مزارعو “تبغ طرطوس” يحلمون بالإنصاف.. والواقع مجحف!!
طرطوس – لؤي تفاحة
مع كل موسم قطاف للدخان على امتداد ريف محافظة طرطوس ولا سيما ريف القدموس وبرمانة المشايخ، يحلم مزارعو التبغ بسياسة عادلة ومحفزة لهم من أجل المحافظة على استمرارية زراعة التبغ من خلال تحديد أسعار تتناسب وتكاليف إنتاجه ومصاريفه التي تبدأ لحظة زراعته ضمن مشاتل خاصة، وما يحتاجه من أسمدة وليس انتهاء بقطافه وما يحتاجه من أيدي عاملة على مدار عدة أشهر لكي يخرج الموسم بإنتاجية لاسيما أن الاعتماد الكلي على الموسم لطبيعة المنطقة والعائد المادي الذي يوفره لآلاف العائلات في تلك المناطق.
وفي لقاءات “البعث” مع عدد من المزارعين الذين تحدثوا بحرقة عن واقع محصول التبغ وما يشكله من مصدر رزق ومنافسة في عملية التسويق وفرق بين أسعار القطاع الخاص ومؤسسة التيغ، بين المزارع علي من ريف العنازة أن الأسعار المعلنة من المؤسسة العامة للتبغ ورغم الزيادة الأخيرة إلا إنها لا تعوض كثيرا، أو تخفف من معاناة المزارعين، ولاسيما بعد رفع أسعار السماد حيث حدد المصرف الزراعي ثمن كيس السماد بحوالي 70 ألف ليرة، وهذا الأمر يشكل ضغطاً لا يستطيع المزارع تحمله في ضوء الأسعار الحالية وحرصه على تأمين ما يحتاجه للموسم القادم خوفا من عم توفر المادة في الأوقات المطلوبة كما حدث خلال هذا الموسم وعدم تمكن معظم المزارعين من تسميد المحصول لعدم توزيعه من قبل الجمعيات الفلاحية في تلك المنطقة وكذلك موسم الجفاف واعتماد المنطقة على الأمطار نظراً لعدم وجود مياه كافية حتى للشرب فما بالك للموسم؟!
المزارع محمود، من ريف الشيخ بدر، أكد أن موسم التبغ لهذا العام تعرض لخسارة كبيرة نظراً لعدم توفر المياه وكون زراعته تعتمد كلياً على الأمطار ويأمل علي أن يتم العمل على توفير السماد بسعر مناسب لكي يتمكن المزارع من تأمينه دون تحمله أعباء كبيرة سيما وأن سعر المؤسسة لم يعد مناسباً لتغطية تكاليف الموسم المرهقة.
محمود ميهوب رئيس اتحاد فلاحي طرطوس عرض واقع زراعة التبغ في المحافظة وهموم المزارعين وحاجتهم الماسة لضرورة دعم مزارع التيغ الذي يتحمل أعباء كبيرة وظروف معيشية صعبة، مبيناً أن السعر الحالي لأصناف التبغ ليس مناسباً مقارنة بمستلزمات الانتاج وما تشمله من توفير السماد والأدوية وأجور القطاف وغيرها…
وبين ميهوب أن تقديرات الموسم سوف تكون منخفضة مقارنة بالأعوام السابقة لقلة الأمطار خلال فترة نمو النبات وحتى يومنا هذا وعدم قدرة المزارعين على ري محاصيلهم بسبب ارتفاع أجور نقل المياه الباهظة وتعرض أغلب المزارعين لخسائر مالية كبيرة. وطالب بتقديم زيادة مهمة على أسعار التبغ على ضوء تكاليف الإنتاج لضمان استمرار هذه الزراعة.
من جانبه، أشار محمود شاليش رئيس مكتب الفلاحين الفرعي إلى أن قيادة الفرع والمحافظة يعملان بشكل متواصل ومستمر مع الجهات صاحبة العلاقة لرفع أسعار محصول التبغ كونه يشكل مصدر رزق لمئات العائلات كما أنه يعتبر من المحاصيل الأساسية التي تشكل مورداً إضافياً لخزينة الدولة بالوقت الذي يشكل دورة انتاج حقيقية لتشغيل عائلات كثيرة، وبالتالي من هنا تأتي الحاجة الملحة لضرورة دعم المزارع وتوفير مستلزمات الإنتاج والعمل.