحويل آخر في الشيخ حديد. وأكد اليوسف أن الشركة تعمل على تخديم القرى والبلدات بالكهرباء حسب الأولوية للمناطق التي تشهد عودة كبيرة للأهالي نظراً لقلة المواد والعقوبات الاقتصادية.