بعد أن أثار استياء التجار .. محافظة حلب تعدّل أوقات إغلاق المحال
حلب – معن الغادري
عدلّ مجلس محافظة حلب خلال اجتماعه اليوم أوقات فتح وإغلاق كافة الفعاليات التجارية وغيرها من المحال المتنوعة، وذلك بدءاً من اليوم الاثنين.
وسمح القرار بفتح المحال والأسواق التجارية من الساعة 8 صباحاً ولغاية الساعة 9 مساء بدلاً من الإغلاق في الساعة الثامنة، ومحال بيع المواد الغذائية بكافة أنواعها من الساعة 6 صباحاً حتى 1 ليلاً، بما فيها أيام العطل، ومحال الحلويات والبوظة وبيع العصائر من 6 صباحاً حتى 1 ليلاً، والمطاعم والكافيتريات والحانات والملاهي من 7 صباحاً حتى 1 ليلاً، عدا أيام الخميس والجمعة والسبت، حتى الساعة 2، وصالات الأفراح حتى الساعة 1 ليلاً، والنوادي الرياضية من الساعة 6 صباحاً حتى 11 ليلاً، والمولات وكافة الفعاليات الموجودة فيها من الساعة 6 صباحاً حتى 1 ليلاً، وصالونات الحلاقة (الرجالية والنسائية) من الساعة 9 صباحاً حتى 10 مساء، ومحال الأنترنت من الساعة 11 صباحاً وحتى 8 مساء، ومحطات الوقود على مدار 24 ساعة، وتضمن القرار تكليف قيادة شرطة محافظة حلب والوحدات الشرطية التابعة لها بتنفيذ مضمون هذا القرار، وتنظيم الضبوط اللازمة أصولاً.
وكان قرار تحديد فتح وإغلاق المحال بحلب قد أثار الجدل واللغط بين أصحاب الفعاليات نتيجة الضرر الكبير الذي لحق بحركة السوق والإنتاج جراء هذا القرار، ولاسيما أن لمدينة حلب خصوصيتها المختلفة عن باقي المحافظات لجهة العمل ودورة الإنتاج، والتي غالباً ما تبدأ عند ساعات الظهيرة وما بعد وحتى ساعة متأخرة من الليل، وهذا النمط دأب عليه أهالي حلب منذ القدم، حيث يعملون بالليل أكثر من العمل في أوقات الصباح.
العديد من أصحاب الفعاليات التجارية أكدوا أن حركة البيع والتداول تراجعت بشكل كبير، ما أثر سلباً على تجارتهم، وأدى إلى وقوع خسارات كبيرة نتيجة إغلاق محالهم عند ساعة الذروة لدى الحلبيين.
ويقول آخرون من أصحاب محال الألبسة إن حركة البيع في أسواق الألبسة تبدأ فعلياً عند فترة العصر وحتى ساعات الليل الأخيرة، وهو ما اعتاده الحلبيون بشكل عام ليس على مستوى شراء الألبسة وإنما لتبضع كافة احتياجاتهم اليومية، وإغلاق المحال عند الساعة الثامنة يعني أن فرصة البيع أصبحت معدومة بنسبة %90وهو أمر خطير سيعود بالضرر على كافة الأشغال والأعمال، بما في ذلك العمالة التي ستجد نفسها عاطلة عن العمل.
عدد آخر من العمال الذين يعملون في المحال والورشات أوضحوا أنهم خسروا أعمالهم والبعض الآخر خسروا جزءاً كبيراً من رواتبهم، بالنظر إلى تخفيض عدد ساعات عملهم. وبيّن عدد آخر من أصحاب الورشات وتجار الجملة والمفرق أن عملهم مرتبط بشكل مباشر بتوقيت تشغيل مولدات الأمبير والتي تعمل معظمها مساءً وحتى الساعة الواحدة ليلاً، ومع تطبيق التقنين الكهربائي الجائر والذي يصل إلى 14 ساعة قطع مقابل ساعة وصل، فإن معظم المحال والأسواق ستتوقف عن العمل قسراً وستتوقف حركة التجارة والبيع والشراء تلقائياً.
بعض المهتمين والمتابعين لحركة السوق ومفرزات القرار السلبية، أوضحوا لـ”البعث” أن هذا القرار تسبّب بزيادة البطالة وخفض رواتب الشباب الذين يعينون أسرهم، مشيرين إلى أن أصحاب العمل وعلى خلفية هذا القرار استغنوا عن عدد كبير من عمالهم، والبعض الآخر عمد إلى تخفيض رواتب عمالهم إلى النصف بسبب تخفيض عدد ساعات العمل، وهو ما قد يؤدي إلى فراغ كبير في صفوف الشباب العاطلين عن العمل وسيفاقم من المشكلات الاجتماعية والمعيشية.
وفي هذا السياق علمت “البعث” أن المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب كان يتلقى يومياً عشرات الشكاوى من أصحاب الفعاليات التجارية، والتي تطالب بإعادة النظر بهذا القرار ومراعاة خصوصية مدينة حلب.