الصحة العالمية: بداية موجة جديدة من جائحة كورونا
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهنوم غيبريسوس، أن العالم يمر حاليا ببداية موجة جديدة من جائحة فيروس كورونا المسبب لعدوى “كوفيد-19”. وقال، خلال جلسة للجنة الطوارئ التابعة للمنظمة، اليوم الأربعاء: “نحن الآن نمر بالمراحل الأولى من الموجة الثالثة”، وأشار إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في العالم، لافتا إلى أن هذا الأمر ناجم بالدرجة الأولى عن انتشار سلالة “دلتا” المكتشفة لأول مرة في الهند، وأوضح: “تمثل سلالة دلتا أحد أهم العوامل للارتفاع الحالي لمؤشرات الانتقال، الأمر الذي تؤزمه كذلك الاتصالات الاجتماعية والتنقلات المتزايدة، إضافة إلى الاعتماد غير المنهج للإجراءات المؤكدة في مجالين الصحي والاجتماعي”.
وأعلنت المنظمة أن عدد البلدان والأقاليم، التي تنتشر فيها سلالة “دلتا” شديدة العدوى لفيروس كورونا المستجد، ارتفع في الفترة من 6 إلى 13 تموز بمقدار سبعة، وبلغ 111 دولة.
وتقول النشرة الوبائية الأسبوعية لمنظمة الصحة العالمية: “يستمر فيروس (سارس – كوف -2) في الانتشار والتطور”، تم التأكيد على أن السلالات الأربعة المصنفة على أنها “متغيرات مثيرة للقلق” وهي “ألفا” و”بيتا” و”جاما” و”دلتا”، تظهر “عدوى شديدة”.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه “تم اكتشاف متغير دلتا في ما لا يقل عن 111 دولة في جميع مناطق منظمة الصحة العالمية الست، في الشهرين الماضيين، وهو أكثر عدوى من المتغيرات الأخرى المثيرة للقلق التي تم تحديدها حتى الآن”، مشيرة إلى أن هذا المتغير من المرجح أن يصبح الخيار المهيمن في العالم في الأشهر المقبلة.
ويتوقع علاوة على ذلك، بسبب انتشار هذه السلالة، حدوث زيادة في معدلات الإصابة بالأمراض و”زيادة الضغط على المنظومات الصحية، لا سيما في سياق التغطية التحصينية المنخفضة”.
وفي الأسبوع الماضي وحتى يوم 6 تموز، انتشرت سلالة دلتا التي عرفها المتخصصون منذ تشرين الأول 2020 بعد اكتشافها في الهند، في 104 دول وكيانات، وقبل ذلك بأسبوع في 96 دولة وكيان.
ونشرت منظمة الصحة العالمية بيانات عن تفشي سلالات الفيروس التاجي في 196 دولة ومنطقة. من هذه البيانات يتضح أن الفيروس المتغير “دلتا” يحوم فوق معظم أنحاء الكوكب.
وعلى وجه الخصوص، تم التعرف عليه، بالإضافة إلى الهند، في روسيا وبريطانيا وألمانيا واليونان وإسبانيا وتركيا وفرنسا وإندونيسيا وتايلاند واليابان والبرازيل والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا. وفي الوقت نفسه، لا تملك المنظمة حاليا بيانات عن وجود متغير دلتا في أيسلندا ومصر والجبل الأسود وكوبا، وكذلك في عدد من الدول والأقاليم الأخرى مجموعها 85.
ولم توضح منظمة الصحة العالمية في النشرة الوبائية، سبب دخول سلالة دلتا والسلالات الأخرى إلى بعض البلدان وغيابها في بلدان أخرى.
وتشير المنظمة في الوقت نفسه إلى أن بعض الدول قد خففت مؤخرا من القيود المرتبطة بالوباء، فيما يتزايد تنقل السكان والتواصل، بما في ذلك “اجتماعات المجموعات الصغيرة والكبيرة”، كما زاد عدد الرحلات التي تفرضها الضرورة القصوى.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن” التخطيط أو التقييم غير السليمين لخطر انتقال العدوى أثناء الاجتماعات والرحلات يخلق فرصا لانتشار الفيروس”.
وتشير المنظمة إلى بيانات الدراسة، التي تنص على أن التدابير الفردية والجماعية للحماية من العدوى، “تظل فعالة” ضد السلالات الخطيرة بشكل خاص.
وفي هذا الصدد، تلفت منظمة الصحة العالمية الانتباه إلى أن الثغرات في تطبيق المراقبة الوبائية والاختبارات والتدابير الأخرى المتعلقة بمكافحة عدوى كورونا “تقضي على الإنجازات التي تحققت حتى الآن في السيطرة على الوباء”.
بالإضافة إلى سلالة دلتا، فإن منظمة الصحة العالمية قلقة من ثلاثة أنواع أخرى من الفيروس التاجي تنتمي إلى فئة المركبات العضوية المتطايرة. كان متغير “ألفا”، الذي تم اكتشافه لأول مرة في أيلول 2020 في المملكة المتحدة، حاضرا في 178 دولة حتى 13 تموز.
ويوجد متغير “بيتا”، الذي اكتشف في جنوب إفريقيا في آب من العام الماضي، في 123 دولة، ومتغير “غاما”، الذي تم اكتشافه في كانون الثاني في البرازيل، وسع جغرافيته من 74 إلى 75 دولة في سبعة أيام.
كما شددت منظمة الصحة العالمية على أن “المخاطر الصحية المرتبطة بمرض (كوفيد – 19) لا تزال مرتفعة جدا”، وازدادت الإصابات، التي كانت قد انخفضت في وقت سابق خلال الشهرين الماضيين، خلال الأسبوع الماضي بنسبة 10٪، وتم في سبعة أيام اكتشاف حوالي 3 ملايين إصابة جديدة في العالم. وارتفع في الوقت نفسه، عدد حالات الوفاة بنسبة 3٪، وتم تسجيل أكثر من 55 ألفا منها خلال أسبوع.
وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية حتى 13 تموز، تم تحديد 187.085.093 حالة إصابة بفيروس كورونا في العالم منذ بداية الوباء، كما تم تسجيل 4.042.921 حالة وفاة.