دراساتصحيفة البعث

لعبة الممرات

تقرير إخباري

تتشابك المعطيات مع المصالح الغربية في لعبة فتح الممرات عبر الحدود إلى سورية، وحتى كذبة “حرية الشعب السوري” باتت ممجوجة بعد تكشّف الحقائق عن التورط المباشر للدول الداعمة للإرهاب في هذه الحرب القذرة على سورية، لأن من أبسط الأشياء وأكثرها بدهية هو النظر إلى مجمل الأسباب التي أسفرت عن ظهور هذه المعاناة كالعقوبات وقانون قيصر الذي تبنّته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إضافة إلى رفض الشركاء ضمان إيصال المساعدات الإنسانية عن طريق المنظمات الدولية، ومن خلال الحكومة السورية.

وحتى اليوم، يصرّ المشروع الغربي على عدم دعوة الحكومة السورية لأي مؤتمر يخصّ شأنها الداخلي، ما يفسّر بأن هذا السلوك ليس له سوى هدف واحد هو عدم  مساعدة سورية على توفير ظروف الاستقرار، وأن الأموال والموارد التي يجري تخصيصها بموجب مخرجات تلك المؤتمرات لا تأتي إلى سورية بل تذهب إلى دول اللجوء، بمعنى دعم الدول التي تتحمّل أخطاء وتبعات العدوان الغربي على الدول المستقلة، بالإضافة إلى دعم الإرهابيين والجماعات الانفصالية التي تعمل تحت راية المشغل الأمريكي، وهو أمر تمّ توثيقه لدى الأمم المتحدة بعد مناقشة تمديد الآلية العام الماضي حتى العاشر من تموز الحالي، حين قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أمام مجلس الأمن: “سألنا إحدى السيدات التابعة لجمعية أهلية عن هويات الأشخاص الذين يتلقون المعونات منها، فكان ردها أنها تصل إلى أشخاص يثق بهم الأهالي”، مضيفاً أنه “بعد إجراء كثير من التدقيق، لم نحصل على جواب واضح”. بمعنى أن المساعدات تصل فقط إلى مناطق خاضعة لسيطرة جماعات إرهابية، وهو ما يعزّز قدرات القوى المسيطرة على الأرض.

وهو الأمر الذي كشفه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حين أكد أن قوات بلاده احتجزت مؤخراً في سورية عصابة من منطقة التنف الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة اعترفت بأنه كان عليها تنفيذ مهمّة ضد منشآت عسكرية روسية، وذلك خلال مقابلة مع قناة “NBC” الأمريكية، في تطرقه إلى موضوع الممرات الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية.