صالون عزوز الثقافي يناقش الاعتذار في الشعر الأندلسي
البعث- نزار جمول
يستمر صالون محمد عزوز الثقافي بجلساته ليبقى مشاركاً في كل الفعاليات الأدبية والثقافية، وشهدت الجلسة الأخيرة مناقشة قضايا شعرية في الأدب، حيث قدم رئيس الجلسة الأديب محمد عزوز في البداية أوراق الصالون الثابتة التي تضمنت التذكير بمن رحلوا خلال هذه الفترة، وذكرى رحيل الشعراء: عبد الكريم دندي، خالد سرحان الفهد، الأديب أيوب منصور، إضافة لأخبار الثقافة والأدب في مختلف الدول، وقدم الأديب مهتدي غالب بانوراما عن مهرجان حماة المسرحي المختص “بالمونودراما” الذي أقيم خلال هذه الفترة.
تمت مناقشة موضوع الجلسة الأساسي، الاعتذار في الشعر الأندلسي من خلال كتاب الدكتورة وسام قباني، الشعر الأندلسي “الرؤية والتشكيل” لخصته الشاعرة ثناء الأحمد، حيث قدمت لمحة موجزة عن المؤلفة التي حازت على درجة الدكتوراه في الأدب الأندلسي والمغاربي، وهي المحاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق، ودعمت الأحمد مداخلتها بعدة نماذج وأمثلة عن شعر الاعتذار، والتعريف بمحتويات الكتاب، حيث وضحت مقدمته معنى الاعتذار كلغة واصطلاح، لتنتقل إلى اتجاهات الشعر الاعتذاري في السياسة والمجتمع، ومواضيع وجدانية ودينية، ثم شرحت الرؤيا الدلالية في الاعتذارات الأندلسية، وأثر الثقافة المشرقية في اعتذاريات الأندلسيين، والتشكيل الفني باللغة والتصوير، وبالإيقاع.
وأكد الحضور على أهمية المحاضرة، وعلى أن الشاعرة ثناء حفزتهم على قراءة الكتاب بتمعن، فاعتبر الشاعر خالد بدور أن الشعر قادر على استيعاب كل القيم، أما الباحث نزار كحلة فأكد على أن بيئة الأندلس كطبيعة ومجتمع عملت على تأسيس ثقافة الاعتذار، وكان يجب تقديم شواهد شعرية لكل فقرة، بينما رأى الشاعر حسن نعوس أن الاعتذار يجب أن يقابله التسامح، وبيّن الباحث محمد الخطيب أن الكتاب تضمن تنوعاً خصباً لشعر الاعتذار، وتساءل الشاعر سامر إسماعيل عن طبيعة ثقافة الاعتذار وأصلها في الأندلس، وهل تطرّق الكتاب لها؟ وعلّق الأديب مهتدي غالب على شمولية العرض والتقديم الذي سعت إليه الشاعرة ثناء الأحمد، وأكد المسرحي علي اليازجي على أن المقدمة وضحت الكثير من جوانب الاعتذار في الشعر الأندلسي، ووضح الأديب فائق موسى أن الاعتذار موجود في المشرق بالشعر، مبيّناً أن اعتذارات النابغة دليل على ذلك، حيث صُنفت قصائد الاعتذار كشعر سياسي أو غزلي، ويسجل لمؤلفة الكتاب تنوع مصادرها وتعددها، وأثنى الأديب محمد عزوز على أهمية الموضوع وطريقة تقديمه من قبل الشاعرة الأحمد، ثم تساءل عن أسباب اعتماد الشعر العمودي في اعتذارات الأندلسيين رغم أنهم عرفوا التجديد في الشعر؟ .
وفي الختام ردت الشاعرة ثناء الأحمد على بعض المداخلات، مؤكدة على أن المقدمة تضمنت أصل ثقافة الاعتذار في الأندلس، وأن هدف الاعتذار هناك تطلب أن تكون القصائد عمودية ومنسوجة على بعض البحور الهامة.