جدل “كهربائي” في المدينة الجامعية.. المدير ينعم بالطاقة والطلبة يعانون مرارة التقنين!
دمشق ـ لينا عدره
أثار قطع الكهرباء لساعاتٍ طويلةٍ وبشكلٍ عشوائيٍ حفيظة الطلبة القاطنين في مدينة الشهيد باسل الأسد الجامعية، ما فتح باب الجدل بين إدارة المدينة والطلاب الذين وصفوا واقع الكهرباء بأسوأ ما يمكن تخيله، خاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية، لتزامن القطع المتواصل مع التحضير للامتحانات والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، حسب ما جاء في الشكوى التي تقدم بها الطلاب لـ “البعث” أملوا فيها مراعاة ظروفهم وأوضاعهم على الأقل خلال هذه الفترة، وسط استعداد للتغاضي عن سوء ما تبقى من خدمات، كالحاجة إلى الترميم أو الصيانة، وحتى الغاز غير المتوفر منذ أكثر من أربعة أشهر.
ولا يخفي الطلاب في شكواهم شعورهم بالاستفزاز جراء توفر الكهرباء على مدار 24ساعة في إدارة مبنى المدينة، وعدم قطعها عن سكن مدير المدينة المقيم في وحدة فيها خطين كهربائيين، ويتنعم ببرودة أربعة أجهزة تكييف، بينما يعانون هم، خاصةً في ساعات الليل، من القطع المتواصل، حيث تكتفي إدارة المدينة بتشغيل المولدات لساعتين كحدٍ أقصى، على حد قولهم، متسائلين عن حقهم في المخصصات العائدة لتلك المولدات.؟
وبالمقابل، أوضح مضر العجي، مدير المدينة الجامعية، أن إدارته بذلت جهوداً بالتعاون والتنسيق مع وزارة الكهرباء للحيلولة دون قطع الكهرباء بدءاً من الساعة الثامنة مساء إلى الثانية ليلاً، مؤكداً أن المولدات تعمل في حال تم قطع الكهرباء في هذا التوقيت، ولمدة ست ساعات من أصل 24 ساعة ضمن الإمكانيات المتاحة، وليس كما ادعى البعض ساعتين فقط، هو أي العجمي “مسؤول عن كلامه”..!.
وفي الوقت الذي قدم فيه العجمي مبررات حول عدم قطع الكهرباء عن مبنى الإدارة، من قبيل أنه مبنى رسمي، وليس من المنطق قطع الكهرباء عنه لإيصالها للوحدات السكنية بسبب الحاجة لتسيير شؤون الطلاب، فهناك كاميرات ومقسم ومكتب مراقب الدوام والباب الرئيسي، إضافة إلى ارتباط المبنى بالتعليم المفتوح من الجهة الأخرى..إلخ، لم تخل نبرته من الانفعالية المشحونة بتهجم على الطلاب بقوله: هل الطلاب خارج المدينة لديهم مولدات.؟ ألا يوجد تقنين هناك؟ ليستطرد ويتجرأ بهجوم لا نعرف مقصده بقوله جرفياً: (المواطن بيقول ليش ليكون في كهربا في مبنى جريدة ما، حتى يكتب الصحفي كلمتين شو ما كان؟.. ليش أصلاً مين عم يقرا جرايد؟)…!
ربما قصد العجمي من وراء تهجمه غير المنطقي على الإعلام، ليغطي على توافر الكهرباء في محل إقامته، إذ أوضح العجي أن هناك خطي كهرباء في المدينة: خط يغذي كتلة من الوحدات، وآخر يغطي كتلة أخرى ولكن حجم الضغط عليه قليل، ما مكن إدارة المدينة – بالتعاون مع وزارة الكهرباء -من تخفيف التقنين على الخط الأخير، وهو ضمن الوحدة السكنية التي يقيم فيها العجمي، مستدركاً بأنه قد يضطر أحياناً لمتابعة بعض الأمور المتعلقة بالعمل، وهنا يحرص فقط على إضاءة غرفة مكتبه حيث يقيم، وليس كل المنزل، مؤكداً أن الكلام عن عدم قطع الكهرباء عن مكان سكنه غير صحيح لأنها تنقطع في أوقات التقنين، كما أن كميات المحروقات تتفاوت من شهر لشهر حسب واقع شركة المحروقات وتوفر المادة، فعلى سبيل المثال، قد تطلب إدارة المدينة 150 ألف ليتر ولا تحصل إلا على 80 ألف ليتر ما يضطر الإدارة لى إدارة العملية وفق ما يصلها، وتقسيم الكميات على ساعات التشغيل التي لا تقل يومياً عن ست ساعات ليلاً حسب ما أكده العجمي.
وفي سياق الحديث عن الترميم بين العجمي أن فروقات الأسعار هي العائق الأكبر، وقد صدر في وقتٍ سابق قرار مجلس جامعة دمشق بتخصيص مليار ليرة لترميم حمامات الوحدتين 12 و13، ولكن فروقات الأسعار والتضخم أخَّر الإجراء ما أعادنا إلى النقطة الأولى.
وفيما يتعلق بتأمين مادة الغاز أكد العجمي أن إدارة المدينة أنهت كل الإجراءات اللازمة لجهة عدم توفر الغاز في المدينة الجامعية، وأن الأمر حالياً بعهدة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك..!