صراع داخل العدالة والتنمية بين آكار وصويلو لإزاحة أردوغان
في الوقت الذي تُطالب فيه المعارضة التركية بإجراء انتخابات مبكرة، تؤكد سلطات نظام أردوغان أن الانتخابات سوف تُجرى في عام 2023 كما هو مخطط لها، أملاً في تحسّن نسبة المؤيدين لحزب العدالة والتنمية الإخواني، والتي تراجعت بشدة في الآونة الأخيرة إثر الفشل الذريع في مواجهة سلسلة الكوارث التي أصابت تركيا، ولم تكن الحكومة مستعدة لها مقابل إنفاق جزء كبير من الميزانية على العمليات العسكرية في الداخل والخارج، فيما قال رئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو: إنه حتى الحصول على نسبة 30 في المائة من أصوات الناخبين، بات حلما لحزب العدالة والتنمية.
وبينما تزداد التكهنات حول الشخصيات التي سترشح نفسها عن أحزاب المعارضة في البلاد، جرت أحاديث في الآونة الأخيرة عن أنّ حالة رئيس النظام رجب طيب أردوغان الصحية لا تسمح بأن يترشح للرئاسة من جديد، وهو ما يُفسّر عدم انعقاد اجتماعات مجلس الوزراء برئاسته (وفق النظام الرئاسي منذ 2018)، وتأجيلها عدّة مرّات.
ورأى مراقبون ومحللون أنّ أردوغان تتضاءل سلطاته الحقيقية حالياً لصالح كل من وزير دفاعه خلوصي آكار، ومنافسه وزير الداخلية سليمان صويلو، وهو ما يُنذر بصراع حاد داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وشهد الشعب التركي تغييرات دستورية كبيرة في أعقاب استفتاء عام 2017، أضفت إلى نظام حكم رئاسي، كان الأتراك ينتظرون منه الكثير من الوعود التي قيلت لهم، لكن بعد أربع سنوات من هذا النظام ثبت انه طريق الى الاستبداد والتفرد بالسلطة والحق الضرر بالمسار الديمقراطي ومصادرة هامش الحقوق والحريات فضلاً عن اضعاف البرلمان والقضاء.
وفي آخر استطلاعات الرأي أظهرت النتائج أن الكتلة المناهضة لأردوغان تشهد ارتفاعاً في شعبيتها بأكثر من 4 نقاط في شهر واحد، وذلك بحسب استطلاع لمؤسسة متروبول. في مقابل ذلك، تقوم وسائل إعلام تابعة لحزب العدالة والتنمية بحملة للترويج للحزب الحاكم، وتدّعي أنه سوف يحصل على نسبة تأييد ما بين 38٪ و 40٪ في الانتخابات القادمة.
وبحسب مسح أجرته شركة أكسوي للأبحاث، فإن التحالف الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه، حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، لن يحصل على نسبة تتعدى 33.7 في المائة من اصوات الناخبين على مستوى البلاد في حالة إجراء الانتخابات العامة القادمة.
وفي هذا السياق، يقول رئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو، إنه حتى الحصول على نسبة 30 في المائة من أصوات الناخبين، بات حلما لحزب العدالة والتنمية، ورأى أن الحزب الحاكم سوف يواجه انتكاسة كبيرة في صناديق الاقتراع في أي انتخابات قادمة، خاصة بعد الفشل في مواجهة الكوارث التي حلّت بالبلاد في الأسابيع الأخيرة.
واعتبر أنّ حزبه (المستقبل) سوف يلعب دوراً رائداً في المستقبل القريب في عملية التغيير السياسي، مشيرا إلى وصول نسبة مؤيديه إلى نحو 7 ونصف بالمائة خلال فترة وجيزة، كما أن العديد من ناخبي وأعضاء حزب العدالة يقولون إنه من الجيد الانسحاب من الحزب.
في الأثناء، اعتقلت سلطات النظام التركي، الأربعاء، 8 أشخاص بتهمة الترويج لمنظمة إرهابية والدعاية لها. جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “آرتي غرتشك” التركية المعارضة.
ووفق المصدر ألقت السلطات التركية القبض على 6 أتراك في العاصمة، أنقرة، من المؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض بالبلاد.
وبحسب بيان صادر عن النيابة العامة في المدينة وجهت للمعتقلين تهمة “الترويج لمنظمة إرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي” وأوضحت الصحيفة أن لا يزال البحث جارياً للقبض على مشتبه به آخر.
على الصعيد نفسه ألقت السلطات التركية القبض على الموظفة بحزب الشعوب الديمقراطي، إيجا شيمشك، ومواطنة أخرى تدعى دفريم تمل، بعد مداهمة منزليهما، للتهمة نفسها.
ويتعرض حزب الشعوب الديمقراطي لقمع شديد منذ عدة سنوات. ويقبع رئيسه المشارك الأسبق، صلاح الدين دميرتاش، المنافس السابق لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، في السجن منذ عام 2016.
كما أن هناك قضية تنظر أمام المحاكم التركية في الوقت الراهن لإغلاق الحزب وإنها مشاركته بالحياة السياسية في البلاد.
وتقوم سلطات النظام التركي بين الحين والآخر بالعديد من الممارسات للضغط على الحزب وأعضائه، حيث شملت إقالة رؤساء بلديات منتخبين تابعين له من مناصبهم تحت ذريعة “الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح والدعاية له”، في إشارة للحزب ذاته.