صياد يقيم جنازة لتمساح
أقام صياد من كوستاريكا جنازة مهيبة لتمساح أنقذه من الموت ورعاه ومن أجله هجرته زوجته وظل صديقاً له لا يفترقان لمدة 20 عاماً، وقد بدأت صلته الفريدة مع الوحش المخيف في عام 1989 على ضفاف نهر ريفينتازون، حيث كان يحتضر متأثراً بجراحه بعد إصابته بطلقة في رأسه. ولمدة 6 أشهر، قام شيتو برعاية التمساح المصاب بجروح قاتلة حتى استعاد صحته، وأطعمه حوالي 70 رطلاً من الدجاج والأسماك كل أسبوع وأظهر له الكثير من المودة.
يقول تشيتو: إن التمساح رفض في البداية تناول الطعام، ولكنه بدأ يستجيب له شيئاً فشيئاً بعد أن اطمأن له ووثق به، وشعر أنه يهتم به، في هذا الوقت أدرك الصياد أن التمساح لا يريد الطعام فقط، بل يحتاج للحب لاستعادة إرادة الحياة، لذلك كرس شيتو حياته للعناية بتمساحه المحبوب لدرجة أن زوجته غارت وتضايقت وهجرته لأنه كان ينام بجوار التمساح، ورغم ذلك لم ينزعج وشعر أنه يمكن أن يحصل على زوجة أخرى، لكن هذا المخلوق المسكين لا.
وبعد فترة تعافى التمساح الذي أطلق عليه شيتو لقب بوكو، وأعاده إلى البرية، وأطلقه في نهر بالقرب من منزله، فوجد شيتو صديقه نائماً خارج منزله في صباح اليوم التالي، بعد أن قرر التمساح البقاء مع صديقه البشري.
وأدرك شيتو أن صديقه يمكن تدريبه، وكان يأتي إليه بمجرد أن يناديه باسمه، وفي كل يوم أحد، ولأكثر من 20 سنة كان شيتو يقدم عرضاً فريداً مع صديقه، وكان شيتو يتقاضى دولارين فقط مقابل العروض الأسبوعية، من دون أن يضغط على التمساح لأداء المزيد من العروض، قائلاً: “إنه صديقي. لا أريد أن أعامله مثل العبد، لا أحب أن أستغله”، واجتذبت تلك الصداقة الفريدة ليس فقط السياح وإنما العلماء المشهورين أيضاً.
ولكن في النهاية مات بوكو لأسباب طبيعية بعد ما يقارب 23 عاماً من اصابته القاتلة في رأسه. وتكريماً له، أقام شيتو جنازة حقيقية له تقبل فيها العزاء من الجيران، وغنى للفقيد أغنية الوداع واحتفظ بمخالبه وحنَّطه ووضعه بجواره في منزله.