متحورات كورونا
إعداد: هناء شروف
نشر “مركز السيطرة على الأوبئة والوقاية منها” – مؤسسة أمريكية رائدة في مجال الصحة العامة، وتعتبر وكالة فيدرالية تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وتخضع لإشراف وزارة الصحة- تقريراً يوضح فيه أنه توجد آلاف الأنواع أو المتحورات المختلفة للفيروس المسبب لكوفيد 19 في شتى أرجاء العالم. ويبدو أن أحدها والمعروف باسم “متحور دلتا” الذي ينتشر بسرعة في العديد من الدول من بينها بريطانيا أصبح هو المتحور السائد وراء معظم الإصابات الحالية. ويوصف على أنه متحور مثير للقلق ويخضع لمراقبة دقيقة من جانب مسؤولي الصحة.
يقول التقرير: تتحور الفيروسات باستمرار وتبدو معظم التحورات غير منطقية حتى أن بعضها يؤذي الفيروس نفسه، بيد أن تحورات أخرى تجعل المرض أشد عدوى أو تهديداً، بل تميل بعضها إلى أن تصبح نماذج مهيمنة كـ “متحور ألفا” الذي رصد أول مرة في بريطانيا وانتشر في ما يزيد على 50 دولة، و”متحور بيتا” الذي رُصد أول مرة في جنوب إفريقيا وانتشر في 20 دولة أخرى، و”متحور غاما” الذي رصد أول مرة في البرازيل وانتشر في ما يزيد عن 10 دول أخرى. ويضيف: تزداد فرص تحور الفيروسات بزيادة انتشارها، وشوهدت آلاف التغييرات الطفيفة في الفيروس كان لمعظمها تأثيرات بسيطة. وقد تؤدي بعض التحورات إلى ظهور أنواع جديدة تتمكن من البقاء والتكاثر وتصبح نماذج مهيمنة. صحيح أن هناك اختلافات طفيفة في الشيفرة الجينية لكل متحور، ولكن الخبراء يشعرون بالقلق حول ثلاثة من التحورات التي تظهر فيها تغيرات في بروتين الفيروس الشوكي الذي يمكنه من اختراق الخلايا.
وكما هو الحال مع الفيروس الأصلي، تظل نسبة الخطر أعلى في فئة كبار السن أو الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة. وإذا كان المتحور أشد عدوى فقد يؤدي الأمر إلى تسجيل مزيد من حالات الوفاة بين الأشخاص غير الحاصلين على اللقاح.
ويؤكد التقرير على أن اللقاحات المتوفرة حالياً صُممت للحماية من أنواع سابقة لفيروس كورونا، مما يعني أنها قد لا تكون مثالية تماماً مع المتحورات الجديدة وبالتالي قد لا تكون فعّالة على نحو جيد، لكن الخبراء يؤكدون إن اللقاحات لا تزال فعّالة للغاية في حماية البشر والحد من خطر الإصابة الشديدة إذ توفر حماية عالية من الأمراض الشديدة المصاحبة لكوفيد-19، بما في ذلك العدوى التي تسببها المتحورات المثيرة للقلق.
تقلل اللقاحات من خطر الإصابة لكنها ليست مثالية ولا تقضي تماماً على جميع المخاطر، لكن من الضروري أن يحصل المرء على جرعتين من اللقاح لتوفير أعلى قدر من الحماية ضد المتحورات الحالية والناشئة. وتظل النصيحة الأساسية لتفادي الإصابة بالعدوى كما هي بالنسبة لجميع المتحورات: اغسل يديك، وحافظ على مسافة بينك وبين الآخرين، وضع كمامة على وجهك واحرص على التهوية.
يثق الخبراء من إمكانية إعادة تصميم اللقاحات الحالية بغية مواجهة المتحورات الجديدة بشكل أفضل. واعتماداً على كيفية استمرار تطور متحورات الفيروس يمكن أن توفر جرعات لقاح معززة على الأرجح لحماية كبار السن أو الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة إكلينيكياً في وقت لاحق من العام.