العدد والرقم
عند البحث عن معنى لفظة “العدد” في المعاجم نجد أن معنى عدّ الأشياء: حسبها وأحصاها، والعدد هو ما يُعدّ.
أما معنى لفظة “الرقم” فهو الكتابة والنقش والعلامة والختم.
ومما سبق يتبين لنا أننا نستعمل العدد وفق المعنى الوارد في المعجم، ولا نستعمل الرقم وفق ما ورد في المعجم، بل نستعمله بحسب ما جرى على ألسنة الناس، وشاع بينهم مع الإشارة إلى أننا نستعملهما أحياناً بمعنى واحد، لذلك أرى ضرورة التمييز بينهما لتحديد معنى كل منهما وضبط استعماله.
نحن نعرف أن الرموز العشرة (٩،٨،٧،٦،٥،٤،٣،٢،١،٠) تستعمل في تمثيل الأعداد والأرقام في نظام العدّ العشري، فإذا جاءت تلك الرموز ممثلة للكم تكون عدداً، أما إذا جاءت ممثلة للرتبة أو الترتيب أو التحديد تكون رقماً.
مثال: سورة الحج عدد آياتها تسع وتسعون (كم)، وهي السورة الخامسة عشرة (ترتيب وتحديد أي رقم). ومن هذا المنظور يكون الاستعمال الإداري للرقم صحيحاً عند القول رقم السيارة… ورقم الهاتف… الفائز الخامس… لأنها جاءت للتحديد أو الترتيب، وما علينا إلاّ أن نعتمد ذلك قاعدة.
وفي هذا السياق، لابدّ من الإشارة إلى أن كلّ رمز من الرموز المكوّنة للأرقام أو الأعداد يُعدّ رقماً، فعندما نقول: نجح 354 طالباً وهو عدد، إلاّ أن كلا من رموزه (٣،٥،٤،) هو رقم ،لأنه يمثل رتبة في نظام العد العشري، فالرمز4 يمثل الآحاد، والرمز 5 يمثل العشرات، والرمز 3 يمثل المئات.
وبناء على ما تقدم يمكننا القول:
-العدد: يأتي تمثيلا للكم (مقدار، مساحة، وزن).
-الرقم: يأتي تمثيلا للرتبة أو التحديد أو المرتبة، ولا يحتاج إلى معدود.
كتابة العدد أو الرقم
يكتب العدد الرقم بأحد أسلوبين:
-الكتابة بالرموز 1،2،…
-الكتابة بالحروف الهجائية اثنان، ثلاثة…
يمكننا تحويل الكتابة الرمزية للعدد أو الرقم إلى كتابة هجائية وبالعكس.
علي ناعسة