بعد سيطرتها على عواصم خمس ولايات.. طالبان تحذّر واشنطن من التدخل في شؤون أفغانستان
باتت طالبان صباح الاثنين تسيطر على خمس من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34، بعد أن استولت على ثلاث منها في اليوم السابق، بما في ذلك مدينة قندوز.
وبفارق بضع ساعات، استولى المسلحون، بعد قتال عنيف، على قندوز التي كانوا يحاصرونها منذ بضعة أسابيع، ثم سيطروا على ساري بول وتالقان عاصمتي المقاطعتين الواقعتين في جنوب قندوز وشرقها.
وقال ذبيح الله حميدي، أحد سكان تالقان، عاصمة ولاية تخار، إن العنف بدأ في الصباح وانتهى الأمر بطالبان بالسيطرة على المدينة “بدون كثير من القتال”، وإن المسؤولين الرسميين والقوات الأمنية فرّوا من المدينة.
وأكد مسؤول أمني فرار القوات الأفغانية وقادة محليين إلى منطقة قريبة. وقال: “فشلت الحكومة في إرسال مساعدات لنا، وانسحبنا من المدينة بعد ظهر اليوم” الأحد.
من جهته أكد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، سيطرة الحركة على تالقان، مشيراً الى “عودة الأمن” إليها وإلى قندوز وساري بول اللتين سقطتا بايدي الحركة، فيما أشار مراسل وكالة فرانس برس في قندوز إلى أن طالبان سيطرت على جميع المباني الرئيسية في المدينة.
وتشكّل السيطرة على قندوز أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في أيار مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يجب أن ينتهي بحلول 31 آب. فهذه المدينة، البالغ عدد سكانها حوالى 300 ألف نسمة، والتي احتلها طالبان مرتين في السنوات الأخيرة، في عامي 2015 و2016، هي مفترق طرق استراتيجي في شمال أفغانستان بين كابول وطاجيكستان.
وفي نهاية حزيران، استولت طالبان على معبر شير خان بندر الحدودي في جنوب طاجيكستان، وهو محور حساس للعلاقات الاقتصادية مع آسيا الوسطى.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية: إن القوات الحكومية تحاول استعادة مناطق رئيسية في قندوز. واشارت الى ان “عناصر الكوماندوس شنوا عملية تطهير شملت بعض الأماكن، بما فيها الإذاعة الوطنية ومباني التلفزيون هناك”.
وقال ابراهيم ثوريال باهيس، أحد المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية: إن “الاستيلاء على قندوز مهم حقا لأنه سيتيح إطلاق سراح عدد كبير من مقاتلي طالبان الذين يمكن حشدهم في اماكن اخرى في شمال افغانستان”.
وبعد قندوز، سقطت ساري بول أيضاً في أيدي طالبان. وكان مقاتلو الحركة قد استولوا السبت على شبرغان، معقل زعيم الحرب الشهير عبد الرشيد دوستم.
وقالت الناشطة الحقوقية، باروينا عظيمي: إن المسؤولين الإداريين وبقية القوات المسلحة انسحبوا إلى ثكنات تبعد حوالى ثلاثة كيلومترات عن ساري بول.
من جهته، أكد مرويس ستانيكزاي، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، أنه تم إرسال تعزيزات، بما في ذلك أفراد من القوات الخاصة، إلى ساري بول وشبرغان. وأضاف أن “المدن التي يريد (عناصر) طالبان الاستيلاء عليها ستصبح قريباً مقابرهم”.
كما سيطر المسلحون الجمعة على مدينة زارنج عاصمة ولاية نمروز (جنوب)، على الحدود مع إيران.
وتتعرض قندهار (جنوب) وهرات (غرب)، ثاني وثالث مدن البلاد، لهجمات المسلحين منذ أيام عدة، على غرار ما يحصل في لشكركاه (جنوب)، عاصمة إقليم هلمند، أحد معاقل المتمردين.
وفاجأت سرعة تقدّم طالبان المراقبين وكذلك قوات الأمن الأفغانية، على الرغم من المساعدة التي تلقتها من القوات الجوية الأمريكية.
وصعّدت الولايات المتحدة غاراتها الجوية حسب ما قالت الميجور، نيكول فيرارا، المتحدثة باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي، السبت. وصرحت ان “القوات الأميركية شنت في الأيام الأخيرة ضربات جوية عدة دفاعاً عن شركائنا الأفغان”.
وأجبرت المعارك والقصف مئات الآلاف من الأفغان على الفرار من ديارهم.
وحكمت طالبان البلاد بين عامي 1996 و2001 وفرضت فكرهاالتكفيري، قبل أن يطيحها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.
يأتي ذلك فيما قال متحدث باسم المكتب السياسي لحركة “طالبان” إن الحركة تحذر الولايات المتحدة من التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية، وأضاف: “لا يوجد اتفاق على وقف إطلاق النار في أفغانستان”، حسب تعبيره، وأردف: إن الحكومة الأفغانية هي المسؤولة عمّا يحدث، مشيرا إلى أنها هي التي “بدأت الحرب في عدد من المحافظات”، وأن ما تقوم به حركة “طالبان” ليس سوى جزء من “رد فعل على الهجمات” من قبل الجيش، حسب مزاعمه.