أداء القسم: مرحلة جديدة من تاريخ سورية المعاصر والمشرف
لم يكن الصمود الذي عاشه السوريون ومازالوا في الحروب متعددة الأشكال التي شنت – وما تزال – عليهم، والتي خلفت الخراب والدمار والفقر إلا لإيمانهم بالنصر القادر على تحقيقه الجيش العربي السوري وقائده السيد الرئيس بشار الأسد، لذلك يعد الوصول إلى مرحلة أداء القسم بعد النصر الانتخابي الذي صنعه السوريون تتويجاً لنضال وصبر وتضحيات كثيرة قدمت في سبيل أن تبقى سورية.
تفاعل التحدي
الكاتب والإعلامي د.فايز الصايغ أكد أن خطاب القسم في هذا الظرف المحلي والإقليمي والدولي المرتبك والمتناقض والمشحون له أهمية خاصة بالنظر للعديد من الأسباب والتحولات التي تشهدها المنطقة عموماً وسورية على وجه التحديد بعد الانتصارات التي حققها الجيش والشعب السوري في مختلف ميادين الامتحان الصعب الذي واجهته سورية من قبل وتواجهه اليوم، وفي مقدمتها برأي الصايغ التفاعل الحي، تفاعل التحدي الذي برهن فيه الشعب السوري على تمسكه الشديد بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد عبر الاستحقاق الرئاسي الذي برهن السوريون فيه على أنهم شعب حي يدرك تماماً ما يدور حوله وما يخطط له وقد حشرته قوى الشر العالمي في ظروف ظنوا أنها تفتت عضد وتماسك الشعب السوري وتنال من قناعاته وإيمانه بقيادة الرئيس الأسد، مبيناً الصايغ أن وقائع القسم التي يشهدها مجلس الشعب السوري والعالم عبر النقل الحي المباشر ووقائع الخطاب التاريخي للرئيس الموشح بأوسمة النصر بكل أبعاده، له دلالات عديدة ورؤى مستجدة مستوحاة من حجم المؤامرة التي حاكتها قوى الشر في العالم بقيادة الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها من دول العالم بما فيها بعض (الأشقاء)، ومن حجم التأييد الشعبي للسيد الرئيس والالتفاف الوطني خلف قيادته يجعلان مع كثير من الأسباب الأخرى خطاب السيد الرئيس محطة هامة سينعكس بالضرورة على الأوضاع المحلية وخصوصاً معيشة وحياة الناس وطريق الأمة إلى مستقبلها وزهوها واستثمار انتصارها، منوهاً إلى أن المرحلة السابقة والحرب الكونية التي شنتها قوى الشر كافة والتي وضعت كل إمكانياتها العسكرية والمالية والإعلامية كان من مفارقاتها في الزمن العربي الرديء أنها سخرت من أجل أهدافها المال العربي الذي يُفترض أن يكون في خدمة التنمية العربية القومية، أو في خدمة فلسطين للنيل من كرامة السوري الشقيق، ولكل ما سبق تأتي أهمية أداء القسم وما ينطوي عليه من رؤى إستراتيجية وخريطة طريق إلى مستقبلنا ومستقبل سورية والعرب والمنطقة عموماً حيث الاستحقاق الدستوري والخطاب التاريخي يضعان وحدة سورية والانتصارات التي تحققت في تصرف قوى الحرية والتحرر في العالم كله، وفي تصرف قوى التحرر العربية وفي مقدمتها قوى المقاومة كرصيد سياسي وعسكري وأخلاقي يمكن الاستناد والركون إليه لشحذ الإرادات والبناء على الصلابة الوطنية السورية لتحقيق المزيد من الانتصارات التي تسعى إلى تحقيقها شعوب الأرض التي تعاني من الاستهداف والنهب الامبريالي في ظل المخاض السوري الذي أثبت نجاعته وجدواه في مواجهة القوى التي تحاول نهب العالم وسرقة ثروات الشعوب.
مرحلة جديدة
ورأى د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أن سورية ستكون بعد أداء القسم على موعد مع مرحلة جديدة من مراحل تاريخها المعاصر والمشرّف، هذا التاريخ الذي أراده الأعداء مليئاً بالقتل والدمار والتخريب، وأراده الشعب السوري مليئاً بالحياة والإعمار والاشتغال على بناء الإنسان والنهوض به ثقافياً واجتماعياً ومعرفياً، مبيناً أن ثمة الكثير من التحديات التي مازالت تواجه الشعب السوري، ومن أهمها تحرير ما تبقى من أراضيه المحتلة من قبل المجموعات الإرهابية وداعميها، فضلاً عن التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها الشعب الأبي، والتي تزداد قسوة مع ازدياد صموده وتحديه لهذه الممارسات الإجرامية التي تريد النيل من ثباته ومقاومته والتمسك ببلده، وأكد الحوراني أن الشعب السوري بمختلف انتماءاته يتطلع إلى مرحلة مابعد أداء السيد الرئيس للقسم في أن تكون مرحلة مهمة في مكافحة الفساد وضرب رؤوسه، لاسيما وأن هذا الفساد هو واحد من أكبر الداعمين للإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أنه ينظر إلى هذه المرحلة وكله ثقة أن تكون مرحلة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب إذا أردنا الاشتغال على بناء الإنسان والنهوض ببلدنا في مختلف الجوانب التربوية والثقافية والإعلامية والاقتصادية، وهو عمل من شأنه أن يزيد من قوة البلد وتماسك الشعب.. إن دماء الشهداء وتضحيات الشعب تنادينا صباح مساء للحفاظ عليها والتمسك بإنجازاتها من خلال مايمكننا أن نقوم به من عمل وطني يجسد ويكرس مقولة وشعار السيد الرئيس في حملته الانتخابية وهو “الأمل بالعمل” وهناك الكثير من الأعمال التي يمكننا القيام بها لبناء بلدنا.
مناسبة جليلة
وأوضحت الكاتبة والإعلامية نهلة السوسو أن بلداً عانى ما لم يعانه بلد في التاريخ ستكون كل مناسبة فيه جليلة بمقدار المعاناة، حيث كانت مجابهة الحرب الكونية المديدة علينا تتطلب بوصلة لتبقى الروح المعنوية صلبة وعالية، وكانت في قول وفعل الجيش الباسل “النصر أو الشهادة” وإذ تحررت الأرض من تتار العصر ونحن آمنون من التفتيت والتقسيم وراء قيادة أحسنت قراءة الواقع واستشراف المستقبل، مؤكدة أننا واجهنا الخراب والتدمير والخسائر البشرية والمادية الجسيمة، وعلى هذا المنعطف الحساس ملأ الشعب مجدداً صناديق الانتخاب بكلمة “نعم” للسيد الرئيس المبدع دائماً بالقول والعمل، ورأت السوسو في شعار الحملة الانتخابية “الأمل بالعمل” خير وسيلة لإعادة الإعمار وهي مواجهة مستجدة للحرب التي دفعنا ثمنها الكثير، لكنها عجزت عن هزيمتنا ووضعنا خارج التاريخ.
حالة دستورية
وبيّن د. عبد الله الشاهر أن القَسَم حالة دستورية، وهي جزء من العملية الانتخابية يؤديه الرئيس أمام المؤسسة التشريعية لاكتمال الأصول الدستورية، عندها الرئيس يكون قد أدى الترتيبات التي نص عليها الدستور ويكون بعدها على استعداد لمباشرة ولاية دستورية جديدة لمهمة الرئاسة، ونوه الشاهر إلى أن السيد الرئيس طرح أثناء ترشيحه شعاراً في كلمتين هما: “الأمل بالعمل”، وهو شعار له دلالات تحمل صفة الشمولية والانطلاق، فالأمل هو ذلك الحلم الذي يراود الإنسان نحو تحقيق أهدافاً عالية لاكتمال حالة الطموح لديه، والأمل به نحيا وعليه نعيش والإنسان بدونه يفقد استمرارية وجوده، لكن أن يكون الأمل رغبة فهذا يعني الموت والتراجع لأن الرغبة هي حالة التمني والتمني يقود إلى الركود، لأن الرغبة قد لا تتحقق ولذلك اقترن الأمل بالعمل، والعمل هو الحركة بالوجود مشروط بالبناء والتقدّم وبالعمل تُبنى المجتمعات، ولذلك اقترن الطموح الذي هو الأمل بالعمل الذي هو البناء والتقدّم والحياة والأفضل، وأكد الشاهر أنه شعار مليء بالمعاني، طموح فيه من الرغبة في التحقق بقدر ما فيه من القدرة على تحقيق فعل على أرض الواقع الذي هو العمل، فإذا تكامل الأمل بالعمل حصل التقدّم والازدهار وانتعشت البلاد وارتقت العباد.
محطة مفصلية
وأشار الشاعر د. نزار بني المرجة إلى أن جماهير شعبنا تتطلع إلى موعد أداء القسم من قبل السيد الرئيس باعتباره محطة مفصلية تأتي بعد عشرة أعوام من الحرب الضروس التي تعرضت لها سورية ولمّا تنته بعد، وقد تمكنت سورية من إنجاز جزءٍ كبير من انتصارها التاريخي على قوى الإرهاب والتكفير والعدوان، وبيّن بني المرجة أن شعبنا ينظر بكل التفاؤل إلى هذه المناسبة التاريخية لأنه يعتبرها بداية إطلاق مرحلة جديدة من العمل الوطني الجاد لتطبيق الشعار الكبير والهام للسيد الرئيس “الأمل بالعمل”، وتنتظر مواصلة خطة مكافحة الفساد التي بدأها السيد الرئيس في مجالات عديدة وصولاً لمرحلة بناء وعطاء حقيقي للوطن يضمن مستقبلاً زاهراً لأبناء شعبنا وتعزيز انتصارات الوطن الناجزة منها والمنتظرة.
بين الأمل والعمل
ويجزم الكاتب د. منيف حميدوش أن أداء القسم من قبل السيد رئيس الجمهورية يقف أمامه العالم باحترام لما يحيط هذا القسم من التفاف شعبي كبير، ولأنه متوَّجٌ بنصر كبير على إرهاب العالم الذي اجتمع لإنهاء سورية ودورها الحضاري والثقافي والتاريخي والسياسي، وهو قسَمٌ سيجعل من سورية محور العالم وهي التي أثبتت ذلك خلال الحرب الكونية على سورية، وهي التي غيَّرت العالم من قطب واحد إلى عالم متعدد الأقطاب، وجاءت سورية لتعيد التوازنات العالمية لصالح الشعوب المظلومة، ولتعلّم العالم درساً في الدفاع عن مقدساتها بفضل تضحيات جيشها البطل الذي باتت تُعلَّم استراتيجياتُه القتالية في الحرب على الإرهاب في الأكاديميات العسكرية العالمية، وبفضل قائدها الذي صبر ووقف شامخاً كقاسيون، صامداً في وجه أقوى ترسانة إرهابية عالمية عسكرية، سياسية، تقنية، إعلامية، اقتصادية، وأوضح حميدوش أن الشعار الذي أطلقه السيد الرئيس “الأمل بالعمل” عنوان لحملته الانتخابية تنبع أهميته من الارتباط الروحي والإيماني والدستوري والاجتماعي والشعبي، وبين هاتين الكلمتين يرتبط الطموح بالإرادة، والنجاح مقرون بالاجتهاد، وفيه النصر تتويجٌ للتضحية، وفيه الحبُّ عنوانٌ للوفاء، والوطن مقرونٌ بالانتماء، والشهادة تاج لمن عشق الشهادة وسار على دربها، فالأمل برأي حميدوش ينطلق من الألم، والأمل هو القوة الدافعة للإنسان إلى العمل والباعثة على السعي والمثابرة والاجتهاد.. سورية موطن النور والشمس والأنبياء والحضارة والتراث، ولم يغب عنها الأمل يوماً ولن يغيب، وكذلك لم يغب عنها العمل يوماً ولن يغيب، وإلا لما كنا حققنا هذه المكانة العالمية سياسياً وتاريخياً وحضارياً وثقافياً، وحتى عسكرياً عندما انتصرت سورية بمكوناتها على الإرهاب.
أمينة عباس