اقتصادصحيفة البعث

“الكهرباء” و”الاتصالات”.. تبادل منافع أم مجرد مصادفة؟!

قسيم دحدل

مصاريف وتكاليف لا يجد المواطن مخرجاَ أو حلا لها، فطالما أصبح استخدام النت أمراً أساسياً، ولا يمكن الاستغناء عنه، في حياتنا اليومية، لارتباطه بفرص عمل أو الحصول على خدمات ومعلومات متعددة ومتنوعة لا يمكن الحصول والوصول إليها إلاّ عن طريق “النت”، ووسائله، كالموبايل والحاسوب.

الغريب أن خدمة النت المقدمة للمشتركين، عن طريق مقاسم شركة الاتصالات – الحكومية سابقاً – عبر مئات آلاف البوابات (بوابات الحزمة العريضة ADSL )، لا تراعي قضية الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، وما يترتب على ذلك من عدم استفادة المشتركين في البوابات بسرعاتها وكلفها المختلفة، والتي تم إلغاء حدها الأدنى، حيث كان أقلها 256. و512 ك. بايت/ ثا، ليُلغى أيضاً السعر المرتبط بهما 1200 و1900 ليرة شهرياً، لتُغير الشركة وترفع دون إعلام زبائنها، الحد الأدنى للسرعة إلى الواحد ميغا. بايت/ ثا) ، وتلازم هذا مع رفع السعر إلى 1900 ليرة شهرياً، أي 3800 ليرة بالدورة الواحدة، ثم ومرة أخرى يتم رفع سعر خدمة الواحد ميغا. بايت 2400 ليرة شهرياً، أي 4800 ليرة بالدورة.

هذه المبالغ وغيرها يدفعها المشتركون، دون أي استثمار يذكر للوقت المفترض أن تكون الخدمة فيه على مدار الـ 24 ساعة، بينما لا يتحصل منها سوى على بضع ساعات، ما يعني أنهم يدفعون ثمن خدمة غير موجودة وغير متوفرة فعلياً، هذا عدا عن سوء النت الذي لا يمكن إنكاره، على عكس ما يدفعونه بالنسبة لاشتراكهم بالطاقة الكهربائية، علماً أنه صحيح حسابياً، حيث الدفع على قدر كمية الاستجرار. وعليه، إذا ما حسبنا ـ مثلاً – العائد المالي من سرعة واحد ميغا بايت/ ثا، من مليون مشترك فقط، لكان 28.800 مليار ليرة سنويا!

وفوق ذلك، ونظراً للانقطاع الطويل للكهرباء، يضطر المشترك إلى تعبئة وحدات لاستخدام النت، ما يعني أضعافا في الصرف والإنفاق الاضطراري الإجباري في ظل غياب أي خيار آخر، ورغم ذلك لا يحصل المستهلك على خدمة نت موثوقة في استدامتها، وتقتطع شركات الاتصالات آلاف الليرات يوميا من المشترك، حتى ولو لم يكن هناك نت..!؟

متابعة تقودنا إلى أسئلة مشروعة عدة من أهمها: هل تعلم الجهات الرسمية المعنية بالمتابعة والرقابة على خدمات النت التي تقدمها شركتا الخليوي أن تلك الخدمات وعروضها الكثيرة لا تتوازى مع ما هو مطلوب من جودة نت واجبة التوفر، وبسوية تتناسب طردا مع ما تجنيه من أموال يومياً، وبالتالي ما تجنيه من عوائد مالية سنوية، للحصول على مستحقات الدولة منها؟!

Qassim1965@gmail.com