“المعلوماتية” تروج لوجه سورية الحضاري والثقافي رقمياً
“البعث الأسبوعية” ــ رامي سلوم
تجتهد الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية باتجاه تكريس المجتمع المعرفي، وذلك من خلال تعزيز المعرفة المعلوماتية، والبيئة الحاضنة للتكنولوجيا بين الجمهور السوري بمختلف فئاته الاجتماعية والعمرية، وكذلك تعزيز الثقافة التكنولوجية لدى المعاقين، ودمجهم تكنولوجيا.
ومن بين الأولويات التي تعمل عليها الجمعية، وتمثل بعدا جديدا للتوجه الرقمي، الترويج لوجه سورية الحضاري رقميا، ونشر بيانات ومعلومات ونصوص وصور عن سورية على الشبكة، لعرض الوجه الحقيقي والثقافة السورية للعالم أجمع، بحيث يتمكن من يبحث عن معلومات عن سورية من إيجاد بيانات كاملة حقيقية موثقة في ظل التلاعب المعرفي الكبير، والتشويه الذي تتعرض له الحضارة السورية، وذلك ضمن المشروع الاستراتيجي الواسع للجمعية على شمول المعرفة التكنولوجية لكافة الفئات، لتعزيز الانتقال الرقمي، وتأمين الاستفادة من قدرات التكنولوجيا العصرية لكافة الفئات خصوصا الفئات الخاصة من أصحاب الإعاقة، وتعزيز مقدرات أصحاب التوحد في المجال التكنولوجي وعلم الروبوتيك، بعد أن بدأت العام الماضي في برامج خاصة بأصحاب الإعاقة السمعية وإعاقة النطق، إضافة لدورات تشمل مختلف الفئات العمرية ابتداءً من عمر 6 سنوات.
واعتبر معاون مدير الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، بشار آغا، أن الفضاء الإلكتروني اليوم منصة واسعة لعرض الأفكار المبدعة، وأنه من الخطأ الابتعاد عن الفضاء الإلكتروني لسلبياته، وتركه للعابثين بدون دعمه بالبيانات الواقعية، إذ يجب الدفاع عن ثقافتنا وتراثنا وعدم السماح بتشويهه على الواقع الافتراضي الذي يحظى بمتابعة مليارية.
وأشار آغا إلى أن مشروع “مدونة وطن” الذي أطلقته الجمعية، يعمل على توثيق وجه سورية الجميل والحضاري، والحفاظ على الثقافة السورية والتعريف فيها. كما أطلقت الجمعية البوابة المعرفية السورية، وهي بوابة ثقافية معرفية تعنى بالإنتاج المعرفي الرقمي، ومدونة موسيقى التي تضم أكثر من 500 مقطوعة موسيقية راقية. وأوضح آغا أن هذه المدونات تنشر قصص الشخصيات السورية وتأثيرها عبر التاريخ، وتعرض أهم المواقع الأثرية، والمعالم التراثية، وتعرض البطولات والمنجزات السورية، وغيرها الكثير من الوثائق والتاريخ الثقافي والتراثي السوري الغني والفاعل في الحضارة الإنسانية.
الشهادات المعتمدة
وسعت الجمعية نشاطها في مجالات التدريب والتأهيل، خصوصاً في إدارة الحاسب الآلي والتي تعتبر الجمعية الجهة الرسمية المخولة بمنح هذه الشهادة للراغبين وفق المعايير الدولية، وباعتراف عالمي، وقد بلغ عدد المتقدمين لامتحان شهادة إدارة الحاسب الآلي ما يزيد على 18 ألف متدرب لامتحان الحصول على الشهادة المعتمدة في إدارة الحاسب الآلي منذ بداية العام الجاري، والتي تشرف الجمعية على تنظيمها في سورية، وتمنح شهادات معتمدة من الشركة العالمية الناظمة لبرنامج إدارة الحاسب الآلي.
وأشار آغا إلى إطلاق برامج تدريب خاصة بالتسوق الإلكتروني، بوصفه أحد الأعمال الرائجة والمطلوبة، والتي يجب تمكين الراغبين في العمل في القطاع، من فهم أساسياته ومتطلباته بأسلوب علمي سليم يكفل تحقيق نتيجة إيجابية للداخلين في المجال، وبناء سوق تسويق إلكتروني قوي وفعال.
الابتكار
وترعى الجمعية العديد من الابتكارات ضمن تقانة المعلومات، والتي تسميها بحاضنات تقانة المعلومات التي تحتضن الشباب المبتكر، وتقدم له جميع الإمكانات اللازمة لإطلاق ابتكاره، من إقامة وإشراف الدائم، ومتطلبات الحياة الأساسية، إضافة للمتطلبات التقنية والعلمية لإطلاق ابتكاره بطريقة صحيحة قابلة للتطبيق، والترويج، حيث أكد الآغا أن العديد من الابتكارات تمت رعايتها واستقدامها لوضعها في الاستخدام والإنتاج من قبل العديد من الدول.
وتعمل الجمعية على شمول التدريب لجميع فئات المجتمع، وبدأت خطة طموحة لتوسيع شريحة المستفيدين عاما بعد آخر، من خلال برنامج دعم الفئات الهشة الذي أطلقته العام الماضي، والذي يقدم الدعم في المجال التكنولوجي لأصحاب الإعاقة، وغيرهم، مثل الأيتام والأرامل، من خلال الدورات ورعاية الابتكارات، وتوسيع معارفهم وإرشادهم، وشمل البرنامج العام الماضي بناء قدرات الصم والبكم وتعزيز معارفهم في (الروبوتيك)، إضافة إلى تشكيل فرق منافسة في هذا المجال والتي حصلت على مراكز متقدمة عالمياً، حيث كان أحد أعضاء الفريق المشارك في المسابقة العالمية مصاب باضطراب التوحد وتمكن الفريق من تحقيق نتائج ممتازة، وفقا للآغا.
وكشف الآغا، بأن مشروع العام يركز على مرضى التوحد، ويحاول الاستفادة من قدراتهم وتنميتها باتجاه تقنية المعلومات، والوصول بهم إلى مراحل متقدمة تمكنهم من الاستفادة من معارفهم في بداية أعمال تدر عليهم دخلا يؤمن حياتهم في المستقبل، وأكد الآغا على أن المركز يعمل على شمول كافة الفئات في عمليات التدريب، ومحاولة الكشف عن قدرات الشباب السوري، في مجال تكنولوجيا المعلومات، والروبوتيك، وتسخير التكنولوجيا في خدمة الإنسان، وإيجاد الحلول الابتكارية للمشكلات الراهنة ما يعتبر أساس عملية البناء والتطوير العصري.
وتحدث الآغا عن نادي الروبوتيك مبيناً أنه يشمل قبول الفئات من سن 6 سنوات حتى 17 عاما، وفقاً لدورات تخصصية تناسب عمر وإمكانية كل فئة، وبأسعار ورسوم رمزية نسبيا لتحقيق أوسع شمولية ممكنة، بالإضافة إلى دورات تجمع بين مهارات “دارات الإلكترون” والروبوتات، والذي أطلق مشروع “الروبوت فتحي”، والذي يشمل الدمج بين أوسع عنصرين في الروبوتيك والتي تمكن المرتادين من الوصول إلى آلية برمجة وتعريف الروبوت وفقا لتصميم حركته، وبناء صورة تفاعلية ضمنه.
دعم الخريجين
ويدعم المركز مشروعات التخرج في الهندسة المعلوماتية وهندسة الإلكترون، من خلال الدعم العلمي والمالي، وتأمين متطلبات المشروعات، واستعادتها بعد تقديم المشروع من قبل الطلبة لاستخدامها في المشروعات الجديدة ما يؤدي إلى تأمين شمول واسع من المتطلبات مع الزمن بفعل التراكم، وتوسيع شريحة المستفيدين، وذلك لتسهيل تنفيذ المشروعات على الطلبة في ظل التكاليف المرتفعة.