“طالبان” إلى كابول بلا قتال.. بلينكن: حققنا هدفنا في أفغانستان!
دخل مقاتلو حركة “طالبان” العاصمة الأفغانية كابول دون قتال، معلنين إنهم يتوقعون تسلّم السلطة قريباً، ومتعهدين بتوفير الأمان لجميع العاملين مع الإدارة الأفغانية السابقة، فيما يواصل الديبلوماسيون والأمنيون الأجانب وعدد من المواطنين الأفغان مغادرة البلد، إلى جانب الرئيس (السابق) أشرف غني، الذي تحدثت تقارير محلية أنه غادر إلى طاجيكستان.
وفي مشهد مضطرب، عجّت شوارع كابول بالسيارات في محاولة المواطنين الأفغان إما العودة إلى منازلهم سريعاً أو الوصول إلى المطار. وتدفق الأفغان على كابول خلال الأيام الماضية، فارّين من أقاليمهم، خوفاً من عودة الحكم المتشدّد.
قبل أسبوع واحد فقط، ذكر تقرير للاستخبارات الأميركية أن العاصمة الأفغانية بوسعها الصمود ثلاثة أشهر على الأقل، لكن الواقع جاء عكس ذلك، ما أصاب العالم بالصدمة، خاصة وأن الولايات المتحدة وغيرها من الدول أنفقت مليارات الدولارات على بناء قوات حكومية أفغانية محلية.
سيطرت “طالبان” على مدينة جلال آباد الشرقية، الأحد، مما منحها السيطرة على أحد الطرق السريعة الرئيسية في أفغانستان. وسيطر مقاتلو الحركة أيضاً على معبر تورخم الحدودي القريب مع باكستان ليصبح بذلك مطار كابول هو السبيل الوحيد للخروج من أفغانستان ولا يزال في قبضة الحكومة.
ومنذ إعلان حركة “طالبان” سقوط العاصمة الأفغانية كابول، الأحد، وفرار الرئيس الأفغاني أشرف غني، تنشط حركة الطيران في مطار كابول، في محاولة لإجلاء رعايا الدول الأجنبية، فيما قالت كالة “آوا” الأفغانية: إن قوات الجيش الوطني في كابول تلقت أوامر بتسليم قاعدة “باغرام” الجوية لحركة “طالبان”، مضيفة أن “طالبان استولت على سجن باغرام، وأفرجت عن السجناء من أنصارها”، وأن “طالبان تتقدم باتجاه مطار كابول”.
وتعليقاً على تلك التطّورات اعتبر خبراء أن سرعة تقدّم “طالبان” تدل على فشل واشنطن في بناء نظام عسكري وأمنى مستقر بأفغانستان، مع أن ما يجري هناك قد لا يتعارض مع الأهداف الأمريكية بعيدة المدى، وأضافوا: إن أزمة أفغانستان مطروحة للتفاوض بين أمريكا وحركة “طالبان” منذ فترة طويلة، وما يجري في أفغانستان أبعاده متوقعة وهي قدرة طالبان على السيطرة على أفغانستان وليست مفاجأة للولايات المتحدة الأمريكية “إن لم يكن ذلك متفقاً عليه بينهما”، وأوضحوا “أمريكا ستجلي رعاياها ومعهم المتعاونين الأفغان بتأمين مطار كابل، وإنه سيناريو توافق عليه أمريكا إن لم تكن متفقاً عليه مع طالبان لأهداف استراتيجية، وهي خلق مناطق توتر تستفيد من وجودها على المدى البعيد”.
تأتي هذه التطوّرات الميدانية فيما تمّ نقل موظفو السفارة الأميركية بشكل عاجل إلى مطار العاصمة الأفغانية، حيث تم إرسال الآلاف من القوات الأميركية، وفق ما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأحد، وذكرت شبكة “سي بي اس نيوز” أن “السفير الأميركي لدى أفغانستان غادر مقر السفارة الأميركية حاملاً معه العلم الأميركي إلى مطار كابول.
ودعت السفارة الأميركية في كابول رعاياها إلى الاحتماء في أماكنهم وعدم التوجه إلى السفارة أو المطار وأعلنت عن وقف أعمالها القنصلية، وقالت في تحذير أمني إن الوضع الأمني في “كابول يتغير بسرعة بما في ذلك عند المطار الذي ترد منه تقارير عن دوي أعيرة نارية في وقت تقوم فيه القوات الأميركية بإجلاء الأمريكيين من هناك”، وأضافت: “هناك تقارير تفيد بأن المطار يتعرض لإطلاق نار ولذلك نحن نأمر المواطنين الأمريكيين بالاختباء في أماكنهم”.
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي: إن واشنطن حذرت حركة “طالبان” من رد سريع وحاسم في حال تعرضت للأميركيين بأفغانستان. واعتبر أن “الأهداف من حرب أفغانستان تحققت”!، مضيفاً أنه “ليس من مصلحتنا البقاء في أفغانستان”.
وتعليقاً على التطورات الجارية في أفغانستان، قال بلينكن إن القوات الأفغانية “لم تكن قادرة على الدفاع عن أفغانستان”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة لا تتفاوض مع طالبان، لم نطلب أي شيء من طالبان، وأخبرناهم”، وأشار إلى أن “هذه ليست سايغون، لقد ذهبنا إلى أفغانستان منذ 20 عاماً مع مهمة واحدة وكانت تلك المهمة هي التعامل مع الأشخاص الذين هاجمونا في 11 أيلول، وقد نجحنا في تلك المهمة”، حسب تعبيره.
وطُلب من موظفي السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابول، يوم الجمعة، البدء في “تلف المستندات الحساسة”، وفق وكالة “بلومبرغ” الأميركية.
بدوره، أشار مسؤول في حلف الناتو للوكالة إلى أن العديد من موظفي دول الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمناً في كابل في ظل تقدّم “طالبان”، فيما قال متزعم في “طالبان”: إن قيادة الحركة أمرت المقاتلين بالامتناع عن العنف في كابل والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، مضيفاً: أن الحركة تطلب من النساء اللجوء إلى أماكن آمنة.