الاشتغال على التصدير!!
طالما نادينا بضرورة رص صفوف قطاع أعمالنا الممثل باتحاداته وأن يكون الهدف الأساسي له هو الإنتاج أولاً وأخيراً، لا أن يغني كل على ليلاه، وبما يخدم مصالحه إذ يمكن أن يستفيد الكل في حال تم اعتماد العمل على مبدأ “إن البعض للكل والكل للبعض”.
اليوم ثمة بارقة أمل يعوّل عليها بهذا الاتجاه، إذ يجتهد المكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب في سورية على توطيد الأواصر بين أطياف القطاع الخاص ممثلاً بغرفه، وما تشكيلة مجلس إدارة المكتب إلا الدليل على ذلك، ويمكن اعتباره خطوة باتجاه التعاون مع اتحادات غرف الصناعة والتجارة والزراعة.
بات التعويل على هذا المكتب كبيراً لجهة وضع صيغة عمل توافقية بين الاتحادات بحيث يكون توجهه الرئيسي على استيراد المواد الأساسية التي ليس لها نظير محلي، إضافة إلى مستلزمات الإنتاج وبالتنسيق هنا مع اتحاد غرف الصناعة، ليصار في نهاية المطاف الاشتغال على التصدير عبر فتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية بعد اكتفاء السوق المحلي.
أما دور الحكومة ممثلة بوزاراتها المعنية هنا فهو إشرافي يتمثل بضبط إيقاع العمل والتنسيق بين رواد ومفاصل قطاع الأعمال، كون المشهد العام أمام الحكومة يفترض أن يكون واضحاً من خلال ما يرد إليها من مؤشرات وبيانات تعكس مدى نشاط وتقدم أو تراجع أداء أي من هذه الاتحادات. وبالتالي تستطيع التدخل وفق مقتضيات الحالة أو الموقف المعيق لأي نشاط تجاري أو استثماري، إما من خلال تشريع معين أو دعم لوجستي أو غير ذلك من أدوات التدخل لضبط سير العمل والتناغم بين اتحادات قطاع أعمالنا.
لن نعود إلى الوراء لنتحدث عما جرى من خلافات حول قضية استيراد الألبسة الجاهزة منذ حوالى سبع سنوات، ولنبدأ من اليوم ونحن نشهد معرض “صنع في سورية” للبيع المباشر المقام حالياً في بغداد، والذي يشكل منصة حقيقية لتلاقي رجال أعمالنا مع نظرائهم العراقيين، وما قد يتمخض عنه من عقود تجارية وصفقات استثمارية.. ولنجعل من هذا المعرض فاتحة خير للتلاقي ورص الصفوف وتحديد الأهداف الرامية للإنتاج والتصدير، فبذلك نكون بالفعل قد بدأنا الخطو في رحلة تصويب مسارات العمل الاقتصادي الحقيقي.
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com