في نهائي بطولة المحافظات لناشئي كرة القدم.. تزوير وإقامة في الهواء الطلق
اختتمت أمس الأول منافسات الدور النهائي لبطولة القطر لفئة الناشئين بكرة القدم الذي جمع محافظات: حماة والرقة والحسكة ودمشق، وكغيرها من البطولات للفئات العمرية، فقد عانى اللاعبون من سوء الإقامة، حيث نزلت الفرق بفندق الرياضيين في مدينة الفيحاء الذي يقع تحت مدرج مسبح السيدات، ووصف اللاعبون الإقامة بالسيئة جداً، والإطعام بالهزيل، فلا كهرباء ولا لدات للإضاءة، ولا ماء بارد، فافترش اللاعبون الأماكن المفتوحة و(البرندات) بحثاً عن الضوء والهواء، وبالمحصلة العامة الإقامة في هذا الفندق لا تصلح للبشر!.
ولمعرفة حقيقة الموضوع اتصلت (البعث) بالمدير الفني في اتحاد كرة القدم مهند الفقير الذي أوضح أنه لا علاقة لاتحاد الكرة بموضوع استضافة البطولة، وحسب النظام في بطولة المحافظات فإن اللجان التنفيذية في المحافظات هي المسؤولة عن فرقها من حيث النقل والإقامة والإطعام، وعمل اتحاد كرة القدم ينحصر في التنظيم والإشراف وتأمين مستلزمات البطولة من ملاعب وحكام، وغيرها من الأمور الضرورية، ومشكلة الكهرباء هي التي حوّلت وضع الإقامة إلى وضع غير مريح، دون أي تعليق آخر.
وعن التزوير، وما ستؤول إليه النتائج، قال الفقير: هناك تزوير واضح في بعض أعمار لاعبي الرقة، وسيتم شطب نتائج الرقة، وبذلك ستؤول البطولة إلى حماة، تليها دمشق، ثم الحسكة.
كلام الفقير في هذا الموضوع سيولّد قضيتين بمنتهى الخطورة: الأولى عملية التزوير، وهذه الملاحظة يجب أن تؤخذ بالحسبان، وألا تنتهي بخسارة الفريق فقط، بل بمعاقبة كل من أسهم بالتزوير، ومن علم به، فالرياضة بعمر الناشئين يجب أن تعلّم النشء على الأخلاق والتربية الحسنة، لا أن تفتح أعينهم على الاحتيال وخرق النظام والقانون، وهذه مصيبة كبرى، والثانية موضوع إقامة المنتخبات الصغيرة، وهذا الموضوع تكرر وحدث مثله مع منتخب اللاذقية بحمص، وحدث أيضاً في بقية الألعاب، في صورة سوداء قاتمة تدل على عدم الاهتمام بالقواعد، وعدم العناية بها.
قوة الرياضة في قواعدها التي ستكون الممثّل الشخصي للبلد في المحافل الدولية، وهذا يفرض علينا التعامل معها بمنتهى المسؤولية، ولا نعتقد أن أي مسؤول رياضي مهما علا شأنه أو صغر مركزه يقبل بالمبيت ليلة واحدة بمثل هذا الفندق، فكيف نقبل بصغارنا بمثل هذا المبيت الذي لا يليق، ولماذا نضنّ عليهم بلقمة كريمة وهم يمثّلون محافظتهم؟!.
وإذا كانت ميزانية التنفيذيات لا تكفي لنفقات مشاركة منتخب يمثّل محافظة بأكملها فلا داعي للمشاركة أصلاً، فإما مشاركة كريمة وإلا فالاعتذار أفضل، وهذا الأمر نضعه برسم القيادة الرياضية من جهتين اثنتين: أولاهما: تحسين الواقع الخدمي في فنادق الاتحاد الرياضي العام، لأن هذه الفنادق تستقبل الأبطال والمواهب الذين نعدهم لمستقبل الرياضة، وثانيهما: العمل على توزيع موارد كرة القدم بشكل عادل، فليس من المعقول أن تصرف أنديتنا على كرة القدم بما يعادل مئات الملايين إلى مليار ليرة، ثم يبيت لاعب من الناشئين بالظلام دون طعام!.
ناصر النجار