أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

عون إلى استشارات نيابية جديدة: الحريري لم يترك مجالاً للنقاش

في خطوة متوقّعة ومعدّة سلفاً، قدّم سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل حكومة جديدة، وقال بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا: “أجرينا مشاورات في موضوع الحكومة، وبعد مناقشات قدّمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة”.

وما كاد الحريري يعلن اعتذاره عن مهمّة تأليفه الحكومة، حتى قام أغلب أصحاب المحال التجارية في أسواق طرابلس بإغلاق أبوابهم، بعد الارتفاع الجنوني في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، فيما خلت خلال أقل من ساعة شوارع المدينة من السّيّارات والمارة، بينما كانت سيّارات تحمل على أسقفها مكبّرات صوت تقوم ببث أغان وأناشيد، وتدعو المواطنين للنزول إلى الشّارع تضامناً مع الحريري، واحتجاجاً على تردّي الوضع المعيشي.

وعقب الاعتذار، قالت الرئاسة اللبنانية: “إن الرئيس عون طلب من الحريري البحث في إجراء تعديلات على التشكيلة الحكومية، وإن الرئيس المكلّف لم يكن مستعداً للبحث في أيّ تعديل من أيّ نوع كان”.

وكشفت الرئاسة اللبنانية أن الحريري اقترح على عون أن يأخذ يوماً إضافياً واحداً للقبول بالتشكيلة المقترحة، وقالت: إن عون سأل الحريري عن الفائدة من يوم إضافيّ إذا كان باب البحث مقفَلاً؟، وأشارت أيضاً إلى أن الرئيس عون شدّد على ضرورة التزام الاتفاق السابق، إلاّ أن الحريري رفض أي تعديل، وأصرّ على اختياره هو أسماء الوزراء.

وبحسب الرئاسة، فإن رفض الرئيس المكلّف مبدأ الاتفاق مع الرئيس عون يدلّ على اتِّخاذه قراراً مسبّقاً بالاعتذار، موضحة أن الرئيس عون سيحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة في أسرع وقت ممكن.

وكان الرئيس عون كلف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة في الـ 22 من تشرين الأول الماضي.

وقطع عشرات المحتجين اللبنانيين عدداً من الطرق في مناطق مختلفة من البلاد، وأفادت الوكالة الوطنية للأنباء بأن محتجين قطعوا طريق المدينة الرياضية بحاويات النفايات، فيما وقعت مواجهات بين المحتجين وعناصر الجيش. وتمّ خلال المواجهات رشق عناصر الجيش بالحجارة، فيما رد الأخير بإطلاق الرصاص المطاطي في الهواء بمحاولة لتفريق المحتجين.

وفي بيروت تحدّثت مصادر عن نصب للخيم في وسط بيروت، مشيرة إلى أن المتظاهرين ما زالوا يقطعون الطرقات لكن أعدادهم خفت.

وفي صور، أُرغم أصحاب المقاهي والمطاعم في الكورنيش الجنوبي للمدينة على الإقفال، بعدما دخل عدد من أبناء حارة صور القديمة على أحد المقاهي وبدؤوا بتكسير الطاولات ورميها على الأرض، داعين صاحب المقهى إلى الإقفال، تضامناً مع آلاف المواطنين الذين لا يوجد في منازلهم كهرباء بسبب توقف مولدات الاشتراكات نتيجة شح وفقدان المازوت.

المشهد الذي حصل في أحد المقاهي وأرغمه على الإقفال انسحب على بقية مقاهي الكورنيش، التي قرّر أصحابها إغلاقها تخوفاً من ردود فعل غاضبة.

وتطورت حركة الاحتجاج في المدينة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توافر المازوت للمولدات الخاصة التي أُطفئت معظمها بحيث أصبحت أحياء المدينة بلا كهرباء.

وانتشرت القوى الأمنية ومخابرات الجيش اللبناني في الشارع ومحيطه تخوفاً من أي تطور ومنع خروج الأمور عن السيطرة.

ويشهد لبنان أزمة سياسية واقتصادية عاصفة أدت إلى استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، ومن ثم اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل حكومة جديدة.

وتبدو الأزمة مرشحة للتفاقم مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وتسبّب بدمار أحياء من العاصمة. ولم يصل القضاء بعد إلى أي نتيجة حول من يتحمّل مسؤولية حدوثه، علماً أن المؤشرات واضحة على أن الإهمال لعب دوراً كبيرا في انفجار مواد خطرة مخزنة عشوائياً.

وفيما أفاد موقع “لبنان 24” بأن الدولار الأمريكي عاد ليرتفع “بشكل جنوني” متخطياً عتبة العشرين ألف ليرة، وأشار إلى أن هناك ترجيحات بارتفاع سعر الدولار أكثر في السوق الموازية، أعلن تجمع أصحاب الصيدليات في لبنان التوقف عن العمل اعتباراً من صباح يوم غد الجمعة إلى حين إقرار وزارة الصحة لجداول ومؤشر الأسعار وتأمين الحماية للصيدليات.

وقال التجمع في بيان: “بعد الاستباحة اليومية التي تتعرّض لها الصيدليات وتهديد الصيدلي بحياته وممتلكاته نتيجة لعدم توفر الأدوية في الصيدليات على مرأى ومسمع من وزارة الداخلية والقوى الأمنية، وبعدما حدّد وزير الصحة أكثر من موعد لإصدار اللوائح التي تبين الأدوية المدعومة والأخرى التي سيرفع عنها الدعم إلا إنه وللأسف لم يتم الإيفاء بأي من تلك الوعود، وبقيت حبراً على ورق، وبقيت الصيدليات بمواجهة الناس خالية من الأدوية نتيجة لتمنع المستوردين والمستودعات عن التسليم قبل صدور اللوائح”.

وأضاف: “على الرغم من مطالباتنا المتكررة لوزير بضرورة الإسراع بترشيد الدعم وفق لوائح واضحة ليتم تأمين حاجة الناس من الأدوية إلا إن الجواب كان دوماً هو بوضع الخطوط الحمراء على الدعم، دون الالتفات إلى أن المرضى لم يعودوا يجدوا علاجاتهم بعد أن أصبحت الصيدليات شبه خاوية منها”.

وأوضح أنه في خضم كل ذلك يرى التجمع أنه لم يعد يستطيع الاستمرار في العمل “لخدمة المرضى ونجد أنفسنا مرغمين على التوقف عن العمل اعتباراً من صباح يوم الجمعة 2021/7/16 إلى حين إقرار وزارة الصحة لجداول ومؤشر الأسعار وتأمين الحماية للصيدليات لنتمكن من الاستمرار برسالتنا”.