انطلاق أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف
انطلقت أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف اليوم الثلاثاء، من أجل وضع مقترحات من شأنها تيسير إجراء الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول المقبل، ولا سيما فيما يتعلق بالقاعدة الدستورية اللازمة للانتخابات.
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، يان كوبيتش، في كلمة عن بعد، إنه “لم يتم إحراز تقدم ملموس في مسألة وضع القاعدة الدستورية بعد”. وناشد المجتمعين تجاوز الخلافات والتركيز على أكبر توافق ممكن في الآراء، والعمل البنّاء لتضييق النقاط الخلافية المتبقية عبر حلّ وسط.
ويشارك في الملتقى نحو 75 موفداً في المناقشات الجارية، حيث يأملون في الاتفاق على قواعد دستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأبدى العديد من المشاركين تفاؤلهم لدى بدء المحادثات.
والاثنين، قال يان كوبيتش، مخاطباً أعضاء المنتدى: “أناشدكم لتجاوز خلافاتكم وأي حالة من انعدام الثقة، وأن تعملوا بشكل بناء لتسوية الخلافات المتبقية عبر حل وسط، وأن ينصب التركيز على التوصل لأكبر توافق ممكن في الآراء، وبالنظر إلى الأجل النهائي المحدد في أول تموز”، وأضاف أنه “لا يمكن ولا ينبغي أن يكون مستقبل ليبيا وازدهارها رهينة بيد من يعطون الأولوية لمصلحتهم الشخصية والإبقاء على الوضع الراهن”.
وشدد كوبيتش على أن “مغادرة سويسرا نهاية هذا الأسبوع قبل التوصل إلى اتفاق ليس بالخيار المطروح، وفي حال عدم التوصل إلى إجماع، سيكون عليكم التوصل إلى آلية لاتخذا القرار عبر التصويت على المقترحات التي تم تحديدها”، وأشار إلى أن “البرلمان الليبي لم يكن بمستوى المسؤولية المنوطة به في إقرار القاعدة الدستورية للانتخابات وتمرير القانون المنظم للانتخابات”.
ومنذ أيام، ذكرت مصادر ليبية من لجنة “الحوار السياسي” أنه تم حسم النقطة الخلافية المتعلقة بآلية انتخاب الرئيس، وأنّ آلية الانتخاب ستكون عبر الانتخاب المباشر. وأضافت: إنّ اللجنة الاستشارية المنعقدة في تونس على مدى 3 أيام، ناقشت العديد من المسائل الخلافية منها آلية اختيار الرئيس، التي يفترض حسمها في جنيف خلال اجتماع ملتقى الحوار السياسي.
وكانت اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي بدأت السبت الماضي، اجتماعاً تشاورياً مباشراً استمر 3 أيام في تونس، استعداداً لمناقشات الجلسة العامة للملتقى التي انطلق اليوم في جنيف.
وتأسست اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي في كانون الثاني، تضم 18 عضواً من أجل “ضمان تنوع جغرافي وسياسي واسع النطاق”، بالإضافة إلى “ضمان مشاركة المرأة والشباب والمكونات الثقافية”.
هذا ودعا المشاركون في مؤتمر “برلين 2″، الأربعاء الماضي، إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها، في 24 كانون الأول 2021، على النحو المتفَق عليه في خريطة الطريق التي اعتمدها منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس.
وشدد المشاركون في المؤتمر الدولي الذي عُقد بدعوة من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحضرته مجموعة كبيرة من الدول، على ضرورة “سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا من دون تأخير، وإصلاح قطاع الأمن ووضعه بقوة تحت إشراف وسلطة رقابة مدنية موحَّدة”.
بالتوازي، نشر حساب المتحدث الرسمي باسم “القيادة العامة للجيش الوطني الليبي” بيانا نفى فيه ما تردد عن تعرض مطار “الويغ” العسكري إلى هجوم.
ونقل البيان تأكيد “العميد ركن محمد الخازمي، ضابط عمليات قوة عمليات الجنوب، أن كافة الحدود الجنوبية والمطارات تحت سيطرة وحماية القوات المسلحة الليبية”.
ورأى الخازمي أن الغرض من مثل هذه الإشاعات يتمثل في “التشويش على العملية الأمنية لتأمين المنطقة الجنوبية، وفرض الأمن وسيادة الدولة على كامل المنطقة الجنوبية”، مشددا على أن “العملية مستمرة بتعليمات ومتابعة من القائد العام المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر وغرف العمليات العسكرية المختصة”.
يشار إلى أن قاعدة “الويغ” الجوية تقع في جنوب ليبيا قرب الحدود مع تشاد، وتوصف بأنها قاعدة جوية إستراتيجية متقدمة في عمق الصحراء الليبية.