أخبارصحيفة البعث

بوتين: روسيا مستعدة لشراكة الحل الوسط مع دول الجوار

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بناء العلاقات بين الدول يأتي دائماً على أساس حل وسط، وأن روسيا لا تسعى لإرغام أحد على أي شيء.

وقال بوتين في حديث لقناة “روسيا 24”: إن “العلاقات على الساحة الدولية، وحتى بين دول قريبة وبين الجيران، هي دائماً نتيجة لحل وسط. ولا يستطيع أحد أن يرغم الطرف الآخر على سلوك معين، ونحن لا نسعى لذلك ونبحث عن حلول وسط”. وأوضح أن المهم بالنسبة لروسيا هو ليس سياسات الدول المجاورة، وبينها أوكرانيا، بل المهم هو ألا تظهر هناك مخاطر تهدّد روسيا.

وقال: “المهم بالنسبة إلينا ألا تظهر هناك مشكلات لنا، وألا تظهر تهديدات. ونحن نرى أنه يبدأ هناك الاستخدام العسكري لتلك الأراضي، وهذا ما يثير قلقنا”. وأكد بوتين استعداد روسيا للشراكة مع الدول المجاورة، وأورد كمثال على ذلك العلاقات مع بيلاروس وكازاخستان.

وجاء ذلك في معرض تعليق بوتين على المقال الذي نشره مؤخراً عن “الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين”.

وفي شأن آخر مرتبط بإمكانيات التعاون المشترك بين واشنطن وموسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي والمبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المناخ جون كيري أكدا خلال اتصال هاتفي بينهما وجود مواقف متقاربة بين بلديهما إزاء القضايا المناخية.

وجاء في بيان للرئاسة الروسية أن كيري الموجود في موسكو في زيارة عمل، أخبر الرئيس الروسي بلقاءات أجراها مع زملائه الروس، تناولت جوانب مختلفة من الأجندة المناخية الدولية.

وتابع البيان: إن بوتين أشار إلى أن روسيا “تولي أهمية كبيرة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس وتدعو إلى حوار غير مسيس ومهني في هذا المسار”. وأشار الكرملين إلى أن الطرفين تناولا في هذا السياق التحضيرات لعقد الدورة الـ26 لمؤتمر أطراف المعاهدة الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي، التي ستعقد في مدينة غلازغو الاسكتلندية من 31 تشرين الأول إلى 12 تشرين الثاني 2021، وذلك “مع الأخذ بعين الاعتبار الأولويات القومية في مجال إزالة الكربون”.

وذكر البيان أنه في سياق الرئاسة الحالية لروسيا في مجلس القطب الشمالي جرى خلال الاتصال الهاتفي “تبادل وجهات النظر حول آفاق التعاون البيئي بين البلدين في المنطقة القطبية الشمالية”.

وختم البيان بالقول: إن الجانبين أقرّا بأن “الملف المناخي يعتبر مجالاً من المجالات التي توجد فيها لدى روسيا والولايات المتحدة مصالح مشتركة ومواقف متقاربة”.

إلى ذلك، أفادت مصادر بالوفد الروسي إلى اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة “شنغهاي” للتعاون في العاصمة الطاجيكية دوشنبيه اليوم، بأن روسيا تؤيد مناقشة جميع أنواع التسلح مع الولايات المتحدة دون استثناء، والتي تؤثر في الاستقرار الاستراتيجي.

وفي بيان عقب نتائج القمة الروسية الأمريكية، سعت روسيا لتسجيل بيان بعدم جواز شن حرب نووية بين البلدين فحسب، بل أي حرب أيضاً.

وقالت المصادر: “تم الإعلان أن روسيا والولايات المتحدة ستبدأان خلال أسبوع مشاورات حول الاستقرار الاستراتيجي، حيث سيحدّد الجانبان رؤيتهما للعمل المقبل”.

وأضافت المصادر: إن “روسيا تؤيد مناقشة جميع أنواع التسلح التي تؤثر في الاستقرار الاستراتيجي بشكل أو بآخر دون استثناء: الأسلحة الاستراتيجية النووية وغير النووية، والأسلحة الهجومية والدفاعية التي تؤثر في حالة الأمن والاستقرار الاستراتيجي العالمي”.

نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أعلن في مقابلة مع مجلة “الحياة الدولية”، أن روسيا تتوقع عقد جولة أولية للحوار مع الولايات المتحدة، حول قضية الاستقرار الاستراتيجي، قبل نهاية تموز الجاري.

وتابع قائلاً: “لدينا اتفاق، تمّت صياغته بشكل رسمي في البيان المشترك الصادر عقب لقاء الرئيسين الروسي والأمريكي في جنيف، على أننا سنجري حواراً نشطاً وهادفاً ومركّزاً ومتكاملاً حول هذه القضايا؛ وبرأينا ينبغي للحوار أن يتم على مستويات الوزارات والهيئات والإدارات. وربما يتفق الأمريكيون معنا على ذلك، على أن هذا الحوار يجب أن يجري على مستويات مختلفة.

وفي إطار تحذيرها المستمر من استفزازها مجدداً في البحر الأسود، أعلن مجلس الأمن الروسي اليوم عزم موسكو الردّ بأشد الطرق على استفزازات مماثلة لحادث انتهاك المدمرة البريطانية للمياه الروسية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم.

وفي مقابلة صحفية قال ميخائيل بوبوف، نائب سكرتير المجلس: “مثل هذه التصرفات لن تتوقف روسيا عن منعها بأشد الطرق، بصرف النظر عن جنسية السفينة المنتهكة”. وتابع المسؤول: “نقترح على معارضينا أن يفكروا مليّاً فيما إذا كان من المجدي عليهم تنظيم استفزازات كهذه، نظراً لإمكانيات القوات المسلحة الروسية”.

ووصف نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي حادث مدمّرة “ديفندر” البريطانية في البحر الأسود يوم 23 حزيران بـ”الاستفزاز الممنهج الذي تم منعه في وقت مناسب”.