قمة بغداد الثلاثية: حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ أمنها وتماسكها
عقدت، اليوم الأحد، قمة ثلاثية بالعاصمة العراقية بغداد، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، والملك الأردني عبد الله الثاني، أكدت في بيانها الختامي ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ أمنها واستقرارها وتماسكها.
وجاء في البيان الختامي: “استعرضنا جهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة، وخصوصاً في سورية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة، وأكدنا ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية بناء على قرار مجلس الأمن 2245 على أن يحفظ أمن واستقرار سورية وتماسكها ويتيح الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين”.
ونوّهت القمة بجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب وتصديها لتنظيم “داعش” الإرهابي وإجراءاتها نحو تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتطبيق برنامجها الحكومي، والتي ساهمت في التغلب على الأزمة المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وتداعيات تفشي وباء كورونا.
وأكدت القمة دعمها موقفي مصر والسودان في قضية سد النهضة، وخاصة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية بما في ذلك الاستمرار في ملء السد دون التوصل لاتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً.
ودعا البيان إلى تفعيل الجهود لتحقيق السلام الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخاصة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وأكد ضرورة وقف “إسرائيل” جميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس.
وأعلن البيان دعم جهود الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في الـ 24 من كانون الأول 2021، وشدد على ضرورة خروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وفي الجانب الاقتصادي اتفق المشاركون في الاجتماع على تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث، وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن، وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي باستكمال خط الغاز العربي، وإنشاء خط نقل النفط الخام بين البصرة والعقبة.
وبحثت القمة الثلاثية تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري بين الدول الثلاث بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي.
وشدد الكاظمي في كلمة خلال القمة على ضرورة التنسيق بين العراق والأردن ومصر لمواجهة التحديات، وخاصة أن القمة تنعقد في ظل انعطافة تاريخية خطيرة تمر بها المنطقة وكل دول العالم بسبب وباء كورونا والظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وأضاف: سنواصل التنسيق في الملفات الإقليمية الرئيسية، ولا سيما الأزمات في سورية وليبيا واليمن والقضية الفلسطينية، حتى نبلور تصوراً مشتركاً تجاهها ونساعدها على عبور التحديات.
بدوره رأى الرئيس المصري أن انعقاد القمة تجسيد لقوة العلاقات بين البلدان الثلاثة وشعوبها ويدل على مدى الحرص على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو آفاق أرحب تؤكد على وحدة الهدف والمصير وتلبي المصالح المشتركة.
وأكد الرئيس المصري حرص مصر على الحفاظ على الأمن المائي العربي، والترحيب بموقفي العراق والأردن المساندين للموقف المصري بشأن سد النهضة، وهي القضية التي تمثّل إحدى أولويات السياسة المصرية، لتهديدها المباشر للأمن القومي المصري بمختلف جوانبه، مجدداً التأكيد على أن موقف مصر الثابت يقضي بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
كما بحث الرئيس العراقي برهم صالح خلال لقاءين منفصلين مع نظيره المصري والملك الأردني رفع مستوى التنسيق بين الدول الثلاث وتنمية آفاق التعاون في الاقتصاد والتجارة والتنمية ومشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة والنفط.
وقالت الرئاسة العراقية في بيان إن صالح أكد “ضرورة تعزيز التعاون الثلاثي عبر التواصل الجغرافي من أجل تحقيق تكاملات اقتصادية وتجارية ودعم الاستثمار والمدن الصناعية المشتركة والتعاون في مجال الطاقة والبنى التحتية”.
وشدد صالح على أن العراق يتطلع إلى التعاون والتنسيق المشترك من أجل تخفيف التوترات في المنطقة وحل الأزمات التي تشهدها وخاصة في سورية واليمن وليبيا.
وكانت العاصمة الأردنية عمان استضافت قمة مماثلة في آب من العام الماضي شددت خلالها الأطراف الثلاثة على أهمية تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والحيوية كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة بينها.