صباغ وعرنوس والمقداد وشعبان لوفد الشورى الإيراني: دفع العلاقات لمواجهة العقوبات الغربية
أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، خلال لقائه اليوم نائب رئيس لجنة الصداقة الإيرانية السورية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني عباس كلرو والوفد المرافق، أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين الصديقين وتطويرها عبر تبادل الزيارات ووجهات النظر والآراء والتنسيق المشترك في المؤتمرات الإقليمية والدولية.
وأشار صباغ خلال اللقاء إلى أن قوى الشر والعدوان العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تحاصر سورية وإيران معاً تحت عناوين زائفة ومضللة مدعية أنها تحارب الإرهاب، بينما هي في الحقيقة من تغذيه وتحركه وتحميه، مهنئاً في الوقت ذاته الشعب الإيراني بإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي تمّت بمشاركة شعبية فاعلة، وأعرب عن اعتزاز الشعب السوري وتقديره عاليا للدماء والتضحيات التي بذلتها الجمهورية الإسلامية في إيران دفاعاً عن وحدة وسيادة وكرامة سورية.
من جانبه أشار كلرو إلى أن زيارة وفد مجلس الشورى الإسلامي الإيراني سورية تأتي بهدف تعزيز التعاون البرلماني ومختلف أوجه العلاقات الثنائية وتذليل العقبات أمام تطويرها، وتوظيف الامكانات المتاحة للدفع بها قدّماً إلى الأمام، معرباً عن تطلعه لإنجاز خطوات متقدّمة تجعل من لجنتي الصداقة في كلا البلدين الصديقين أنموذجاً يحتذى به في باقي اللجان، كما عبر عن اعتزاز بلاده بالعلاقات الاستراتيجية القوية التي تربطها مع سورية وبالترابط الوثيق بين شعبي البلدين الصديقين.
حضر اللقاء أعضاء مكتب المجلس وعدد من أعضاء لجنة الصداقة السورية الإيرانية بالمجلس ومن الجانب الإيراني سفير إيران بدمشق الدكتور مهدي سبحاني.
عرنوس: بذل الجهود لوضع الاتفاقيات الثنائية موضع التنفيذ
كما التقى رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس اليوم الوفد الإيراني، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية وزيادة التواصل والزيارات المتبادلة بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة السورية تسعى لدفع التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين وتطويره وفتح آفاق جديدة وواسعة أمامه بما يتناسب مع مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين سورية وإيران، مشيراً إلى أن الجانبين يبذلان جهوداً كبيرة لوضع الاتفاقيات الثنائية والمشاريع المشتركة موضع التنفيذ بخطوات متسارعة وتذليل الصعوبات أمامها واستكمالها ضمن مدد زمنية محددة، ومؤكداً أهمية التنسيق والعمل المشترك في مختلف المجالات لمواجهة العقوبات الظالمة والحصار الاقتصادي اللاشرعي المفروضين على شعبي البلدين.
وأعرب المهندس عرنوس عن التقدير للدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري، مشيراً إلى أن الشعبين السوري والإيراني أفشلوا ما كان يخطط له الأعداء للبلدين وللمنطقة.
من جهته قال كلرو: إن هدف زيارة الوفد البرلماني الإيراني إلى سورية زيادة التنسيق والتعاون وتذليل العقبات التي تواجه التعاون المشترك، وإن مجلس الشورى الإسلامي الإيراني مهتم بتطوير العلاقات مع الدول الصديقة والحلفاء الاستراتيجيين مثل سورية، مؤكداً استمرار بلاده في تقديم كل أشكال الدعم للشعب السوري.
وأكد أهمية فتح مجالات تعاون جديدة لتحقيق الازدهار للشعبين السوري والإيراني وجعل مثل هذه الزيارات فاعلة وناجحة وتعطي مؤشرات حقيقية لرفع مستوى العلاقات بين البلدين، موضحاً ضرورة البدء بتنفيذ خطط قصيرة الأمد والانتقال إلى خطط بعيدة الأمد لتحقيق نتائج ملموسة للتعاون الاقتصادي على أرض الواقع.
حضر اللقاء الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور قيس محمد خضر ونائب رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية في مجلس الشعب وعدد من أعضاء اللجنة والسفير الإيراني بدمشق.
المقداد والوفد البرلماني الإيراني.. تعزيز العلاقات الاقتصادية
وبحث الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين مع الوفد البرلماني الإيراني العلاقات الثنائية بين البلدين، وخصوصاً بين مجلس الشعب السوري ومجلس الشورى الإيراني، حيث أكد الجانبان أهمية الدبلوماسية البرلمانية في الدفاع عن مصالح الشعوب في مختلف المحافل الدولية، وكذلك في وضع الأسس اللازمة لتعزيز الإمكانيات والعلاقات الاقتصادية بين البلدين في مواجهة الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليهما.
وعبر الوزير المقداد عن التقدير الكبير الذي يحمله السوريون، قيادة وحكومة وشعباً، للدور المهم الذي قامت به إيران في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية لدعم سورية في حربها على الإرهاب، مؤكداً في هذا الصدد أن من هزم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية ليس أولئك الذين يدعون أنهم شكلوا تحالفاً لهذا الغرض بل أن من قام بذلك هم المناضلون السوريون والإيرانيون والروس والمقاومون من العراق ولبنان وإخوتهم من أبناء المنطقة الشرفاء الذين اختلطت دماؤهم بتراب هذه الأرض في سبيل دحر تلك التنظيمات الإرهابية وتحرير الأراضي التي كانت تعيث فيها إرهاباً وفساداً بدعم من بعض دول ذلك التحالف المشؤوم الذي كان يحارب كل شيء في المنطقة باستثناء الإرهابيين.
بدوره أكد كلرو رئيس الوفد الإيراني اعتزاز بلاده بالعلاقات التي تجمعها بسورية عبر التاريخ، مشيداً بوقوف سورية تاريخياً إلى جانب إيران في العديد من المراحل وبالمستوى المتميز للعلاقات التي تجمع بين البلدين، مؤكداً ضرورة البناء على هذه العلاقات للارتقاء بها في المجالات الاقتصادية والثقافية أسوة بما هي عليه في المجالات السياسية وغيرها، كما عبر عن إيمانه بالانتصار الحتمي لشعوب المنطقة على كل مشاريع الاستكبار والهيمنة والاحتلال.
واستعرض الجانبان الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً في سورية وإيران والتي كانت تجسيداً عميقاً للقيم الديمقراطية التي يؤمن بها شعباً البلدين.
وعند مناقشة المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني أشاد الوزير المقداد في هذا الصدد بحكمة القيادة الإيرانية وقوتها وحرصها على الدفاع عن مصالح وحقوق شعبها في مواجهة كل محاولات الضغط مجدداً وقوف سورية إلى جانب إيران في هذه المفاوضات.
وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث كانت وجهات النظر متطابقة في أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وصولاً إلى تحرير أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
حضر اللقاء الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين والسفير رضوان لطفي مدير إدارة آسيا والدكتور عبد الله حلاق مدير إدارة المكتب الخاص ووريف الحلبي مديرة إدارة الإعلام ويزن الحكيم من مكتب الوزير، كما حضر اللقاء هيفاء جمعة نائب رئيس جمعية الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية ومحمد هادي مشهدية وعلي الشيخ وعامر عبيد ومحمد صالح المعروف ومحمد أمين الرجا أعضاء الجمعية ومن الجانب الإيراني أحمد حسين فلاح وأحمد أوايي وجعفر راستي وفاطمة محمد بيكي وعلي مظفر إضافة إلى السفير الإيراني في دمشق.
شعبان: ترسيخ ثقافة المقاومة والاهتمام بالبحث العلمي المشترك
كما التقت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية وفد البرلمان الإيراني، والذي هنأ بفوز الرئيس بشار الأسد بالانتخابات الرئاسي،ة مؤكداً أنه كان لتلك الانتخابات معان ودلالات سياسية متعددة لكونها جرت في موعدها من جهة ونظراً للإقبال الجماهيري الواسع الذي تميزت به من جهة ثانية، واستذكر الطرفان دور الشهداء في المقاومة وعلى رأسهم الشهيد قاسم سليماني.
بدورها أكدت شعبان أن التعاون البرلماني مهم للعلاقات بين الدول مهنئة بدورها بنجاح الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة وفوز الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي بها، ومشددة على أن سورية وإيران ستبقيان جبهة لإحقاق الحق، وأن العلاقات السياسية بين البلدين يجب أن تتوازى مع علاقات ثقافية من أجل أن يتعرف الشعبان في سورية وإيران على الثقافتين السورية والإيرانية.
وناقشت شعبان إمكانية وضرورة إنشاء مراكز أبحاث مشتركة ترسخ ثقافة المقاومة لأنها مهمة لاستمرار المقاومة مؤكدة ضرورة الاهتمام المشترك بالبحث العلمي والإعلام ضمن الإطار المؤسساتي، ومنوهة بالاتفاق الصيني الإيراني وما يشكله في وجه الهيمنة الغربية.
إلى ذلك تحدث الوفد الإيراني عن دور المرأة المهم في المجتمعين السوري والإيراني مشيراً إلى ضرورة توثيق الحقائق المتعلقة بالحرب على سورية وأن الولايات المتحدة اليوم بدأت تتجه إلى القوة الناعمة بعد أن اقتنعت بأن القوة الخشنة لم تعد تجدي نفعاً.
حضر اللقاء السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني.