سارقو الفرح !!
لم تنتظر الأسواق وصول الزيادة الأخيرة لذوي الدخل المحدود حتى اشتعلت وهبت، لتطال كل شيء بما فيها أجور النقل التي تضاعفت على خلفية رفع سعر ليتر المازوت إلى خمسمئة ليرة، ليبدو الأمر وكأننا في سباق مع الزمن، ومن يستطيع أن “يهبش” أكثر – إن صح التعبير – بحجج ومبررات لا تنتهي!!
ولعل هذا النوع من التعاطي مع المنح وزيادات الرواتب، وما تشهده من ارتدادات وارتجاجات وخضات، ليس بجديد، ولن يكون الأخير بل هو مشهد سوريالي يتكرر كل مرة حتى أصبح معتادا أمام التراخي – إن لم نقل العجز – في ضبط “النفوس الأمارة بالسوء” التي لا تعرف ولا تريد ولا تجد من يضع لها حداً مع الأسف!!
وبتقديرنا، لم يعد مقبولاً، وليس من الجائز أبداً، التغاضي عمن يتعرضون لحقوق ومكتسبات الناس وإفراغ السياسات التي تعمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطن وضمان إيصال الدعم لمستحقيه، ولابد من اعتباره خطاً أحمر يرتقي لمستوى الجريمة التي لا يصح ولا يجوز السكوت عنها وتعرض المتطاولين والمتلاعبين لأشد العقوبات وأقساها.
وهذا لن يكون إلا بتقوية “عصا القانون” ولجم المتنفذين المتعدين على قوت الناس الذين يتفنون ويراوغون لتضييع المساعي والجهود التي تبذل على أعلى المستويات لتحسين الأحوال والتخفيف من أعباء وتداعيات الحرب القذرة التي تمارس على السوريين.
لقد استقبلت الشرائح التي استهدفتها زيادة السيد الرئيس بشار الأسد الأخيرة من العاملين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين بكثير من الفرح، ويدهم على قلبهم خشية أن تسرق منهم وتختطف، وللأسف هذا ما كان وسط دهشة الجميع!!
إننا نعتقد أن الدولة بمؤسساتها لن تعدم الوسيلة ولا الطريقة التي تحفظ حقوق مواطنيها الذين حموا الدولة بمكوناتها بكل ما لديهم من قوة، ولا شك أنها قادرة أن تضع حداً لسارقي الفرح سيما أننا بدأنا عهداً جديداً عنوانه الأمل بالعمل!!