مفكرون عرب لـ “البعث”: خطاب القسم برنامج عمل متكامل
البعث – سنان حسن:
مازال خطاب الرئيس بشار الأسد بعد أداءه اليمين الدستورية يحظى باهتمام كبير من المفكرين العرب، الذين أكدوا في حديث لـ البعث أنه تضمن برنامج عمل كامل للمرحلة القادمة، من استثمار وانتاج وبناء ومكافحة فساد ومصالحة وغيرها من القضايا التي تهم المجتمع السوري في فترة بعد الحرب على الإرهاب، كما أن الرئيس الأسد أعاد التأكيد على ثوابت سورية القومية.
الإعلامي والمحلل السياسي عدنان نقول “الأرجنتين” قال: إن أول ما يلفت الانتباه في أداء القسم هو دقة التنظيم ومراسم الاحتفال وذلك بحضور ممثلي كل فئات وقطاعات الشعب السوري، الذي قال في يوم الانتخابات 26 أيار الماضي نعم لإعادة البناء والإعمار، وعودة سورية بلد الأمن والأمان والسلام، وخيار المقاومة الشعبية لتحرير الأرض والإنسان، بعد 10 سنوات عجاف جرى فيها تدمير مقدرات الشعب السوري على يد الإرهاب الدولي العابر للحدود المدعوم من قوى الاستعمار الغربي والأطلسي، وأضاف: أما في الخطوط العامة لمضمون الخطاب فيمكن لنا التوقف عند الأمور التالية بداية أن تجانس الشعب السوري وتنوعه هو مصدر قوة وليس ضعف، وخاصة إذا ارتبط هذا التنوع الثقافي والحضاري والمجتمعي بالوعي والثقافة والتربية الوطنية الحقة والاحترام، وفي الأمر الثاني إعادة تصويب وتصحيح الكثير من التعابير والمفاهيم والمصطلحات التي استخدمت في الحرب الكونية ضد سورية، والتي تمت صياغتها في غرف الإعلام الغربي ومراكز البحوث الاستخبارتية، في إطار الحرب النفسية والإعلامية، لتضليل الرأي العام السوري، والتأثير على سلوكه وإرادته وانتماءه الوطني والقومي معاً، والأمر الثالث هو إعلان انتصار سورية على المشروع الأمريكي الصهيوني وأن رهان سقوط الدولة السورية ولّى إلى غير رجعة، ومن انتصر عسكرياً يستطيع أن ينتصر اقتصادياً وذلك بالاعتماد على الذات والأصدقاء وإرادة السوريين ومواهبهم الخلاقة في الداخل والخارج، وأشار إلى أن عملية إعادة الإعمار لن تنتظر رفع العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، وزيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي دمشق هي رسالة تحدي سورية صينية على طريق شعار اقتران الأمل بالعمل، والأمر الرابع أن دمشق قلب العروبة النابض هكذا كانت في الماضي وستبقى دائماً مصدر فخر واعتزاز وكرامة لشعبها وأمتها العربية وقضاياها التحريرية العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين، وان عودة سورية بهذه القوة لتكون جزءا من محيطها العربي والإقليمي رسالة واضحة لتركيا و”إسرائيل” في إن التراب السوري مقدس وعودة الأراضي السورية المحتلة قراراً لا رجعة فيه مهما بلغت التضحيات. والأمر الخامس والأخير يتعلق بشخصية الرئيس الأسد في خطاب القسم التي تحلت بالأريحية والشفافية والصلابة والشجاعة والمعرفة في تقديم برنامج عمل كامل يجسد طموحات الشعب العربي السوري وشعار حملته الانتخابية، وشدد على أنه قائد عربي مقاوم ومفكر سياسي من الطراز الأول في جميع مقارباته الوطنية القومية والدولية.
بدوره المهندس علي الهادي عضو المكتب السياسي السابق للحزب الناصري في “مصر” قال: الرئيس بشار الأسد أعاد في خطاب القسم التأكيد على الثوابت السياسية السورية التي خطها الرئيس المؤسس حافظ الأسد، من عروبة سورية وخيارها المقاوم والممانع، وأضاف: أن الرئيس الأسد وضع استشراق لمستقبل سورية وآلية بنائها بطريقة عصرية وحديثة وهذا عكس ما كان يتوقعه الغرب الذي كان يتوقع خطاب تراجع وتنازل، ولكن كما ذكرت كان خطاباً أكد على الثوابت القومية التي حماها الجيش العربي السوري طوال عشرة سنوات من الحرب الإرهابية، وبين أننا كناصريين وقوميين عرب كنا نحتاج لتأكيد الرئيس الأسد على موضوع الوحدة العربية ومركزية العروبة وأهميتها، فالمشروع القومي العربي هو الحل الأساس، وثمن الاستسلام، كما قال الرئيس الأسد، يفوق بعشرات المرات ثمن الصمود والمقاومة، فالحل الوحيد هو مقاومة المخططات الصهيوأمريكية لتفتيت المنطقة، وأن وحدتنا هي السبيل لكي يكون لنا مكان في العالم نقرر فيه مصيره ومصيرنا.