الميدالية الأولمبية تعيد الحديث عن مظلومية الألعاب الفردية
اختتم رباعنا المتميز معن أسعد مشاركة الرياضة السورية في دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) بأفضل صورة بتحقيقه ميدالية برونزية أسعدت القلوب، ومسحت النتائج المخيبة لبقية أفراد البعثة. وفتح صعود أسعد على منصة التتويج، ةالذي أنهى به حالة الخصومة مع الميداليات الأولمبية التي مرت بها رياضتنا منذ 17 عاماً، الباب أمام مجموعة تساؤلات تخص العقلية التي يجب أن تدار بها رياضتنا.
المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي كافأ أسعد ومدربه بمبلغ 25 مليون ليرة سورية على الإنجاز الأولمبي، وهو رقم جيد من الناحية النظرية، لكنه من الناحية الفعلية مبلغ عادي بل متواضع قياساً بما صرف ويصرف على ألعاب “مدللة” في الفترة الماضية، وهذا الأمر لا يخص المكتب التنفيذي الحالي فقط، بل يشمل كل القيادات الرياضية التي تعاقبت ولم تستطع أن تنصف بعض الألعاب المظلومة.
بنظرة سريعة نجد أن حصيلتنا الأولمبية التاريخية تبلغ أربع ميداليات مختلفة الألوان موحدة المصدر، وهي الألعاب الفردية، خاصة ألعاب القوة، وهذه الرياضات تحديداً تعيش على فتات ما تتركه الألعاب الجماهيرية: (كرة القدم، كرة السلة)، فمدرب منتخب كرة القدم السابق على سبيل المثال كان يتقاضى شهرياً خمسة أضعاف المكافأة التي تلقاها الرباع أسعد عن ميداليته، أما منتخب كرة السلة فلم يكن أفضل حالاً، بل كلّفت رحلته التحضيرية للنافذة الأخيرة فقط من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا مئات الملايين من الليرات!.
هذه الأرقام المرعبة التي صرفت في الفترة الأخيرة فقط على لعبتين فقط، من المؤكد أنها تستفز رياضيي بعض الألعاب التي تبحث عن تجهيزات ومعسكرات وأمور ضرورية ودعم مالي “بالحد” الآن، وبالتالي ما يحصل حالياً إذا استمر بالطريقة ذاتها يعني أننا سنكون قريباً على موعد مع اندثار بعض الرياضات التي لن تجد من يمارسها أو يدرب أو يحكم فيها أو يشرف عليها.
كنا قد تحدثنا سابقاً عن معاناة الألعاب الفردية من النواحي المالية واللوجستية مع وجود خطوات صغيرة لتحسين واقعها، لكنها غير كافية إطلاقاً، ولا يمكن أن تذهب بها نحو سكة الإنجازات، فمن ينظر إلى طريقة خروج رياضيينا من المنافسات الأولمبية يدرك حجم الهوة التي ستزيد مع مختلف دول العالم إذا استمرت طريقة العمل بالتخطيط والتنفيذ ذاتهما.
مؤيد البش