دراساتصحيفة البعث

بايدن يجند حلفاءه

تقرير اخباري

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في برنامجه الانتخابي انه سيعيد الاتصال مع الحلفاء الذين تخلى عنهم ترامب، وقد وفى بوعده، ولم يعد الاتصال بهم فحسب بل وجندهم تحت إمرته. فقد هاجمت حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور ومجموعتها القتالية، المؤلفة من خمس قاذفات صواريخ، من شرق البحر الأبيض المتوسط  مواقع في العراق.

بعد شن الهجوم من شرق البحر الأبيض المتوسط – منطقة القوات البحرية التابعة للقيادة الأوروبية للولايات المتحدة، ومقرها نابولي كابوديتشينو – عبرت حاملة الطائرات أيزنهاور، في 2 نيسان الماضي، قناة السويس ودخلت منطقة القيادة المركزية الأمريكية في الخليج العربي. ثم انضمت إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي تولت، بناءً على طلب واشنطن، قيادة فرقة العمل 50 التابعة للقيادة المركزية الأمريكية في 31 آذار، والتي لم تنتشر ضد “داعش” بل ضد إيران. وبالفعل طلبت واشنطن من باريس أن تقود قوة بحرية أمريكية، تدخل ضمن سياسة رئاسة بايدن، مع الاحتفاظ بالسيطرة على التسلسل القيادي لأن فرقة العمل 50 تعتمد على القيادة المركزية الأمريكية.

تم التأكيد على ذلك من خلال مناورات مشتركة شاركت بها الفرق الفرنسية والأمريكية والبريطانية وجرت في 6 إلى 15 نيسان الفائت. في هذه المناورة، عملت ألوية فرنسية وبريطانية ضمن فرقة أمريكية، بينما تم دمج الألوية الأمريكية في الفرقتين الفرنسية والبريطانية وفقاً للخطة الأمريكية. وتعتبر هذه المناورة جزءاً لا يتجزأ من التدريبات الرئيسية المستمرة لـ مناورات “الدفاع عن أوروبا 21” التي يجريها الجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا اعتباراً من مطلع أيار و حتى نهاية حزيران مع حلفاء أوروبيين وأفارقة، لإظهار قدرة الولايات المتحدة على أن تكون شريكاً استراتيجياً في البلقان والبحر الأسود والقوقاز وأوكرانيا وأفريقيا.

جزء من مناورة “الدفاع عن أوروبا 21” هو الفيلق الخامس للجيش الأمريكي، والذي أنشأ مقره الأمامي الخاص في بوزنان، بولندا، حيث يقود العمليات ضد روسيا. في 31 آذار 2020، بناءً على طلب الولايات المتحدة، تم تعيين الجنرال البولندي آدم جوكس نائباً لقائد الفيلق الخامس في جيش الولايات المتحدة.  وتفيد تقارير السفارة الأمريكية في وارسو أن هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها  جنرال بولندي هيكل القيادة العسكرية الأمريكية. بعبارة أخرى، لا يزال الجنرال آدم جوكس جزءاً من الجيش البولندي، ولكن بصفته نائب قائد الفيلق الخامس بالولايات المتحدة الأمريكية، فإنه يتبع مباشرة سلسلة القيادة التي يرأسها رئيس الولايات المتحدة.

القوات الأمنية الجديدة / ألوية المساعدة، الوحدات الخاصة في الجيش الأمريكي التي تعمل على تنظيم وتدريب وتجهيز وتقديم المشورة لقوات الأمن الأجنبية/ هي جزء من نفس السياسة. إنها  منخرطة في “دعم سلطة حاكمة شرعية” في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وهي أداة فعالة لشن عمليات عسكرية بحكم الأمر الواقع تحت قيادة الولايات المتحدة تحت غطاء المساعدة. وهذا ما يفسر سبب إعلان رئيس الأركان الأوكراني، رسلان خومتشاك، في الأول من نيسان الماضي، بعد هدنة نسبية، أن جيش كييف “يستعد للهجوم في شرق أوكرانيا” ، أي ضد السكان الروس في دونباس، مستخدماً أيضاً “قوات الدفاع الإقليمية”، مثل فوج آزوف، النازي الجديد  والشهير.

هيفاء علي