“حروف من حقد.. من عنصرية التلمود إلى عنصرية التعليم” كتاب يفضح الحقد الصهيوني على العرب
دمشق – ملده شويكاني:
“قالت: لقد سرقوا القمر، قال: من …؟ قالت العرب…ضرب الأمير الأرض برمحه… وردد مع نفسه لابأس… قالت: ماذا ستفعل؟ قال: انتظريني الليلة، سأعود بالحلم الجميل…”، قصة الأميرة والقمر التي وردت ضمن صفحات كتاب “حروف من حقد.. من عنصرية التلمود إلى عنصرية التعليم” للكاتب أسامة رجا عرابي، الصادر عن مؤسسة القدس الدولية – سورية، هي قصة تشويه صورة العربي وجعله قاتلاً، وهي غيض من فيض القصص التي تشوه صورة العرب، وقد قدمها الكاتب ليظهر صوراً من قلب الحقائق وإظهار ظُلم اليهودي من قبل العربي والعكس الصحيح، وفي محور آخر يوضح نشأة الصهيوني القائمة على العلم للتأثير على العالم من خلال خوض الكاتب منظومة التربية والتعليم في الكيان الصهيوني، وأنماط من “أدب الأطفال” الصهيوني ومحاور أخرى، كما يظهر دور الحاخامات في شخصية اليهودي، محاور صاغها عرابي باندماج بين السرد والتوثيق إضافة إلى التراجم في الهوامش، وقد تم توقيع الكتاب الذي سيقف في وجه التطبيع في ندوة حوارية بين الكاتب والباحث ميسر سهيل في المركز الثقافي العربي في – أبو رمانة – بحضور كبير.
الدكتور خلف المفتاح المدير العام لمؤسسة القدس الدولية قدم الكتاب، وركز على أهم النقاط التي يجب الانتباه إليها والتي تناولها الكاتب، متوقفاً عند بعض المحاور، وفي حديثه الخاص مع البعث أوضح بأن الكتاب يقدم صورة عن كيفية تصنيع الشخصية اليهودية من خلال منهج تربوي سواء بالمواصفات العاطفية الانفعالية أو بالمواصفات الفكرية والعقلية، فنحن إزاء منهاج تربوي يخدم الفكر الصهيوني، يصنع الأدوات التي تساهم في تحقيق مشروعه، ما يعطينا انطباعاً بأن التربية هي المصنع الأول لإنجاح أي مشروع، ومن هنا يأتي التركيز على أهمية المنهاج الذي استطاع أن يصهر مجموعات قادمة من عشرات الدول ويخلق خلال سنوات قليلة الشخصية الصهيونية وما يسمى بالشعب اليهودي، ونقرأ في الكتاب العناصر التي يعتمد عليها هذا المنهاج عبر العقيدة الدينية التوراة ومانسب لهم عبر مقولات التناخ، والإشارة إلى الزعماء التاريخيين للحركة الصهيونية، ومن خلال مسألتين: أنهم لا ينسون عدوهم، ولا يغفرون لمن ساهم برأيهم بإلحاق الدمار بالهيكل والأذى للشعب اليهودي” وهذا يظهر جانب الحقد والثبات لديهم في إطار العقيدة.
والمسألة الثانية بأن كل من يتحدث عن التطبيع هو واهم، لأن من يقرأ الكتاب يزداد قناعة بأن الصهيوني كاره وحاقد للعرب بل يحتقر العرب والمسلمين ويعدهم لصوصاً ومتخلفين وسارقي تاريخ وأعداء له إذن توجد بنية احتقارية للعرب والمسلمين وأبناء فلسطين، ففكرة المصالحة معه مستحيلة ، وهذا يوضح بأن التطبيع مجرد كذبة هو تركيع أو تتبيع، وبرأيي سيقف هذا الكتاب في وجه التطبيع.
وتابع د. المفتاح عن أمر آخر أن هذا الكيان رغم كل ما نعرفه من مساندات دولية ومؤامرة، إلا أنه يعتمد على العلم منذ ما قبل الكيان بدليل أنه بعد الانتداب البريطاني على فلسطين أفسح المجال لبناء مرتكزات أساسية لهذا الكيان قبل أن يولد، فأنشؤوا الجامعة العبرية عام 1924، وبعدها ” التكنيون” أهم معهد بالمجال التقاني والمعرفي والعلمي، فتحولت إسرائيل من كيان عنصري إلى حاجة ضرورية للعالم.
ليخلص د.المفتاح إلى ضرورة الحفاظ على تاريخنا من التشويه ولا نصوب عليه ما يخدم العدو ونعتز برموزنا.
وبعد التقديم نوّه ميسر سهيل بأن الهدف من الندوة ليس معرفة مضمون الكتاب وإنما التنبيهات إلى إشارات لنقرأ الكتاب مشيراً إلى أنَّ “موضوع الكتاب هو يقظة، تسلّط الضوء على ما يعدّه العدو الصهيوني من طاقات بشرية مشحونة بالحقد على آخر قطرة دم في شرايين العرب، ويتمّ هذا الإعداد الإجرامي بالاعتماد على العلم والبحث العلمي، من خلال وسائل التعليم وغيرها من المؤسسات الدينية التي تغرس أعماق جذور الكراهية للعرب، وأقصى حدود الرغبة بالقتل والانتقام وضرورة السيطرة والإقصاء والتهجير”
بعد ذلك استعرض الكاتب أسامة عرابي الكتاب بإضاءة سريعة حول فصوله السبعة، لافتاً إلى أنَّ الكيان الصهيوني يبذل مجهوداً كبيراً في سبيل زرع أفكاره ومعتقداته في النشء الصهيوني؛ بدءاً من رياض الأطفال وصولاً إلى الجامعة، مجنداً لذلك الوسائل المادية والإعلامية والأدبية والفنية كلها؛ فالأدب بالنسبة لقادة الكيان سلاح لا يقل أهمية وخطورة عن الأسلحة الأخرى السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ لأنَّ الأدب الصهيوني جزءٌ أساسي من أيديولوجيا تهويد المعرفة، وهذا الأدب الموجه للطفل داخل الكيان الصهيوني؛ هو أدب معفى من الرقابة، وكرست له دور النشر والمطابع وشركات التوزيع والدعاية، ويباع بأسعار زهيدة جداً، وفي معظم الأحيان يوزع مجاناً، وقد درست موضوعاته بعناية فائقة…”.
وأكد عرابي أنَّ “أدب الأطفال يمتاز بأهمية كبيرة؛ إذ يعدّ من أهم أنواع الأدب؛ لأنَّه يوجه النشء وهو في مرحلة التكوين الفكري، وهذه المرحلة التي تتحدد فيها المعالم الرئيسة لشخصيته طبقاً لما يكتسبه من مفاهيم المجتمع وعاداته وتقاليده وقيمه ومبادئه..”.
كما تطرّق إلى بعض النماذج التي تدرس في المرحلة الابتدائية؛ فهناك كثير من النصوص التي تصور العرب بصور سلبية؛ ففي غالبية كتب التدريس الصهيونية لا يزال اليهودي يوصف بأنَّه “جالب الحضارة” والعربي هو “البدائي والمتخلف”.
وبعد الندوة تم توقيع الكتاب وتوزيعه مجاناً على الحاضرين.