كلمة سر في الأفران.. و”المدير” يعترف بالفساد و”التوطين” هو الحل!
دمشق – علي حسون
في خضم الجدل القائم حول مشكلة الأفران والازدحام وانتشار الباعة المخالفين، يقف المعنيون مكتوفي الأيدي تجاه هذه المعضلة، وفق حديث أعضاء مجلس محافظة دمشق، إذ كشف أعضاء في المجلس عن كلمة سر بين الباعة وموظفين في الأفران من أجل المتاجرة بخبز المواطن، مشيرين إلى أن حالات فساد عدة تسود أفران دمشق يصعب على المعنيين ضبطها كونها تحضر و”تعجن” بإشراف صانعي الخبز!.
سيارة “للتخويف”!
وما زاد الطين بلة اعتراف مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عدي الشبلي بوجود حالات فساد تمّ ضبط بعضها، إذ خصّصت المديرية سيارة تابعة لها تقف أمام الأفران الواردة عليها شكاوى من أجل قمع ظاهرة الباعة خارج المخبز وضبط المخالفين و”تخويف” الباعة، حسب كلامه.
مناقشة واقع الأفران أخذت حيزاً واسعاً من مداخلات أعضاء المجلس في الجلسة الختامية للدورة الرابعة، حيث أجمع المجلس على ضرورة توطين البطاقة الذكية بما يتعلق بمخصّصات الخبز لكل محافظة، وخاصة وجود تداخل بين الريف ودمشق وأغلب مواطني الريف يحصلون على مخصّصاتهم من المدينة، ما يسبّب ازدحاماً على الأفران.
رئيسُ المجلس خالد الحرح أكد على أهمية العمل وتطبيق توطين البطاقة كونها من الحلول الناجعة في حلّ هذه المشكلة، خاصة وأن المجلس وافق في الدورات السابقة على التوطين وتمّ أخذ جميع الموافقات اللازمة. وتساءل رئيس المجلس: لماذا السورية للتجارة لم تقم بدورها بتخفيف الضغط على الأفران وبيع الخبز في صالاتها، علماً أن هناك موافقة من المحافظ ووزير التجارة الداخلية بهذا الخصوص؟
تساؤل رئيس المجلس قابله جواب مدير “حماية المستهلك” بكلمة من المفترض أن تقوم بدورها وتوجّه صالاتها ببيع الخبز، أما مدير فرع السورية للتجارة طلال حمود فلم يُسمع صوته بما يتعلق بذلك، وكأن الأمر لا يعنيه أو ليس لديه علم بما يجري من موافقات أو قرارات، وتلك مشكلة أكبر، وفق ما همس لـ”البعث” أحد أعضاء المجلس!!.
“موشغلك”
ومن همس أحد الأعضاء إلى مداخلة عضو المجلس حسان برنية التي أزعجت مدير المحروقات الجديد أيمن حسن الذي طلب منه الهدوء أثناء الكلام ليردّ عضو المجلس “هذا موشغلك.. صوتي مرتفع”. ليتدخل رئيس المجلس ويوضح لمدير المحروقات أن الحديث يوجّه إلى رئيس الجلسة ويحق لأي عضو مجلس منتخب من المواطنين أن يعبّر ويداخل بما يخدم المصلحة العامة من دون شخصنة أي قضية.
دفعة أولى 50 ليتراً
وحول المازوت المنزلي ومتى سيتمّ التوزيع وما هي آلية التوزيع؟ بيّن مدير المحروقات أنه من كان المفروض أن يبدأ التوزيع في الأول من هذا الشهر لكن لم تسمح الظروف واللوجستيات بالتنفيذ، مشيراً إلى وجود دراسة حالية من أجل توزيع 50 إلى 100 ليتر دفعة أولى قريباً.
وعن المازوت الصناعي وحرمان صناعيين من حقهم بالحصول على المادة، لفت مدير المحروقات إلى أن كل صناعي لديه الموافقات المطلوبة يحق له الحصول على الكمية المطلوبة وفق المنشأة الصناعية بعد كشف حسيّ.
واستغرب أعضاء المجلس قرار رفع المازوت المنزلي والحفاظ على سعر الصناعي كما كان من دون رفع، ليصبح الفارق بسيطاً جداً بين الاثنين في الوقت الذي كان الفارق قبل قرار الرفع نحو 500 ليرة زيادة عن المنزلي.
سياسة دول
وفي الشأن الصحي، تطرّق رئيس المجلس إلى قضية لقاح كورونا والأنواع المتعدّدة والدول المنتجة، وإصرار بعض الدول على نوعية معينة من أجل الموافقة على دخول أراضيها، ليردّ مدير الصحة الدكتور سامر شحرور أن هذا الموضوع تحكمه سياسة دول لا يمكن لمنظمات الصحة العالمية التدخل به وكل دولة ترى نوعية ومنشأ اللقاح المناسب لها. وكشف شحرور عن انخفاض إصابات المرض حالياً، لكن الوقاية مطلوبة واللقاحات لا تحمي من العدوى بشكل نهائي بل تخفّف من الإصابة.
وحول نقص الأطباء والأدوية والخدمات في المراكز الصحية، أكد شحرور أن المديرية لديها خطة تتضمن التوسّع بالمراكز وتخفيف الضغط على بعض المراكز التي تواجه اكتظاظاً في المرضى، معتبراً أن الأدوية توزع حسب الحاجة فور ورودها من الوزارة ،لافتاً إلى وجود نقص في الكادر الطبي وخاصة الأطباء.