مجلة البعث الأسبوعية

نـبـض ريـاضـي.. الوجه المشرق لرياضتنا

البعث الأسبوعية – مؤيد البش

بينما كان منتخبنا الوطني لكرة القدم يتعرض الأسبوع الماضي لخسارة قاسية أمام نظيره الصيني في التصفيات المونديالية والآسيوية، بعد أن كلف تحضيره ملايين الملايين من الليرات، كان لاعبو منتخبنا الوطني للترياثلون يبصمون على العودة للبطولات العربية بميداليات متنوعة؛ وبينما كان منتخبنا الوطني لكرة السلة الذي كلفت استعداداته نحو 200 ألف دولار يعاني الأمرين حتى يخطف بطاقة التأهل لنهائيات كأس آسيا، استطاع لاعبو منتخبنا الوطني للجمباز تحقيق حضور قوي في بطولة العالم معتلين منصة التتويج في واحدة من أقوى بطولات المعمورة.

وفي هذين المثالين اختصار معبر عن حال رياضتنا التي يصر القائمون عليها على تبني بعض الألعاب الجماعية التي لم تستطع في يوم من الأيام أن تحقق أي إنجاز، مكتفية بحرق أعصاب الجمهور والسيطرة على حصة الألعاب الفردية التي كانت ولا تزال تعيش على فتات كرتي القدم والسلة اللتين لن تستطيعا في المدى المنظور أن تدخلا حيز المنافسة في أي بطولة خارجية وستظلان تشاركان للتواجد فقط.

ما دفعنا لهذا الحديث هو الكشف عن قيمة عقد مدرب منتخب كرة القدم التونسي نبيل معلول التي قاربت الـ 700 ألف يورو، وعن تكاليف تحضير منتخب السلة التي جاءت صاعقة بالنظر إلى حال رياضتنا التي تعاني ألعابها صاحبة الإنجازات من مشاكل معقدة، سببها الرئيس هو قلة ذات اليد وغياب الدعم المالي.

فيكفي القول بأن بعض الألعاب تبحث عن صالة للتدريب أو معسكر داخلي لعدد من اللاعبين أو فرصة احتكاك خارجية، لكن العذر الأكثر تداولا هو عدم موافقة المكتب التنفيذي على ما يتم اقتراحه؛ وفي هذا السياق، كشف أحد العاملين في واحد من الاتحادات الفردية المهمة لـ “البعث الأسبوعية” أن التعويض اليومي للاعبي المنتخب الوطني في معسكر تدريبي لا يتجاوز الـ 800 ليرة، والمؤكد أن هذا الرقم لن يصنع بطلا ولن يصنع رياضيا منافسا.

المشكلة الأكبر أن الفوارق المالية التي تزداد بشكل مستمر بين الألعاب الفردية والرياضتين المدللتين لا تؤثر فقط على الأمور الفنية وما تتضمنها من تحضير واستعداد وتفاصيل لوجستية، بل تتعداها لأن تضع بعض الرياضات الفردية على حافة الاندثار في ضوء عدم رغبة الأطفال الصغار أو حتى أهاليهم في ممارسة هذه الألعاب التي لا تحمل أي جوانب تشجيعية مادية أو معنوية أو حتى إعلامية، وبالتالي فإننا مقبلون إن لم نكن دخلنا في مرحلة حرجة معالمها اقتراب بعض الرياضات من إعلان عدم قدرتها على الاستمرار.

رياضتنا – سابقا وحاليا ومستقبلا – لن تنافس إلا في الألعاب الفردية، وكل ما يقال ويروج له عن خطط وأفكار لتطوير اللعبتين الشعبيتين هو مجرد كلام لا طائل منه سوى التسويف، لذلك المطلوب وقفة حازمة وصريحة مع الذات لإنقاذ الوجه المشرق لرياضتنا والحفاظ على بقايا الأمل الذي يتسرب ويزداد مع كل إنجاز لألعابنا الباحثة عن الإنصاف.