اهتمام كبير بكلمة الرئيس الأسد: شاملة وبرنامج متكامل للمرحلة المقبلة
أبدى العديد من وسائل الإعلام الروسية اهتماماً كبيراً بكلمة السيد الرئيس بشار الأسد بعد أدائه القسم مركّزة على المضامين التي احتوتها الكلمة، ولا سيما في مجال الاستثمار، ومواصلة الحرب ضد الإرهاب وتحرير الأراضي السورية المحتلة من رجس الإرهابيين وداعميهم من القوات الأجنبية، وأوردت بعض الوسائل مقاطع مسهبة من الكلمة، فيما أكد باحثون عرب وروس أن الرئيس الأسد حدّد بكل دقة مهمات المرحلة الجديدة بمواصلة مكافحة الفساد، واعتماد الأساليب والسبل الحديثة للممارسة الاقتصادية بما يرسي أساساً متيناً لبلوغ النجاح في سورية المستقبل، مشيرين إلى أن الكلمة كانت شاملة، استنهض فيها القائد عزيمة أبناء الشعب السوري في كل القطاعات من أجل عمليات البناء والإعمار، والتقدّم بثقة نحو المستقبل.
برنامج متكامل لحل جميع القضايا المطروحة
ففي موسكو، أكد كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية يوري زينين أن كلمة الرئيس الأسد هي برنامج متكامل لحل جميع القضايا المطروحة وتجاوز الصعوبات الناشئة في المرحلة الجديدة من تطوّر سورية، بعد أن صمدت وحققت انتصارات على الإرهابيين ورعاتهم، وأشار إلى أن الرئيس الأسد “قدّم في كلمته تحليلاً لما جرى خلال السنوات العشر الماضية”، موضحاً أن “أعداء سورية، الذين تكبّدوا الهزيمة في الحرب المباشرة ضدها، يركّزون حالياً على الحرب الاقتصادية، ومن هنا تكتسب هذه الكلمة طابعها الموضوعي الملح، ودعوة الرئيس الأسد للمواطنين السوريين لإبداء قوة الإرادة والتصميم من أجل إحياء الاقتصاد وعدم الإذعان للتحريض والوعود الخادعة من قبل الأعداء وضغوطهم بالعقوبات الاقتصادية والمالية وغيرها”، وأكد أن الرئيس الأسد حدّد بكل دقة مهمات المرحلة الجديدة بمواصلة مكافحة الفساد واعتماد الأساليب والسبل الحديثة للممارسة الاقتصادية بما يرسي أساساً متيناً لبلوغ النجاح في سورية المستقبل.
واثق من نفسه وشعبه
من جهته أكد المحلل السياسي نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس السفير أندريه باكلانوف أن الانتخابات الرئاسية في سورية لم تكن مجرد انتخاب رئيس للبلاد فحسب وإنما هي تكريس لثقة الشعب السوري برئيسه، الذي واجه الإرهاب والتحديات التي تتعرّض لها بلاده، وأضاف: “إن كلمة الرئيس الأسد بعد أدائه القسم الدستوري يدل على أنه رجل واثق من نفسه وشعبه، ليس في تحقيق المهمة الصعبة جداً بالانتصار على الإرهاب فحسب، وإنما هو قادر على حل مهام أكثر صعوبة بإنهاء الاحتلالين الأمريكي والتركي ودحرهما من الأراضي السورية”، مشدداً على أن روسيا ستواصل المساعدة في إنجاز هذه المهمة. وأعرب عن ثقته بأن سورية ستتمكن من إعادة إعمار ما دمّرته الحرب من بنى تحتية، اقتصادية واجتماعية، لتخرج من هذه المحنة أشد عزماً من السابق، وتعود لتحتل مكانتها المرموقة في الشرق الأوسط.
ولفت باكلانوف إلى أنه وبعد أن تم تحرير غالبية الأرض السورية من الإرهابيين فإن الصعوبات التي خلقتها السياسة الإمبريالية للولايات المتحدة كعادتها سوف تتم إزالتها، وستبرهن سورية للعالم أجمع بأنها الدولة القادرة على تحدي الضغوطات الخارجية وإفشالها، وستكون مثالاً واقعياً واضحاً للدول الأخرى في الصمود ومقاومة الهيمنة الإمبريالية.
حدّد توجهات سورية للسنوات السبع القادمة
وكانت صحيفة كومسومولسكايا برافدا قالت في موقعها الالكتروني: إن الرئيس الأسد أكد في خطاب القسم وجوب الاستثمار في مجالات الطاقة البديلة، ودعا الذين غادروا وطنهم للعودة إليه معرباً عن الشكر للناخبين على شعورهم بالانتماء إلى وطنهم، فيما قالت قناة روسيا اليوم باللغة الروسية: إن الرئيس الأسد، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ26 من أيار الماضي، أدى القسم الدستوري أمام رئيس وأعضاء مجلس الشعب، وحدد توجهات سورية للسنوات السبع القادمة.
بدوره ذكر موقع فزغلاد أن الرئيس الأسد شكر الشعب السوري على الصمود والبطولة في التغلّب على الصعاب الناجمة عن الحرب الإرهابية على سورية المتواصلة منذ عشر سنوات، فيما ركّز موقع فيستي رو ركز على توجيه الرئيس الأسد التحية إلى الشعب السوري الصامد في وجه الإرهاب، والذي حمى الوطن بدمه، معرباً عن ثقته بالفشل الكامل لخطط أولئك الذين كانوا ينوون تقسيم سورية، ولفت الموقع إلى تأكيد الرئيس الأسد أنه يعتزم تركيز جهوده على إعادة إعمار اقتصاد البلاد وتوجيه الاستثمارات بصورة خاصة إلى قطاع الطاقة البديلة وتطرّق إلى تحرير الأراضي الواقعة حالياً تحت سيطرة الإرهابيين والقوات الأجنبية المحتلة.
من جانبه قال موقع الاستعراض العسكري: إن الرئيس الأسد، الذي أدى القسم الدستوري بالإخلاص للشعب السوري، توجّه إلى الأمة بكلمات أكد فيها أن المهمة الأكثر إلحاحاً اليوم هي الدفاع عن سيادة سورية ووحدتها، مشيراً إلى أنه في سورية تعيش عشرات القوميات وممثلو مختلف الديانات، وأضاف: أن الرئيس الأسد أعاد إلى الأذهان محاولات بعض الدول فرض إرادتها وإملاء شروطها عليها بما في ذلك عن طريق العقوبات، مشدداً على أن الشعب السوري شعب باسل لا ينحني أمام أي عقوبات، ومؤكداً أن سورية ستواصل الحرب ضد الإرهاب حتى النهاية المظفرة.
كما أورد موقع صحيفة ارغومنتي اي فاكتي كلمات الرئيس الأسد، مخاطباً الشعب السوري بالقول: لقد برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني خلال الحرب أن الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب.. فقد أرادوها فوضى تخرق وطننا فكان أن خرج من رحم انتظامكم للدفاع عن الوطن ترياق يبطل زيفانهم ويقوض أهدافهم.
من ناحيتها قالت وكالة ريا فان إن الرئيس الأسد أكد في خطاب القسم أهمية القيم التي يستحيل الاستقرار في أي دولة بدونها، منوهاً بالإنجازات في مجال الأمن التي تم تحقيقها خلال السنوات الأخيرة.