رغم العراقيل.. تقدّم في مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية
لا تزال مساعي تشكيل الحكومة اللبنانية مستمرة على الرّغم من العراقيل، ورغم ذلك أعلن رئيس الحكومة المكلَّف تأليفها نجيب ميقاتي إحراز تقدُّم في المشاورات مع الرئيس اللبناني، وقال بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الرئاسي “نحن نتابع، اليوم تقدّمنا وإن كان التقدّم بطيئاً، لكننا مثابرين ومصرين على تشكيل الحكومة”، ووصف لقاءه بعون بأنه “خطوة ايجابية للأمام”.
وكان ميقاتي أعرب الإثنين عن أسفه لعدم تشكيل حكومة قبل ذكرى انفجار مرفأ بيروت التي أحياها اللبنانيون بتظاهرات ضخمة الأربعاء.
لكن مطبات كثيرة تعترض مهمة تشكيل الحكومة في لبنان.
وبعدما قال ميقاتي الاثنين: إن المهلة التي وضعها لتشكيل الحكومة “غير مفتوحة”، قال الخميس: “لا ألتزم بأي مهلة زمنية”. وأضاف “حين أشعر أن الطريق بات مسدوداً أمامي لإيجاد فريق عمل متجانس للنهضة، سأخاطب اللبنانيين واعتذر، لكني لم أر ذلك حتى الآن”، مضيفاً: “نرتكب إثماً كبيراً في حق لبنان إذا لم نسرع في تشكيل الحكومة”.
وبينما أشار إلى “صعوبة المرحلة الحالية”، شدّد على “أهمية إجراء الانتخابات النيابية”، لافتاً إلى أنه “ملتزم نزاهةَ الانتخابات التي ستقرر مستقبل لبنان”.
وفي 26 تموز، كلّف عون ميقاتي تشكيل الحكومة بعدما فشلت محاولتان لتأليف مجلس وزراء منذ استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت.
ولا تزال حكومة دياب تتولّى تصريف الأعمال، لكن العملة اللبنانية انهارت، وجمدت البنوك حساباتها في أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وبرغم تكليف ميقاتي، تحول الخلافات بين القوى السياسية على شكل الحكومة وتقاسم الحقائب دون الإسراع في تشكيلها.
وكان الرئيس اللبناني، وفي كلمة وجّهها إلى الشعب اللبناني عشيّةَ ذكرى انفجار مرفأ بيروت، كشف أنه يعمل مع الرئيس المكلَّف ميقاتي من أجل تذليل العقبات أمام تأليف الحكومة، وقال: “أعمل يداً بيد مع الرئيس المكلَّف من أجل تذليل كل العراقيل أمام تشكيل حكومة إنقاذية واعدة. وأبذل كل جهد، وفقاً لمقتضيات الدستور” في سبيل ذلك.
ويقع على عاتق الحكومة المقبلة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية، التي صنّفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.
والأربعاء، تعهّدت دول شاركت في مؤتمر دعم دولي للبنان نظمته فرنسا والأمم المتحدة بتقديم نحو 370 مليون دولار كمساعدات للبنانيين في مجالات توفير المواد الغذائية والصحة والتعليم وغيرها. ودعا المجتمعون إلى تشكيل حكومة تنكب على “إنقاذ” البلاد، التي فاقم انفجار مرفأ بيروت قبل عام الانهيار الاقتصادي الذي ينهشها.