مهرجان للأكل في طرطوس والفقراء يتفرجون!
طرطوس- محمد محمود
“فكرة جميلة بتطبيق سيئ”، هكذا سمعنا الوصف من غالبية زوار مهرجان الأكل، المناسبة التي نُظّمت من قبل شركة “ديزرت روز” بالتعاون مع مجلس مدينة طرطوس، وغرفتي السياحة والصناعة في المدينة، والتي أقيمت من الثاني ولغاية السابع من آب، فطرطوس لم تعتد سابقاً حالة المهرجانات الشعبية المأجورة التي تتطلّب كرت دخول لمجرد الرؤية والفرجة التي اعتيد أن تكون “ببلاش”، في حين تفاجأ زوار اليوم الأول بجباية ١٠٠٠ ليرة من قبل المنظمين ثمن بطاقة الدخول للمهرجان، وحتى أسعار الوجبات السريعة لم تكن بحجم الدعاية التي قيل عنها من أسعار منافسة للسوق ورخيصة، فمثلاً سعر قطعة الكنافة الصغيرة ٤٠٠٠ ليرة، وكورنيه البوظة ١٥٠٠، أما سعر الوجبات السريعة فمماثل لسعر السوق بل يزيد عنه في بعض الوجبات!!.
يشارك في المهرجان مجموعة من أصحاب مطاعم الأكل الشرقي والغربي، والوجبات السريعة والحلويات، إضافة لعدد من الحرفيين الذين ساهموا بعرض منتجات مكملة للطبخ والطعام. ويتحدث فاروق جاكيش مدير شركة “ديزرت روز” المنظمة عن مشاركة ٢٠ فعالية في المهرجان من أصحاب مطاعم شرقية وغربية وحلويات وبوظة، وهو حدث يقام للمرة الأولى في طرطوس بهدف تنشيط الحالة السياحية في المدينة، كما يقدم فرصة لأصحاب المطاعم لتقديم كل ما هو جديد في مجال الطعام للجمهور، والمهرجان حدث شعبي ينفذ بين مدة وأخرى في العاصمة دمشق، فاليوم بدأ بطرطوس، ونتطلع لنقله إلى محافظات أخرى.
في المقابل بيّن منذر رمضان عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين أن التجربة هي الأولى من نوعها في المحافظة، وهي مختصة بتقديم كل ما هو جديد في المطبخ السوري، إضافة للمنتجات الريفية المكمّلة والتي كان لاتحاد الحرفيين دور بالمشاركة فيها من خلال المعرض.
ورغم عدد الزوار الجيد نسبياً الذين تمكّنوا من دخول المهرجان وشراء أو تجربة بعض الوجبات السريعة تلبية لنداء البطن الفارغ، أو حباً بالاستكشاف والفضول ربما، كان ملفتاً عند زيارة مهرجان “الأكل” حجم الناس المتفرجين على الأبواب مكتفين فقط بسماع نداءات الإغراء للدخول الصادرة عن مكبرات صوت والتي تتحدث عن سحوبات وربح وجوائز للزوار، لكن الزيارة تصطدم بحاجز كرت الزيارة المأجور للشركة المنظمة، فأمر اعتيادي أن يكتفي الفقراء بمشاهدة الطعام دون أن يشتروه، أما أن يُحرموا من الفرجة أيضاً فأمرٌ جديدٌ كلياً مثل فكرة المهرجان؟!.