تحذير من أزمة رغيف بسبب فقدان المازوت.. والمستشفيات اللبنانية تستغيث
حذّر إتحاد المخابز والأفران في لبنان من “أزمة رغيف” اعتباراً من الأسبوع المقبل، بسبب فقدان مادة المازوت، إذ ستضطر بعض الأفران للتوقّف عن العمل بعد نفاد احتياط المازوت لديها.
وقال الاتحاد في بيان صحفي: “مديرية النفط سلمت يوم الإثنين كمية من هذه المادة لا تكفي لأكثر من أسبوع، ولكن خلال عطلة عيد الأضحى لم تسلم أي كمية، في حين أعلنت مديرية النفط نفاد هذه المادة لديها، علما بأن مادة المازوت متوفرة في السوق السوداء بسعر 140 ألف ليرة للصفيحة الواحدة”. وسأل: “ما العمل وكيف ستؤمن الأفران والمخابز الرغيف للمواطنين؟ هل تتحمّل الأفران أسعار السوق السوداء؟ الرغيف خط أحمر والكل يعلم ذلك، فلا تحمّلوا الأفران هذه المسؤولية”، داعياً إلى “تأمين المازوت للأفران قبل الاثنين، لأن الاحتياطي المخزن لدى العديد من الأفران والمخابز، شارف على الانتهاء، ولن تتمكن الأسبوع المقبل من الإنتاج وستضطر للتوقف”. وأضاف: “تلقى الاتحاد اتصالات من عدد من أصحاب الأفران، شكوا أسعار السوق السوداء. لذلك يدعو الاتحاد جميع المخابز والأفران إلى عدم شراء المازوت بسعر السوق السوداء، لعدم تشجيع هذه السوق في ظل الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد”.
وصعدت أسعار الوقود المباع في السوق اللبنانية الأسبوع الماضي، بنسبة وصلت إلى 20.4 بالمئة اعتبارا من الأربعاء، مقارنة بنظيرتها المعلنة خلال الأسبوع الذي قبله، وسط تدهور في سعر صرف العملة المحلية (الليرة)، وهي قفزة عمّقت معاناة اللبنانيين الذين يعيشون منذ أكثر من سنتين على وقع أسوأ أزمة اقتصادية لم تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية (1975-1990). ويعاني لبنان في الأسابيع الأخيرة شحاً في الوقود، ما تسبب بإغلاق معظم المحطات، فيما تشهد البقية طوابير انتظار طويلة.
كما وجهت نقابة المستشفيات اللبنانية، اليوم الخميس، استغاثة بعد أن أصبحت حياة المرضى في المستشفيات مهددة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وقالت في بيان: “مشكلة كبيرة تواجه القطاع، إذ يتعذّر على المستشفيات الحصول على مادة المازوت لتشغيل المولدات، في ظل انقطاع الكهرباء مدة لا تقل عن 20 ساعة في اليوم”.
وحذرت النقابة في بيانها من أن “عدداً من المستشفيات مهدد بنفاد هذه المادة خلال ساعات، مما سوف يعرض حياة المرضى للخطر”، وطالبت النقابة المسؤولين “بالعمل فوراً على حل هذه المشكلة تجنبا لكارثة صحية محتّمة”.
وتسبب نقص الوقود في انقطاع الكهرباء لفترة طويلة وزيادة الاعتماد على المولدات الخاصة التي تستخدم المازوت.
وأقفلت معظم الصيدليات أبوابها في لبنان، يوم الجمعة 9 تموز، احتجاجاً على تفاقم أزمة فقدان الأدوية في البلاد، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على الصيادلة وتحكم مافيات الدواء في مصير المواطنين، وتجاهل الجهات المسؤولة الانهيار الحاصل في الأمن الدوائي.
كما أعلنت نقابة مستوردي الأدوية اللبنانية نفاد مخزون عدد كبير من الأدوية الأساسية، محذرة خطورة نفاد مخزون عدد أكبر بعد توقف عملية الاستيراد بشكل شبه كامل منذ أكثر من شهر، بسبب تراكم المستحقات لصالح الشركات المصدرة والتي فاقت قيمتها 600 مليون دولار.
يذكر أن لبنان يشهد منذ تشرين ثاني عام 2019 أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية وربما إحدى أشد ثلاث أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير البنك الدولي في حزيران الماضي. وتفاقم نقص الوقود والسلع الأساسية الأخرى في الشهر الماضي.
وتجسدت أزمة لبنان في شح العملة غلاء المعيشة ما وضع نصف السكان تحت خط الفقر، ومؤخراً أوقفت السلطات اللبنانية دعم المواد الأساسية في محاولة لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية.