أستراليا تتجه لفرض عزل عام أطول بعد زيادة تفشي كورونا
سجلت ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية ثاني أعلى زيادة يومية هذا العام في الإصابات بفيروس كورونا، وسط مخاوف من حدوث موجة إصابات جديدة، بعد مشاركة الآلاف في احتجاجات ضد العزل العام، فيما أفادت صحيفة “الغارديان” بأن تصريحات وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، المتعافي من كورونا، الذي حث البريطانيين على عدم “التذمر” خوفاً من كورونا، أثارت استياء في المجتمع البريطاني.
وقالت جلاديس بيرجيكليان، رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، التي تعتبر أكثر ولايات أستراليا سكاناً، للصحفيين: “فيما يتعلق باحتجاجات أمس يمكنني أن أقول عن مدى شعوري بالاستياء منها.. أتمنى ألا تكون انتكاسة، لكنها قد تكون كذلك”.
وتم تسجيل 141 إصابة بكوفيد-19 نزولا من 163 إصابة في اليوم السابق. وتزيد سلالة “دلتا” شديدة العدوى من هذا التفشي الذي بدأ في تموز وأصاب الآن 2081 شخصاً في نيو ساوث ويلز.
من جهته قال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، الذي يواجه انتقادات بسبب بطء حملة التطعيم، إن “توفير المزيد من إمدادات اللقاح لن يضمن خروج نيو ساوث ويلز من العزل العام، لكن المطلوب هو تطبيق عزل عام فعال ويتم تنفيذه بشكل صحيح”. وأضاف في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون: ” دعوني أكون واضحاً، ليس هناك بديل عن العزل العام في نيو ساوث ويلز للسيطرة على هذا. لا توجد رصاصة سحرية أخرى ستفعل ذلك”. ووصف الاحتجاجات المناهضة للعزل العام في سيدني بأنها “متهورة وانهزامية”.
وعلى الرغم من إلقاء بيرجيكليان وزعماء آخرين في الولاية باللوم على المسؤولين في العاصمة الأسترالية كانبيرا في بطء حملة التطعيم، قال منتقدون: إن ولاية نيو ساوث ويلز نفسها لم تنفذ أوامر البقاء في المنزل مما أدى إلى تسرب سلالة دلتا إلى ولايات أخرى.
في الأثناء أثارت تصريحات وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، الذي حث البريطانيين على عدم “التذمر” خوفاً من كورونا، استياء في المجتمع البريطاني.
وأعلن جاويد، أمس السبت، أنه “قد تعافى بالكامل” من فيروس كورونا بعد إصابته به منذ 8 أيام. ودعا الناس إلى تلقي اللقاح المضاد لكورونا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه من الضروري أن “نتعلم كيف نتعايش مع هذا الفيروس، وألا نتذمر خوفا منه”.
واعتبر المجتمع البريطاني، وخاصة منظمة “كوفيد 19- العائلات الثكلى من أجل العدالة”، التي توحّد الناس الذي فقدوا أقربائهم بسبب كورونا، تصريحا الوزير غير لائقة.
وجاء في تغريدة هذه المنظمة على تويتر: “إنها (تصريحات جاويد) ليس فقط تؤذي عائلات المتوفين، مما يعني أن أقربائنا كانوا جبناء للغاية في محاربة الفيروس، لكنها أيضا تهين كل شخص لا يزال يبذل قصارى جهده لحماية الآخرين من الضرر الذي يمكن أن يسببه هذا الفيروس الرهيب”.
ونقلت “الغارديان” عن تصريح لنائب البرلمان البريطاني، ديفيد لامي، ذكر فيه أن 129 ألف بريطاني لقوا مصرعهم بسبب الفيروس، داعيا إلى “عدم إهانة الناس الذين يحاولون الحفاظ على سلامتهم وسلامة أسرهم”.
من جانبه وصفت منيرة ويلسون، المتحدثة باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي لشؤون الصحة، كلمات الوزير جاويد بأنها شائنة، معتبرة أن الوزير يجب أن يعتذر عن هذه الكلمات، إذ أنها أهانت “كل رجل وامرأة وطفل يتبعون القواعد ويبقون في منازلهم من أجل حماية الآخرين”.
وتم تعيين ساجد جاويد بمنصب وزير الصحة البريطاني في حزيران الماضي، بدلاً من مات هانكوك الذي استقال من منصبه بسبب الفضيحة حول علاقته بمساعدته.
وأعلن هانكوك (42 عاماً)، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، عن استقالته في 26 حزيران الماضي بعد أن نشرت صحيفة “Sun” صورة له مع مساعدته (43 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال وزوجة المليونير أوليفر تريس جينا كولادانجيلو، وهما يتعانقان ويقبلان بعضهم البعض في أحد مباني وزارة الصحة.