بكين: جلسة إحاطة للبعثات الأجنبية حول تتبع منشأ فيروس كورونا
ترأس نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوشيوي جلسة إحاطة حول تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد لرؤساء البعثات الأجنبية المعتمدين في الصين. تم عقد الإحاطة افتراضيا وحضوريا، حيث شارك فيها أكثر من 160 سفيرا وممثلا للمنظمات الدولية، كما حضر فيها كل من ليانغ واننيان رئيس الجانب الصيني من فريق الخبراء للبحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، ويوان تشيمينغ مدير مختبر ووهان للأمن البيولوجي الوطني، وشو جيانقوه عضو الأكاديمية الصينية للهندسة، وتشانغ هونغقانغ نائب مدير إدارة المشاريع الهامة التابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا، وقو جينهوي نائب مدير إدارة العلوم والتعليم التابعة للجنة الوطنية للصحة.
وأشار ما تشاوشيوي إلى أنه منذ ظهور الجائحة، التزم الجانب الصيني بمفهوم مجتمع الصحة المشتركة للبشرية وقام بتبادل الخبرات والتجارب عن الوقاية والسيطرة على الجائحة أول بأول مع المجتمع الدولي، وقدم ما في وسعه من المساعدات لمكافحة الجائحة، وبادر بعملية أكبر من نوعها في العالم من التعاون في مجال اللقاح، مما قدم مساهمات بارزة في سبيل أمن الصحة العامة للعالم. وظلت الصين تشارك بنشاط وبموقف علمي في التعاون العالمي حول تتبع المنشأ العلمي، ووجهت دعوة لخبراء منظمة الصحة العالمية لزيارة الصين مرتَيْن لإجراء بحوثا حول تتبع المنشأ.
وفي آذار الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية بشكل رسمي تقرير البحث المشترك بين الصين والمنظمة بشأن تتبع المنشأ، حيث قدمت استنتاجات تتميز بأكثر مصداقيةً ومهنيةً وعلميةً، وطرحت توصيات مفصلة حول عمل تتبع المنشأ في المستقبل. إضافة إلى ذلك، بادر الخبراء الصينيون بتقديم خطة صينية حول المرحلة الثانية من تتبع المنشأ.
وأشار ما تشاوشيوي إلى أن الموقف الصيني من مسألة تتبع المنشأ في العالم ثابت وواضح. أولا، يعد تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد مسألة علمية، يجب أن يقوم العلماء دون غيرهم بأبحاث لتحديد المصدر الحيواني للفيروس وطرق انتقاله إلى الإنسان، ولا يحق لأي دولة تجاهل الأرواح وتسييس المسائل العلمية أو تشويه صورة الدول الأخرى ومهاجمتها من أجل مصالحها السياسية الخاصة. ثانيا، من الضروري احترام وتنفيذ الاستنتاجات والتوصيات التي تم التوصل اليها في تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، والتي تبناها المجتمع الدولي والأوساط العلمية، من قبل جميع الأطراف بما فيها المنظمة. ويجب المضي قدما في أعمال تتبع المنشأ في العالم على هذا الأساس فقط، بدلا من إنشاء نهج جديد. ثالثا، يدعم الجانب الصيني دائما التتبع العلمي للمنشأ وسيواصل المشاركة فيه. ما نرفضه هو اتباع النهج السياسي في تتبع المنشأ، والتتبع الذي يخالف قرار مؤتمر الصحة العالمية، والتتبع الذي يتخلى عن تقرير البحث المشترك بين الصين والمنظمة. رابعا، يجب على الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن تقوم بالتشاور الوافي مع الدول الأعضاء حول خطة العمل لتتبع المنشأ في العالم وآليات المتابعة بهذا الخصوص مع الاحترام التام لآراء الدول الأعضاء وفقا لمطالب قرارات مؤتمر الصحة العالمية، ومن الأوجب القيام بالتشاور مع الدول المعنية وإجراء التعاون الفعال على هذا الأساس عند وضع خطة تتبع المنشأ التي تركز على هذه الدول .
وأكد ما تشاوشيو أن الفيروس لا يعرف الحدود، ولا تميّز الجائحة بين الأعراق. إن الصين ودول العالم ضحايا من الجائحة، وتأمل جميع الدول في تحديد منشأ الفيروس في أسرع وقت ممكن ووضع حد لتفشي الجائحة في يوم مبكر. في ظل موجات الجائحة في الوقت الراهن، يكون الشغل الشاغل تعزيز التوزيع المنصف للقاحات ومكافحة الجائحة بالتضامن والتعاون. من الضروري التمسك بالنهج العلمي عند التعاون في تتبع المنشأ، ورفض بشكل قاطع محاولات التسييس. وعليه يحرص الجانب الصيني على بذل جهود حثيثة في العمل المشارك مع كافة الأطراف في تتبع المنشأ في العالم على نحو علمي، بما يقدم مساهمات صينية لجهود البشرية في هزيمة الجائحة في نهاية المطاف.
فيما عرض ليانغ واننيان تفاصيل زيارة الخبراء الدوليين لمنظمة الصحة العالمية إلى الصين لإجراء البحث المشترك لتتبع المنشأ، خاصة ما تتسم به الاستنتاجات والتوصيات لتقرير البحث المشترك من العلمية والمصداقية.
كما سلط يوان تشيمينغ الضوء على ما قام به معهد ووهان لأبحاث الفيروسات من البحوث بشأن فيروسات كورونا، ودحض فرضية “تسرب الفيروس من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات” استنادا الي الحقائق.
وشرح العضو شيوى جيانقوه من ناحية العلوم الطبية على الطبيعة العلمية لأعمال تتبع المنشأ ومدى تعقيدها وضرورة إجراء بحوثا بشأن انتقال الفيروس عبر السلاسل الباردة. وقدم تشانغ هونغقانغ عرضا عن أحوال البحوث العلمية في تتبع المنشأ الجارية في الصين وأحوال البحوث العلمية العالمية لتتبع المنشأ خاصة ما يتعلق باكتشاف حالات الإصابة المبكرة في العديد من الدول والمناطق. واستعرض قو جينهوي الجهود الصينية الحثيثة لإجراء التعاون مع منظمة الصحة العالمية وسلط الضوء على خطة الصين لتتبع المنشأ في المرحلة القادمة.
من جانبه قال سفير روسيا لدى الصين أندريه دينيسوف خلال الإحاطة إن روسيا ترفض تسييس مسألة تتبع المنشأ وتدعم تتبع المنشأ عن طرق التعاون وبالشفافية وتعددية الأطراف. يجب على آلية منظمة الصحة العالمية القيام بتتبع المنشأ وفقا للتفويض من الدول الأعضاء مع الالتزام بالمبادئ التي تحددها الدول الأعضاء عبر التشاور، استنادا إلى الأدلة العلمية القائمة.
فيما قال سفير الصومال لدى الصين عوالي علي كلان إن تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية يحتوي على استنتاجات علمية. يجب إجراء بحوثا بشأن تتبع المنشأ وفقا للمتطلبات ذات الصلة الواردة في قرار مؤتمر الصحة العالمية. تكون مكافحة الجائحة الشغل الشاغل والأولوية الأولى للمجتمع الدولي في الوقت الراهن. قد قدمت الصين أكثر من 800 مليون جرعة من اللقاح إلى أكثر من 100 دولة، وتبرعت بـ100 مليون دولار إلى برنامج كوفاكس، وستقدم ملياري جرعة من اللقاح إلى العالم خلال هذا العام، وقد قدمت الصين مساهمات مهمة لمكافحة كورونا حو العالم.