التجربة الروائية عند أماني المانع
دير الزور- وائل حميدي
لاغرو أن تُكمل المرأة الفراتية صياغة عقدها في مجمل تفاصيل الحياة الاجتماعية وما حققته من إنجازات تجعلها محط اهتمام، بأولئك النسوة اللواتي تركن بصمة واضحة وجلية في تكوين ثقافة وأدب وعلم وفكر مدينة الفرات.. هذا ما استهل به محاضرته الأديب والصحفي خالد جمعة التي قدمها في المركز الثقافي العربي بدير الزور والتي حملت عنوان “التجربة الروائية عند أماني المانع”، مؤكدا أن “المانع في تجربتها الروائية خلال عقد من الزمن استطاعت أن تترك بصمتها بثلاث روايات أفسحت المجال لمخيلتها وسردها القصصي أن تغني المكتبة الفراتية بذاك الجنس الأدبي الذي مانزال نفتقر إليه”.
أماني المانع أرست دعائم الكتابة الروائية من خلال تجربتها القصصية والتي صقلت بها أدواتها الكتابية والإبداعية من خلال مجموعتين قصصيتين “سيد الكلمات” و”بين الحضور والغياب”، أضاف جمعة، لافتا إلى أن رواية “كي لايموت الحب” شكلت انطلاقة جيدة لتتماهى مع السرد القصصي من جهة ومع تكوينها الأنثوي من جهة أخرى ليتساوي عندها مجمل الحدث والحبكة والصياغة في أسلوب خارج إطار الحكاية التقليدية ذات البعد الواحد. وهذا ماجعلها وأهّلها لمتابعة عملها الروائي ولتضيف روايتين “الكحل الأبيض” و”تيا يا أنت” حيث تقوم بمجمل الروايات الثلاث بتفتيت الحدث الروائي إلى شعور ومواقف وشخصيات تحمل معانيَ رمزية وفكرية. الروايات الثلاث أخذت طابع المونولوج الداخلي بشخصية واحدة هي التي تحكي وتتحدث وتتألم وتعاني وتحب، واستطاعت بالوقت ذاته تصوير وتجسيد عدّة مشكلات.
الحقيقة، أماني المانع أنصفت المرأة وليس ذاك بغريب أن تنصف بنات جنسها، بل حققت ورسخت شيئاً من العلاقة بين الرجل والمرأة ووقفت من حيث كلماتها وأسطرها على ركن مهم وهو الإجحاف بحق المرأة عندما تحل امرأة ثانية في حياة الرجل وهذا بحد ذاته شيء يجب الوقوف عنده. وختم جمعة محاضرته: المانع جهدت لإنجاز المعادلة الصعبة في الربط بين الفن الروائي الجديد وبين الظروف التي تعيشها من خلال سورية وهذا ماتجلى واضحاً وجليا في روايتيها “الكحل الأبيض” و”تيا يا أنت” ونلاحظ في الوقت ذاته أعمالاً رائعة تدل على أصالة في الفكر وعمق في الثقافة ورهافة في الحس الفني التصويري وإبداع في المعالجة. واستطاعت أن تفلت من قيود السرد الكلاسيكي لتضعنا أمام حداثة الكتابة الروائية بأسلوب يكاد يكون مشوقاً ومؤثراً.