دراساتصحيفة البعث

الخصم الذي تركته أمريكا في أفغانستان

تقرير إخباري

أخيراً توّج انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بالانسحاب من قاعدة “باغرام”، أكبر قاعدة جوية في البلاد وتسليمها للقوات الأفغانية يوم الجمعة الماضي، وبهذا تكون قد انتهت “أطول حرب أمريكية”.

كانت الحرب على أفغانستان بداية لحرب عالمية ضد ما تسميه واشنطن “الإرهاب”، واليوم بعد 20 عاماً تنسحب أمريكا والسؤال: هل انتصرت في حربها هذه؟. كيف نقول إنها انتصرت وها هي حركة طالبان تشنّ حرباً واسعة ضد الجيش الأفغاني وتسقط العديد من المدن أمام قواتها، حيث سيطرت على ثماني محافظات خلال أسبوع، بمعنى أن  الخصم الذي أعلنت أمريكا الحرب عليه “طالبان” يتهيأ للعودة إلى الحكم.

إن الانسحاب الأمريكي اليوم وسيطرة طالبان على الحكم من جديد مؤشر لحرب أهلية بين قبائل البشتون التي يقود معظمها طالبان وبين العرقيات الأخرى، وبالتالي تقسيم البلاد ربّما إلى دويلات وإمارات عرقية وإغراقها في الفوضى التي لن تجعل منها دولة قائمة مجدّداً ككل دولة تحط فيها “الديمقراطية الأمريكية” الرّحال والأمثال كثر.

وبالمقابل هناك انهيار تام للقوات الأفغانية التي تركتها قوات الناتو فريسة سهلة لقوات طالبان الخبيرة في الحروب، حيث تظهر التقارير المختلفة حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن الشعب الأفغاني نفسه هو من دفع الفاتورة الأعلى على الإطلاق في تلك الحرب، إذ ركز تقرير لموقع “في او آي” الأمريكي على أن أكثر من 241 ألف شخص فقدوا حياتهم على مدى العقدين الماضيين، الغالبية الساحقة منهم من الأفغان أنفسهم.

الحرب التي زادت كلفتها عن تريليوني دولار و3500 جندي أمريكي والآلاف من الجرحى تسبّبت بهزيمة إستراتيجية لواشنطن، ولعلّ الانسحاب أكثر ما يعنيه هو الاعتراف الرسمي بالهزيمة.

هناء شروف