كييف تدير ظهرها للغرب وتقترب من الصين
هيفاء علي
تقول آخر المعلومات أن أوكرانيا تعيد إطلاق سياسة خارجية متعددة القطاعات، حيث أعربت عن خيبة أملها من الغرب واستعدادها لمصادقة بكين، بل والمضي أبعد من ذلك.
فقد أعرب السفير الصيني لدى أوكرانيا فان شيان رونغ عن تفاؤله بشأن تطور التعاون الصيني الأوكراني، مؤكداً أن الشركات الصينية الكبرى مستعدة للعمل في السوق الأوكرانية. وأشار إلى أن الصين أصبحت بالفعل أكبر شريك تجاري لأوكرانيا بعد أن وقع البلدان مؤخراً “اتفاقية مهمة جداً” بشأن التعاون في البنية التحتية، ما سيفتح فرصاً جديدة للتعاون.
وكان قد تم التوصل إلى الاتفاقية المعنية بين وزارة التجارة الصينية ووزارة البنية التحتية الأوكرانية في أوائل شهر تموز الماضي، وتعهدت الصين بموجبها بتخصيص أموال لكييف لتنفيذ مشاريع البنية التحتية مثل النقل بالسكك الحديدية والمطارات والموانئ والاتصالات والمواقع التقنية.
وبرأي مراقبين، لن يكون ممكنا الحديث عن نجاح هذه السياسة إلا بعد زيارتين للرئيس الأوكراتي فولوديمير زيلينسكي: الأولى لواشنطن في 30 آب الجاري، والثانية للصين في نهاية كانون الأول القادم. والمؤكد في الوقت الحالي هو أن الولايات المتحدة أصبحت باردة تجاه أوكرانيا، ولم تعد تعتبرها رصيداً مهماً في سياستها الخارجية، و هذا هو السبب في أن أوكرانيا لديها خيار واضح وتحاول الحصول على دعم اقتصادي من الصين.
من ناحية أخرى، تُظهر بكين اهتماماً عملياً بأوكرانيا، ويقول الخبراء إن الصين تعتزم زيادة نشاطها الاقتصادي، حتى لو كان ذلك مقابل مبلغ كبير من المال، على الموانئ الأوكرانية ليس فقط لشراء المنتجات الغذائية في أوكرانيا، ولكن أيضاً لتصديرها.
بالمقابل، ما هو أقل تأكيداً بنظر المراقبين هو خروج أوكرانيا من دائرة النفوذ الغربي لصالح الصين. من الناحية النظرية، هذا ممكن، ولكن من الناحية العملية، لا يمكن الحديث عنه إلا كمحاولة ابتزاز فاشلة للولايات المتحدة والغرب من قبل فريق زيلينسكي، كما يعتقد الخبراء.
وبحسب المحللين والمراقبين، إذا كانت هذه الحركات جادة حقاً، فيجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يحتفظ بأدوات النفوذ هذه في أوكرانيا ويسيطر على كييف بحيث يمكنه بسهولة إعادة تشكيل السلطة القائمة.
رغم ذلك ألمحت كييف في الآونة الأخيرة إلى رغبتها في التعاون بشكل وثيق ليس فقط مع الوصية التقليدية على أوكرانيا، واشنطن، ولكن أيضاً مع أكبر منافس جيوسياسي لأمريكا. في الوقت نفسه، تشكو كييف من عدم اهتمام الغرب بها بالقدر الكافي. وأعرب أليكسي أريستوفيتش، مساعد مكتب الرئاسة، عن أسفه قائلاً: “حتى في الولايات المتحدة، هناك في حاشية الرئيس بايدن من يرغب في تطبيع العلاقات مع روسيا”.
وفي مقابلة أجريت معه مؤخراً، قال أليكسي أريستوفيتش علناً: “إذا لم تساعد الولايات المتحدة في تسوية الأمة مع روسيا ، فإن الصين ستساعد”. وأوضح أنه على عكس الولايات المتحدة، فإن الصينيين لا يترددون في تقديم الضمانات والأمن والاستثمارات على الفور وبشكل لا لبس فيه.