الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

روسيا تتوعد بالرد على كل انتهاك بريطاني لسيادتها في البحر الأسود

في سياق الإشارات التحذيرية التي تطلقها موسكو بين الفينة والأخرى لكل من يحاول الاعتداء على سيادتها في البحر الأسود، وخاصة بعد الاستفزاز الأخير الذي قامت به بريطانيا من خلال خرق مدمّرتها ديفيندر المياه الإقليمية الروسية في شبه جزيرة القرم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن قاذفتين استراتيجيتين روسيتين من طراز “تو-22 إم3” قامتا بدورية فوق المياه الدولية بالبحر الأسود.

وجاء في بيان صدر عن الوزارة أن القاذفتين نفذتا مهمتهما المقررة تحت حماية مقاتلتين من طراز “سو-30 إم2” تابعتين للمنطقة العسكرية الجنوبية، وأن المهمة استغرقت نحو 5 ساعات.

وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن مقاتلتين من طراز “سو-30” تابعتين لها أقلعتا لمنع طائرة عسكرية متعدّدة المهام تابعة للجيش الأمريكي من خرق حدود الدولة فوق البحر الأسود.

وذكرت الوزارة في بيان لها أن الحادث وقع مساء أمس، عندما رصدت وسائل مراقبة الأجواء التابعة للجيش الروسي هدفاً جوياً يقترب من حدود البلاد فوق المياه الدولية في البحر الأسود.

وتوجّهت المقاتلتان إلى هذه المنطقة بهدف تحديد هوية الهدف ومنعه من خرق حدود الدولة.

واكتشفت المقاتلتان أن هذا الهدف هو طائرة أمريكية من طراز “بوينغ بيه-8 بوسيدون” ورافقتاها فوق مياه البحر الأسود.

وشدّدت الوزارة على أن تحليق المقاتلتين الروسيتين نفذ بالتوافق الصارم مع القواعد الدولية للملاحة الجوية، ونشرت مقطع فيديو يوثق الحادث.

وفي شأن متصل، دعا مسؤول السلطة التشريعية المحلية في شبه جزيرة القرم الروسية يوري غيمبيل اليوم إلى الردّ بشكل قوي في حال مواصلة بريطانيا استفزازاتها.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن غيمبيل قوله تعقيباً على تصريحات وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بشأن مواصلة رحلات السفن الحربية البريطانية عند شواطئ القرم: إن كلام الوزير البريطاني “مستفز”، واصفاً راب بأنه “صانع أزمات استفزازية من العيار الثقيل”. وأضاف: “لا بد أن تردّ روسيا ردّاً قوياً على أي استفزاز من هذا القبيل”، مؤكداً أن “بلاده لن تسمح لأحد بانتهاك حدودها”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الشهر الماضي أن المدمرة البريطانية ديفيندر عبرت الحدود الروسية بالقرب من القرم وأن أسطول البحر الأسود الروسي أطلق قذائف تحذيرية.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني عن دخول جديد للسفن البريطانية  إلى “مياه أوكرانيا”، تثير القلق.

وأضاف بيسكوف ردا على سؤال عما إذا كانت هناك مشاورات بين موسكو ولندن بشأن مراعاة حرمة الحدود ومرور السفن: “لا، لا توجد مشاورات، حاليا تقع العلاقات الثنائية في حالة مجمدة. بالطبع مثل هذه التصريحات تثير قلقنا”.

وتابع بيسكوف القول، إنه في كل مرة تنتهك فيها السفن البريطانية حدود الدولة الروسية، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وستستخدم موسكو جميع الأدوات الدبلوماسية.

وقال ممثل الكرملين: “لقد أشار الرئيس فلاديمير بوتين والمسؤولون من المستويات الأخرى مرات عديدة، إلى أن الجانب الروسي سيتخذ الإجراءات المناسبة في حالة انتهاك حدود الدولة في البحر. لذلك، في كل مرة يتم فيها انتهاك حدود الدولة الروسية، سيتم تنفيذ الإجراءات الضرورية”.

ووفقا له، سينفذ حرس الحدود الروسي كل الإجراءات المحددة في حالة انتهاك حدود الدولة، “كما سيتم استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية”.

وأشار بيسكوف، متحدثا عن كيفية تجنب الحوادث الشبيهة بما جرى مع المدمرة البريطانية مؤخرا، إلى أنه لا داعي لانتهاك الحدود، وحتى بهذه الطريقة الاستفزازية.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في تعليقه على حادث المدمرة ديفيندر، إن السفن الحربية البريطانية ستواصل دخول “المياه الإقليمية لأوكرانيا”، حسب تعبيره.