ما الذي يريده ترامب؟
تقرير إخباري
بعد خسارته الأخيرة في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، يصرّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على القول: إن هذه الانتخابات تم تزويرها لمصلحة بايدن وفريقه الديمقراطي. وقد وصل به الأمر إلى انتقاد المدعي العام ووزير العدل الأمريكي السابق، ويليام بار، الذي كان وصف تصريحاته المتكررة بشأن تزوير انتخابات 2020 بأنها “هراء”.
وقال ترامب: “بار كان مخيّباً للآمال بكل ما في الكلمة من معنى، بالإضافة إلى ذلك لا ينبغي لبار الذي كان النائب العام، أي محامي الرئيس، أن يتحدّث”. وأضاف: “بدلاً من القيام بعمله، فعل العكس وأمر العاملين في وزارة العدل بعدم التحقيق في الانتخابات. تماماً كما فعل مع تقرير مولر والتستر على هيلاري (كلينتون) وروسيا.. إنهم لا يريدون التحقيق في الوقائع الحقيقية.. ساعد ضعف بار في تسهيل التستر على جريمة القرن.. الانتخابات الرئاسية!”.
كما يستمر ترامب في إظهار عدم قدرة خصمه بايدن على قيادة البلاد في جميع المجالات، ويركز على علاقات واشنطن بكل من موسكو وبكين وطهران، التي أظهر ترامب خلال فترة حكمه عداءً شديداً لها، من خلال فرض عقوبات أحادية الجانب عليها، وبالتالي ينتقد قيام سلفه الديمقراطي بايدن بتخفيف هذه العقوبات أو بتعليقها في بعض الأماكن، وخاصة سعي إدارة بايدن إلى العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، الذي خرج منه ترامب بشكل منفصل.
وقال ترامب: إن القوى الأجنبية، بما في ذلك روسيا، تهين الولايات المتحدة، في ظل الرئيس الحالي جو بايدن.
وأكد ترامب خلال اجتماع أمام حشد من أنصاره في ولاية أوهايو، أن “الصين وروسيا وإيران تهين بلدنا”، مضيفاً: إن “جو بايدن يدمّر بلادنا أمام أعيننا”.
وجدّد ترامب اتهاماته ضد الديمقراطيين بما وصفه بـ”الكارثة” على الحدود الأمريكية، حيث يتزايد عدد المهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى ذلك، دعا ترامب الجمهوريين إلى العمل معاً لتحقيق “نصر كبير” في الانتخابات المقبلة.
ومن بين أخطاء بايدين التي يركز عليها ترامب التنازلات أمام الصين وروسيا، حيث وردت في خطابه السابق أمام حشد من أنصاره الجمهوريين عبارة “السيل الشمالي- 2″، واتهم ترامب بايدين بأنه أوقف العقوبات المتعلقة بهذا المشروع، في الوقت الذي جمّد فيه مشروع خط أنابيب Keystone XL، الذي يربط كندا والولايات المتحدة، وبالتالي يقوم الفريق الحالي في البيت الأبيض بتدمير الطاقة الأمريكية، وينغمس في تطوير قطاع الطاقة لدى منافسي أمريكا.
ويؤكد بعض الباحثين في معهد أمريكا وكندا، أن ترامب بدأ في طعن خصومه بالخنجر، مشيراً إلى أنه “يهاجم الآن على ثلاث جبهات. وهذا يؤثر في قيادة الحزب الجمهوري، والسلطات المحلية، وفيما يسمى في الولايات المتحدة أحياناً الدولة العميقة- بيروقراطية واشنطن ووكالات إنفاذ القانون والجيش”، وخلص إلى أن ترامب يريد إفهام الأمريكيين أن هناك في الولايات المتحدة الآن، ازدواجية في السلطة. فهو يريد أن يظهر أن هناك رئيساً اسمياً ورئيساً حقيقياً نصف البلاد تعترف به. وفي الوقت نفسه، يقطع الطريق على المرشحين الجمهوريين الآخرين للمشاركة في انتخابات عام 2024.
وواضح من خلال التجمعات التي يقيمها ترامب بين الفينة والأخرى لأنصاره الجمهوريين في الولايات ذات الأغلبية الجمهورية أنه يسعى إلى تنصيب نفسه بشكل أو بآخر زعيماً للحزب الجمهوري أو مرشحاً وحيداً للحزب في انتخابات الكونغرس النصفية المقبلة عام 2022، بحيث يتمكن من موقعه هناك من فرض نفسه مرة أخرى مرشحاً رئاسياً للحزب الجمهوري.
وبالتالي فإن عمل ترامب المزدوج على تأجيج الشارع الأمريكي ضدّ سياسات الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الداخل والخارج، ورفع مستوى الشحن في الشارع الأمريكي، يُراد منه على وجه الخصوص الوصول إلى نتيجة واحدة، هي أنه الوحيد القادر على تنفيذ سياسات الجمهوريين، وهو بالفعل المرشح الوحيد للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
طلال ياسر الزعبي