رياضةصحيفة البعث

دورة تشرين الكروية.. فوائد متعددة وملاحظات لابد منها

من المؤكد أن نادي تشرين يستحق التحية والتقدير لتنظيمه دورة الوفاء والولاء الكروية، وحرصه على استمرارها سنوياً منذ عقدين من الزمن، وباتت بمنزلة الإعلان الصريح عن موعد الموسم الكروي، خصوصاً أن كل الفرق المشاركة تعتبرها المحطة الأهم قبل دخول معترك الدوري الممتاز، فظروف الموسم الحالي، وتأخر الاستعداد، وضعف التحضير عند العديد من الفرق الكروية، كل ذلك جعل من نسخة هذا الموسم هي الأضعف بمشاركيها، كما أن غياب الوحدة والكرامة والجيش وجبلة، ومشاركة حطين بفريق الشباب لا شك أسهما فيما ذهبنا إليه.

لكن الملاحظة المهمة التي تؤخذ بعين الاعتبار هي إقامة نصف المباريات بالحر الشديد المترافق بالرطوبة العالية، ما يرهق اللاعبين في هذه الأجواء، ومن الممكن أن يعرّضهم للجهد العالي، وبالتالي للإصابات العضلية، وغيرها، ومن المستحسن أن يكون التحضير لهذه الدورة بمناسبتها الغالية على قلوبنا أفضل، بحيث تقام المباريات ليلاً، لا أن ينفرد صاحبا الأرض بميزة المناخ والأجواء الأقل صعوبة.

وحتى لا نبخس الدورة حقها فإن لها العديد من الفوائد، في طليعتها أنها ساهمت بتأمين فرصة استعداد جيدة لنصف فرق الدوري، مع معسكر مهم قبل بدء الدوري، هذا المعسكر إن استطاع المدرب توظيفه بالشكل المفترض عاد بالفائدة الجيدة على فريقه قبل افتتاح الموسم الجديد، وجاءت ظروف الفرق والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أغلب الفرق لتتوافق مع الأفكار التطويرية الحديثة من جهة دفع الدماء الجديدة للولوج بقوة في بطولات تعتبر مهمة ولها اسمها.

تشرين، منظّم الدورة، وبغياب سبعة من أساسييه، اضطر لإشراك جيل من الشباب في المباريات، وهي فرصة جيدة ليطلع المدرب على موهبتهم، وعلى أدائهم، وكيفية توظيف إمكانياتهم، والجميع يعرف أن مواهب اللاذقية موزعة بين تشرين وحطين، فإذا أخذ البعض من تشرين فرصتهم ليظهروا مع فريق الكبار فإن حطين شارك بفريق جلّه من الشباب وهو مكره بذلك لا بطل، ولعل الأزمة المالية التي يتعرّض لها حطين تكون خيراً عليه فيقتنع بالبناء والاعتماد على شبانه ومواهبه وأبناء النادي، وإذا لم يحقق شيئاً هذا الموسم فإن السنوات المقبلة ستزف البشرى لأبناء الحوت وهم يرون فريقاً من أبنائهم يعتلون المنصات، ولا غرابة إن توّجوا بالبطولات.

الحديث هنا مختلف عن فرق الاتحاد والفتوة وعفرين والشرطة التي شاركت بلاعبيها الذين سيمثّلونها هذا الموسم، ولأن الفترة السابقة كانت ضيقة المساحة فإن إعادة ترتيب أوراق هذه الفرق ستكون من ملاعب اللاذقية، وستكون جواز المرور لتثبيت مراكز اللاعبين وأهليتهم، وربما صرف البعض الذين لم يثبتوا جدارتهم مع هذه الفرق.

منتخب الشباب كانت فرصته جيدة باحتكاك متناسب مع الحدود التي وصل إليها، وسيرى المدرب لاعبيه من منظار مباريات جيدة فيها جهد، وفيها منافس حقيقي، والشكر كل الشكر لفريق بانياس الذي سد فجوة اعتذار فريق حرجلة فأنقذ المجموعة الثانية من الحرج.

أخيراً لن تخضع البطولة للتقييم الفني لأن كل الفرق تخوضها على سبيل الاستعداد لتحقيق أهداف أكبر من لغة الفوز والخسارة، ودوماً الفائز بالبطولة دورة تشرين ورمزيتها الكبيرة.

ناصر النجار