دراساتصحيفة البعث

حرب ترامب على المهاجرين

ترجمة: هيفاء علي
عن لو غراند سوار 16/12/2018

هناك ما يقرب من 15000 طفل مهاجر، وهم محتجزون في شبكة من مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتخطط الحكومة لتوظيف المزيد من الموظفين، وزيادة عدد الأسرّة لاستيعاب المزيد من المراهقين، إذ يسجن هؤلاء الأطفال في أكثر من 100 موقع، ومن بين أكثر مراكز الاحتجاز سيئة السمعة، هناك مخيم “تورنيلو” بولاية تكساس على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث يحتجز حوالي 2,800 طفل في الصحراء.
تم احتجاز الأطفال في “تورنيلو” على مدى 50 يوماً قبل نقلهم إلى عهدة الجهات الراعية، وغالباً ما يكونون من أفراد الأسر التي تعيش في الولايات المتحدة، والتي سوف تأخذ الرعاية للطفل حتى يتم البت في وضعه من قبل قاضي الهجرة، يصل المعتقلون الجدد إلى المخيم بشكل أسرع من تسليمهم إلى رعاتهم الجدد.
الأوضاع في مراكز الاحتجاز مؤلمة وبائسة، حيث إن الأطفال كانوا ضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وجزء كبير منهم ذكور من أمريكا الوسطى دخلوا الولايات المتحدة دون آباء، ويأملون الحصول على اللجوء هرباً من الفقر، وعنف العصابات في بلدانهم الأصلية.
بدأ سكان هذه المخيمات بالتزايد بعدما نفذت إدارة ترامب سياسة تقتضي أخذ بصمات أي شخص يعيش مع الرعاة المحتملين للطفل، وخضوعه لفحص السجل الجنائي، ما تسبب في تخوف الرعاة المحتملين من خطر الاعتقال، أو احتمال ترحيلهم إلى أفراد آخرين من أسرهم، وقد ألقي القبض على ما لا يقل عن 41 من أفراد الأسرة والأقارب لترحيلهم في عام 2018 بعد محاولة رعاية طفل معتقل.
كما كثّفت إدارة ترامب هجماتها على المهاجرين من خلال الاعتقالات الجماعية في أماكن العمل من قبل عناصر الهجرة والجمارك، وزادت عمليات الاعتقال هذه بأكثر من 640 في المئة، من 311 في عام 2017 إلى 2304 في عام 2018، وأطلق ضباط الأمن المحلي 300 تحقيق آخر في مكان العمل في عام 2018، ووقعت واحدة من أكبر الغارات المصحوبة بمروحيات، والتي كانت أشبه بعملية عسكرية في شمال ولاية اوهايو في تموز الماضي، ما أسفر عن تدمير المخيمات، وتحطيم حياة المهجّرين.
في ظل الأزمة السياسية والصراع في قلب جهاز الدولة، يسعى ترامب إلى استخدام قضية الهجرة لتطوير قاعدة فاشية داخل الجيش، وجهاز الشرطة، كنداء من أجل القومية المتطرفة، وكراهية الأجانب.
وكان ترامب هدد مؤخراً باستخدام الجيش لبناء “جدار حدودي” بين الولايات المتحدة والمكسيك، وقال في تغريدة له: “إذا لم يعطنا الديمقراطيون الأصوات لتأمين بلادنا، فإن القوات المسلحة سوف تبني الأجزاء المتبقية من الجدار، إنهم يعرفون كم هو مهم!”.
وقد نشر ترامب بالفعل الآلاف من القوات في الخدمة الفعلية على الحدود لمساعدة دائرة الجمارك، وحماية الحدود، بما في ذلك تعزيز المعابر الحدودية، واستخدام الأسلاك الشائكة، إن ما تم تصويره على أنه عملية عسكرية محدودة ومؤقتة تهدف إلى مواجهة طالبي اللجوء من قوافل أمريكا الوسطى، قد أصبح عملاً رائجاً في الولايات المتحدة.
وبدلاً من معارضة عدوان ترامب المتنامي ضد المهاجرين، وتزايد القيود على طالبي اللجوء، تأرجح الحزب الديمقراطي بين الصمت ومطالبة ترامب بالاتفاق معه، وحتى في انتخابات التجديد النصفي، حاول الديمقراطيون تجنب مناقشة قضية الهجرة، قائلين إنها تشتيت للانتباه.
لقد تم الكشف بشكل كامل عن الصفقة المبرمة بين الحزب الديمقراطي وترامب حول قضية الهجرة مؤخراً في اجتماع عام في البيت الأبيض مع رئيسة الكونغرس الديمقراطية نانسي بيلوسي، وزعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وبينما أصر ترامب بشدة على أنه قد يشل الحكومة إذا لم يحصل على تمويل كامل لبناء الجدار، قالت بيلوسي وشومر إنهما كانتا حريصتين على العمل مع ترامب لتمويل “أمن الحدود” المعزز للبلاد.