دراساتصحيفة البعث

لتطمئن أمريكا.. أفغانستان لن تجر إلى الفوضى!

تقرير إخباري

أسابيع مضت على بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، رافقتها تصريحات عديدة من مسؤولين أمريكيين حول الوضع في البلاد خلال الفترة المقبلة، وكلّها تنطلق من مبدأ التخويف والتحذير من مخاطر “مابعد الانسحاب”، واحتمال اندلاع حرب أهلية جديدة.

صحيح أن الوضع ضبابي فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية في أفغانستان بالمرحلة المقبلة وقدرة الحكومة الأفغانية على الصمود، خاصة وأن الجيش الأفغاني يعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والعسكري من الولايات المتحدة والقوى الأوروبية، لكن الانسحاب لن يؤدي لاندلاع حرب أهلية، عكس ما يروّج له، لأن الشعب الأفغاني عانى لحوالي عشرين عاماً من الحرب على بلاده، وفق ما أكدت سفيرة أفغانستان لدى الولايات المتحدة، رؤيا رحماني، في تصريح سابق قبل البدء بعملية الانسحاب.

قد تكون الولايات المتحدة اختارت فعلاً الخروج من أفغانستان، لكن التصريحات المتضاربة التي صدرت عن مسؤوليها في البنتاغون والخارجية توحي بأنها لا تزال ترغب بموطئ قدم لها في تلك المنطقة، وكل الحجج التي تروّج لها تصبّ في هذا السياق، خاصة وأنها تتواصل مع الدول المجاورة لإنشاء قواعد لها لمراقبة الوضع وشنّ غارات “عرضية” على التنظيمات الإرهابية “إذا لزم الأمر”، إضافة لإعلانها عن بقاء عدد من القوات لحماية الدبلوماسيين والمساعدة في تأمين مطار كابول.

واللافت في الأمر أنه، بعد الأنباء المتداولة بقرب انتهاء عملية الانسحاب حتى قبل المدة المحدّدة، تصاعدت حدة المعارك بين القوات الأفغانية وحركة طالبان في عدد من المناطق شمالي البلاد، وعليه أشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن وتيرة انسحاب قواتها قد تتباطأ، في ظل تزايد المكاسب التي تحققها الحركة على الأرض، وكأن واشنطن قلقة على مصير الشعب الأفغاني بعد خروجها، وهي التي تسبّبت بوقوع آلاف الضحايا وعدد لا يُحصى من الجرحى، بفعل غاراتها “العشوائية” ضد الإرهاب.

من المتوقع أن يعيش الشعب الأفغاني وضعاً مضطرباً على المدى القصير، إلا أن السيناريو الذي ينتظر كابول يتحدّد بكيفية تعاطيها مع المتغيّرات الجديدة وقدرتها على الاستمرار والصمود بعيداً عن تدخل واشنطن والناتو.

رغد خضور